يعيش المواطن الموريتاني منذ أشهر في صراع مرير مع حمى الضنك التي تفشت في أنحاء عديدة من البلاد، خاصة في العاصمة نواكشوط، حيث اكتظت المستشفيات بالمصابين بالحمى، لكن ذلك لم يقلق الحكومة ففضلت تجاهله! وحين بدأ الحديث عنه في وسائل الإعلام وتطرق له حزب "تكتل القوى الديموقراطية" اتهمه الحزب الحاكم بـ "تسييس الحمى" لأهداف "غير شريفة"، وأن الأمر محض افتراء. لكن المرض تفاقم
توفيت الرسامة العراقية وسماء الآغا*. "اكتشفناها" مع بدايات "السفير العربي"، ورحنا نلجأ اليها وننشر لها في كل مرة نحتاج للوحة مليئة بالحياة، بالألوان والفرح والحسيّة غير المبتذلة، والنساء الجميلات الرائقات.. وببغداد كما بقيت في مخيّلة أبنائها. في كل مرة نريد أن ننفض رماد الواقع البائس للعراق اليوم، ونريد ان نتحدّاه بنقيضه، مما يختزنه الواقع أيضاً، والرغبة
الجديد في انتخاب الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية إضافية تبقيه على سدة السلطة حتى العام 2020، انه قنن دخول السودان مرحلة "دولة الرئيس" بعد أن كان دولة الحزب. وفي مطلع هذا العام، وقبيل الانتخابات الأخيرة، أنجز البشير تعديلات دستورية تسمح له بتعيين ولاة الولايات بدلا من انتخابهم شعبياً، وتحويل جهاز الأمن الى قوة نظامية مثله مثل القوات المسلحة والشرطة، بعدما كان وضعه في السابق يقتصر على
في مصر، المجال المعرفيّ بشكله الحكومي، أفرزته اجتهادات كثيرة من أجيال متعاقبة حتى وصل في النهاية إلى صورته الحاليّة، من حيث تسميّة الهيئات والوزارات المنوط بها تقديم السلعة المعرفيّة المدعومة من قبل الدولة للمواطنين. ولعل أكثر تلك الهيئات هي وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة، من هيئة الكتاب، والمجلس الأعلى للثقافة، ودار الأوبرا المصريّة، ومركز الإبداع الفنّي، وقطاعات مسارح الدولة المختلفة.. إلى
قررت الحكومة السويدية ذات المسحة اليسارية، عدم تجديد اتفاقية التعاون العسكري مع المملكة السعودية، لأسباب متعلقة بمواقف العديد من الأحزاب السويدية، والداعية للتشدد بتنفيذ شروط ترخيص بيع السلاح وكل اشكال التعاون العسكري مع البلدان ذات الانظمة الاستبدادية او البلدان الداخلة بنزاعات عسكرية. اتخذ هذا الموقف السويدي بعد تساوق مناقشته من قبل حزبي الائتلاف الحكومي المتشكل من الحزب الاجتماعي
جرت بالبحر الميت في الأردن أواخر شهر نيسان/إبريل الفائت محاولة لخطو جديد في مشوار تناول المساءلة الاجتماعية في العالم العربي. كان ذلك من خلال عقد المؤتمر الإقليمي لشبكة "المساءلة الاجتماعية في العالم العربي"، شارك فيه أكثر من مئة مهتم بهذا المجال يمثلون خمس عشرة دولة عربية، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي وبعض أصحاب الخبرات الأجانب خاصة من الهند. وقد قدمت أثناء هذا المؤتمر العديد
بماذا يفكر الأردني عندما يضع ورقته الانتخابية في صندوق الاقتراع؟ في الواقع، أول ما يفكر به هو الخدمات التي تُقدَّم له، من توظيف أو تأمين خدمات صغيرة، سيقوم بها النائب الذي اختار اسمه دوناً عن كل المرشحين، متجاهلاً أنه إنما يفترض به أنه ينتخب مجلساً تشريعياً تترتب عليه مهمة مراقبة السياسات وصياغة التشريعات بما "يحقق المصلحة العامة"، وأنه بمجرد اختياره للبرلمان، إنما يوكل مشرعين
الفيلم هو ثلاثية طموحة، انجز وعرض جزؤه الأول بفضل الجهود الفردية لأوليفييه عزام ودانيال ميرميه، اللذين نقلا إلى الشاشة الفرنسية كتاب "التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأميركية" لمؤلفه هاورد زن الذي نُشر في أواخر التسعينيات. تشكّل الحرب مورداً ممتازاً لإثراء الصناعيين الأميركيين يمتد الجزء الأول من
لم يمر أسبوعان على عودتي من مدينة مقديشو العاصمة، حتى تقاطرت الأنباء الصادمة عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف وزارة التربية والتعليم العالي والثقافة وسط العاصمة. صورة قائد قوة الأمن التي كانت تحرس المبنى، في نعوة على موقع للتواصل الاجتماعي، أعادتني لابتسامته واعتذاره منّا لأن رجاله مضطرون لأداء واجبهم الأمني في التفتيش والتدقيق قبل مقابلة الوزيرة. انقبض قلبي والتهبت عيناي بدمعة لم أستطع ذرفها
واجه الصحافيون المصريون العاملون في مجال الصحافة الإلكترونية خلال السنوات الماضية كثير من المشكلات، أولها رفض نقابة الصحافيين ضمَّهم إليها أو الاعتراف بهم بسبب عدم تقنين أوضاعهم، بالإضافة إلى وجود تجاهل ثم مماطلة من الدولة في الاستجابة لمطالبهم بإنشاء نقابة مهنية لهم تضمن حقوقهم، مما حدا بعدد كبير منهم إلى تدشين تلك النقابة وتنظيم قانون مهني لها. نحو إنشاء
تستند سلسلة المقالات هذه إلى بحث تَشارَك في تأليفه كلٌّ من أماني الجمل من جامعة برنستون ومايكل روبنز من "الباروميتر العربيّ". وقد أصدر البحث "برنامجُ العدالة الاجتماعيّة وسياسات التنميّة" في معهد عصام فارس للسياسات العامّة والشؤون الدوليّة في الجامعة الأميركيّة ببيروت، بالتعاون مع مركز ممدوحة س. بوبست للسلام والعدالة في جامعة برنستون، وذلك بتمويل من مؤسسة إلمِر
لا نعلم على وجه الدقّة إنْ كان الأزهرُ قد منح، فعلا، أستاذ الشريعة الاسلامية مصطفى محمد راشد درجة الدكتوراه عن أطروحته حول "الحجاب، غطاء رأس المرأة المسلمة". وهي الاطروحة التي خلصت في جملة ما تقدمه خلاصتها إلى أن "الحجاب" ليس فرضا عباديا بل عادة اجتماعية. على أنّ الملفت في الأمر على جاري عادة الاعلام العربيّ، ومنذ شياع خبر الاطروحة قبل عامين تقريبا إلى اليوم، هو
يقترب الحبيب من حبيبته. تركز الكاميرا على الوجهين الشابين. توشك الشفاه على سقي بعضها بالريق. ينتظر الجمهور الحدث فيسيطر الصمت على القاعة. نسمع خوار بقرة. يتغير الكادر فنرى الحبيبين وسط فضاء صادم. كان ذلك لقطة من فيلم "كاريان بوليود" للمخرج المغربي ياسين فنان. بوليود هي هوليود الهند، فما هو الكاريان؟ وما العلاقة بينهما؟ مزابل وحمير وأكواخ وأزقة محفّرة، أغنام قذرة تتغذّى مما
وقفت أم عبّاس قدّام الكاميرا وهي تَعتمرُ خوذة عسكريّة، وقالت بتحدٍّ "من منكم يحمل سلاحاً فليوجه إطلاقاته إلى رأسي.. أنا من صنع هذهِ الخوذة وأُراهن عليها بحياتي"، وتساءلت "لماذا تبقى صناعاتنا مكدَّسة في المخازن فيما الدّولة تستورد مثيلاتها التي لا ترقى إلى جودتها بملايين الدولارات؟". لا تجد السيّدة التي تعمل في مصنعٍ تابعٍ لوزارةِ الصّناعة العراقيّة، والتي لم تتسلّم
لم أتوقّع، عندما تقدّمت لمسابقة تعيين معلمي جغرافيا قبل الأزمة السورية بعدّة سنوات، سوى أن يكون عملي في إحدى مدارس مدينتي حلب أو في قرية قريبة، أسوة بالمعلمين المدعومين باستثناء من مسؤول. اعتمدتُ على جهود أبي ونفوذه وتوقعت أن يساعدني عندما صدر قرار تعييني في عين العرب، لكنه لم يحرك ساكنا، ليس لأنه يرفض مبدأ الوساطات، فأبي لم يكن قدّيسا، كما أنّ معارفه كثر في مديرية التربية بحلب، ولكن كما...
لم تكن مسألة الهويّة بالنسبة لأيٍ من مركّبات الشّعب الفلسطينيّ مسألةً شاغلة كما كانت للفلسطينيين داخل الأراضي المحتلّة العام 1948. لن نجد فلسطينيّاً في الداخل لم يُسأل مرة واحدة في حياته على الأقل، في الجامعة أو في مقابلة عمل، في سيارة أجرة أو في لقاء حزبيّ، ذلك السؤال المُفخخ: "كيف تعرِّف/ين نفسك؟". سؤال يلحقه، طبعاً، نقاش لا ينتهي حول تلك الوصمات التي نحملها، وحول ترتيب تلك الوصمات
تختزل الرواية التاريخية التي اختيرت لنا، مكانة المرأة السياسية في إطارين لا تخرج منهما، إلا بعد تنقيب دقيق في الموروث الشعبي المحكي والآخر المكتوب الذي تمكن من النجاة من أقبية القوالب التي ترسخت في الذاكرة الجمعية لقرون. فالمرأة في هذه القوالب هي إما والدة البطل أو الماكرة المخادعة التي اغوت البطل. جاء تفسير واستثمار الرواية الدينية اللذين احتكرتهما عقلية البطريرك، ليرسخا دونية المرأة
في أسبوع واحد، مطلع شباط الحالي، استقبلت العاصمة الأميركية اثنين من كبار القيادات السودانية: وزير الخارجية، علي كرتي، ومساعد الرئيس والرجل الأول في "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور إبراهيم غندور. وبما أن الإدارات الأميركية المتعاقبة تعتمد سياسة محاصرة النظام السوداني وتقييد حركة مسؤوليه، لدرجة رفض إعطاء تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل
في 9 كانون الاول/ديسمبر 2014، أُطلق سراح الفرنسي سيرج لازارفيك الذي كانت تحتجزه منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 مجموعةٌ مسلحة من مجموعات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكما جرت العادة، نفت السلطات الفرنسية دفعَها فديةً لمختطفيه. من الصعب تصديق ما أوردته الصحافة الفرنسية يومها من تصريحات للرئيس النيجيري مفادُها أن تحرير لازارفيك من أسره ثمرة "احترافية أجهزة الاستخبارات
منذ تولّيه الحكم، استخدم عبد العزيز بوتفليقة البترول، وما يدرُّه من ريع، كوسائلَ لترسيخ سلطته وتوطيد دعائمها وإدامتها. وبسبب ما شاب انتخابَه من شوائب (ومنها انسحاب كل منافسيه في انتخابات العام 1999 احتجاجاً على ظهور بوادر التزوير، وتركه وحيداً في السباق)، ولإدراكه بأنه لا وزنَ للشعب في نظر النظام الجزائري، سعى إلى التملّص من وصاية الجنرالات الذين نصبوه على رأس الدولة، ملتمساً دعم الخارج،
المزيد