جنوب السودان: نزاعات متجددة

ليس الصراع جديداً بين رفاق الأمس من أبناء «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، إلا أن التناحر بُعيد الاستقلال، أخذ ينمو على خلفية عرقيّة/قبليّة. فالحروب الجديدة تَستَحضِرُ الثارات القديمة وتنفخ فيها النار، حتى ولو كانت على الماء والماشية ومناطق الرعي، كما يحدث الآن بين قبيلة النوير التي ينتمي إليها ماشار، وقبيلة الدينكا المهيمنة في جنوب البلاد التي ينتمي إليها الرئيس سيلفا كير، بحيث
2014-01-08

شارك

ليس الصراع جديداً بين رفاق الأمس من أبناء «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، إلا أن التناحر بُعيد الاستقلال، أخذ ينمو على خلفية عرقيّة/قبليّة. فالحروب الجديدة تَستَحضِرُ الثارات القديمة وتنفخ فيها النار، حتى ولو كانت على الماء والماشية ومناطق الرعي، كما يحدث الآن بين قبيلة النوير التي ينتمي إليها ماشار، وقبيلة الدينكا المهيمنة في جنوب البلاد التي ينتمي إليها الرئيس سيلفا كير، بحيث يدور الصراع الذي أودى بحياة المئات - أو الألوف من يدري - بين قوات حكومية وقبليّة توالي الرئيس سيلفا كير، وبين ميليشيات غير نظامية وقبليّة موالية لنائبه القوي والطموح رياك ماشار. الأول كان قد عزل الثاني في تموز/يوليو الماضي نتيجة تزايد الضغط الشعبي على الحكومة بسبب سوء الخدمات التي تقدمها!
هذا النزاع على السلطة كشف ضعف الجيش، الذي سرعان ما تعرض للانشقاقات.
الأزمة في جنوب السودان قد تكون في أحد وجوهها عجزاً عن تشكيل مؤسسات دولة، وفشلاً في تخليق الدولة - الأمة حتى الآن. استقلال جنوب السودان إذاً في يوليو/تموز 2011 لم يضمن له الاستقرار حتى الآن. الأزمة التي تتعلق بديناميات داخلية حفزها إيقاف إنتاج النفط خلال السنة الماضية، نتيجة الصراع على نقله وتصديره عبر أراضي السودان وموانئه. تسبب ذلك في حرمانها من موردها المالي شبه الوحيد وخلق ظروفاً اقتصادية بالغة السوء مما جعلها تتصدر قائمة الدول الأفريقية الأشد فقراً.القتال المندلع منذ 15 كانون الأول/ديسمبر الماضي على خلفية محاولة انقلابية، جاء بعد أيام على تصريح كير في مؤتمر للمستثمرين بأن البلاد أصبحت «أخيرا آمنة» ومنفتحة على الأعمال.
لا تبدو النبوءة قابلة للتحقق خاصة بعد أن قام بحلّ لجنة، سبق وأنشأها ماشار، لوضع خطة «عملية وعلمية» لترميم العلاقات العرقية، واستبدلها بتنصيب زعماء الكنائس كمسؤولين عن «التركيز على درء أوجاع جنوب السودان بالصلاة» ولا شيء غير ذلك.لم تجدِ الصلاة في منع عشرات الآلاف من اللجوء إلى مقرات الأمم المتحدة على امتداد البلاد «طلباً للحماية» تزامناً مع اندلاع الاشتباكات.
يعكس ذلك مدى الخوف الذي يسيطر على الجميع. ولن تجديَ الابتهالات في وقف النزاع، بعد أن استولت القوات المتمردة على أراضٍ واسعة في ولايتين أحداهما منتجة للنفط. تجري المفاوضات المتعثرة بين ممثلي الطرفين المتنازعين في أديس أبابا على إيقاع الصراع المسلح في بور عاصمة إقليم الوحدة، حيث يبدو بأن الدعم الإقليمي لشرعية الرئيس كير وتهديد دول شرق أفريقيا بزعامة أوغندا للمتمردين، كلها قد لا تخفض حدة التوتر. فالنزاع غير مرشح للحل الدائم، مع قدوم الموفدين الدوليين إلى المنطقة، وممثلي شركات النفط، وتصلب مواقف الأطراف المتنازعة وحشدها المتصاعد للقوة والتحالفات القبلية.

للكاتب نفسه

بروفة انقلاب في ليبيا

مازن عزي 2014-02-19

في صبيحة الرابع عشر من الشهر الجاري ظهر اللواء المتقاعد «خليفة حفتر» في شريط مصور على موقع يوتيوب، دعا فيه إلى تعليق سلطة المؤتمر الوطني والحكومة الليبيتين، وتجميد الإعلان الدستوري...

معركة جنيف 2 إعلامية

مازن عزي 2014-02-05

واكب أكثر من 1500 صحافي تغطية مؤتمر جنيف 2 في الأيام الماضية، ما جعله أقرب إلى «برامج الواقع» ونقلها المباشر لتصرفات أعضاء الوفود التي كانت تحت رصد الكاميرات. وفي الوقت...

الدستورالمصري: تحصين النظام القديم 

مازن عزي 2014-01-22

يعكس الدستور االمصري الجديد توازنات القوى السياسية الفعالة وتحالفاتها الاجتماعية كما ظهرت بعد انقلاب قائد الجيش الجنرال السيسي على الرئيس المعزول محمد مرسي في 3 تموز/يوليو 2013 . تظهر الجهات...