طغت الأخبار المتعلقة بالجدال الدائر بين الدولة ممثلة بمؤسسة الرئاسة من جانب وبين المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من جانب آخر، على كثير من الأخبار والتحليلات في مصر خلال الفترة الماضية، بسبب تصريحات "جنينة" عن أن حجم الفساد في مصر يقارب 600 مليار جنيه، وما تبع تلك التصريحات من سخط شعبي ومن قرار رئاسي بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بخصوص تلك الأرقام. <br
كنت صغيرة وأترك في البيت لرعاية أخويّ ليالي زيارة أبي وأمي لبيوت الأصدقاء للاستمتاع بغناء الشيخ إمام المحظور في القنوات الرسمية حتى اليوم – شكرا للذاكرة الجماعية وتسجيلات الكاسيت والساوند كلاود. فكلماته ما زالت تحمل غضبنا وأحلامنا.. قبلت الفرصة المتاحة لي لأكمل دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية. كانت أول رحلة لي أغادر فيها أرض الوطن وأبقى بعيداً عنه لمدة طويلة. غياب قد
أليست بدائل النفط مُخيفة ومُرعبة لأنظمة حكم أدمنت التحكم واعتادت السيطرة؟ بدائل كاقتصاد المعرفة والطاقة البديلة، رُغم وفرتها، وهي نُذُر استقلال للإنسان، وتحرر من الاستغلال والرهن المركزي.
متلاحقة الأوقات وبطيئة، فبالكاد يجد المواطن وقتا لشرب كوب "المكياطة" (نوع من القهوة المركز جدا والتي تسكب في الكوب بكميات قليلة، وهي على ما يبدو طريقة في تحضير القهوة من آثار الإيطاليين الذين استعمروا ليبيا، وأصل الكلمة mocha) إن وجد مقهى مفتوحا وقهوة الصباح إن وجدت أنبوبة الغاز، ليدخل في ازدحام الشوارع المنسية والخالية من الطرق الإسفلتية، حتى يأتي إليه الظهر منقضاً ليدرك ما يمكن
لم تتميز فاطمة المرنيسي فقط لكونها نجحت في الاشتغال الأكاديمي على قضايا في صميم المجتمع، بل لكونها استطاعت أن تجسد هي ذاتها نموذجاً...
للرباط قلبان يفصل بينهما سور يمتد لعدة كيلومترات لا يزيد عرضه عن خمسين سنتمترا وعلوه على أربعة أمتار.. وعمره ألف عام. سور يفصل المدينة الحديثة عن المدينة العتيقة. في السور أبواب تحمل أسماء الاتجاهات والقبائل التي تؤدي إليها. في باطن السوق مدينة قديمة، بها سوق شعبي وممرات ضيقة فيها بازارات ومحالت لبيع الملابس والوجبات ومنتجات الصناعة التقليدية. يخفي السور زحاما فظيعا في السكن.. وبعد الزحام تظهر
أسهمت متلازمة التغير المناخي والتطور غير المتوازن في السودان إلى تصاعد الإحساس بالغبن التنموي الذي عبّر عن نفسه في شكل انفجارات سياسية واجتماعية وأمنية. تغييرات المناخ شهدت العقود الثلاثة الماضية في السودان تطورات خارج السياق المألوف والطبيعي، خاصة في الفترة 1984-2014، مثل كارثة السيول والفيضانات الأشهر في تاريخ السودان في العام
"الدولة الضعيفة"، "الدولة الرخوة"، "دولة ملوك الطوائف".. مصطلحات استخدمت سعياً لوصف وربما لفهم ما طرأ أخيراً من تحولات على الدولة المصرية. في ما مضى نجحت "دولة يوليو" في الستينيات من القرن الفائت في الاستحواذ على أدوات الإنتاج، والإيديولوجيا، وأدوات القمع وآلة العنف وكل ما يتعلق بالأمن،
ينهض السوريون كلّ يوم منقسمين حول سبب خراب بلادهم، يمدّهم ضوء النهار في أوّله بهداياتٍ شحيحة تضيء لهم صوابيّة الضفة التي يقفون عليها، تجعلهم يزيلون، أيديولوجياً على الأقل، مكوّنات الضفة الأخرى. يصير "الآخر" جزءا من خصومتهم مع حياتهم العاثرة، وأحياناً يصير كما لو أنه السبب في بلائهم. السوريون الباقون في بلادهم منقسمون أيضاً حول نصيبهم من حصص الدمار والموت اليومي، الجغرافيا تحددها لهم،
"هدية أم الدنيا للعالم" هو الشعار الذي يذيل اللافتات الدعائية للمشروع، من ضمن حملة واسعة النطاق عنوانها "مصر بتفرح"، وصولاً إلى سيل من الأغاني "الوطنية" اجتهد أصحابها في شحن الشعور الجمعي بالفخر، وقد تقرر اعتبار يوم تدشين المشروع الجديد منذ اسبوع عيداً وطنياً (وإجازة).. بينما تهاجم جماعة الإخوان المسلمين المشروع وتسفّهه (لا يتعدى "طشت أمي"، أي إناء
قررت بلدية باريس تخصيص يوم لتل أبيب، (ما باتت الصحافة الفرنسية تسميه "العاصمة الاقتصادية لإسرائيل"، الذي يفترض أو يوحي بأن القدس عاصمتها السياسية؟!)، الشهيرة على ما تقول البلدية ببراءة حمقاء، "بشاطئها وبسهراتها اللاهية". يوم من ضمن ثلاثين يوماً، هذا العام 2015، من ضمن مشروع "باريس – بلاج"، المعتمد منذ 2002 من قبل البلدية، حيث يُبنى على ضفاف نهر السين داخل
سوف يُعقد في جمهورية كوريا الجنوبية في شهر أيار/مايو المقبل المنتدى العالمي حول التعليم للجميع. وتحضيرا للمساهمة في هذا المنتدى، انعقد "المؤتمر الوزاري الإقليمي للدول العربية حول التعليم في مرحلة ما بعد عام 2015"، في مدينة شرم الشيخ بمصر أواخر كانون الثاني/يناير، بدعوة من منظمة اليونسكو وشركائها. وهي كانت فرصة ثمينة لإعادة قراءة أهداف التعليم للجميع الستة، ومراجعتها وتقييمها، في ضوء
كَمَن يكابد شهوة ممضّة، وبصوت ضجِرٍ آمر، باغتني طارق: بدّي (أريد) حكاية! طارق الذي لا يعلم شيئاً عن تعليمات مركز إيواء النازحين في ريف دمشق، التي تمنع المتطوعين من الاقتراب من تفاصيل وخصوصيات الأطفال، عاجلني بأمر آخر: بدي حكاية ما فيها حرب! في المركز الذي لا أدري من أية مرجعية يستقي تعليماته، أوعزوا لنا أن نشاغل الأطفال عن همومهم بالنشاطات واللعب النهاري، سكتوا عن الليل وشجونه،
رغم أن لا أحد ينتظرها هناك أو يرافقها كما في سنوات خلت، ما انفكت تأتي الحديقة، التي صار أكثر من نصفها مسوراً بأسلاك شائكة وممنوعاً على الزوار، ومكاناً لانتشار الجنود بألبستهم المموّهة وأسلحتهم الحربية. تفتح سحاب حقيبتها أمام الحاجز، يجسّها العسكري الشاب من الخارج ثم يدسّ يده في داخلها، ويتمتم لرئيسه: كأنها لا تحوي سوى المناديل الورقية المطوية وكأس خزفي... يغلقها ويدفعها نحوها، تقبض عليها
خلال فترة ثمانية أسابيع فقط، حتى نهاية الشهر الماضي، قام رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير بخطوات عديدة جريئة لتعزيز سلطته في مواجهة منافسيه في الحكومة والجيش وحزب الحركة الشعبية. تهدف تلك الخطوات للتصدي لحالة التشرذم التي طالت تلك المؤسسات، ولكنها تهدف خصوصا لتقوية موقف كير في مواجهة الطامعين في خلافته، حتى يصبح مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة التي ستجري في العام 2015.ففي حزيران/يونيو
ماشيا، فجأة رفعت رأسي في الطريق فلاحظت أن شخصا يراقبني ويبتسم. ماذا كنت أفعل؟ جلست بمقهى في ناصية الشارع وراقبت ماذا يفعل الآخرون: يمشون بتوتر، يكلمون أنفسهم أو يفترضون أنهم يحاورون غيرهم. بعضهم يبصق على طريقه كل عشرة أمتار. بعضهم يعدّ ما تبقى من آخر مشترياته على أنامله كأنه يسبِّح. وجوه مكدودة متوترة هائمة تجري في الشوارع وبين وسائل النقل. ما عاد الناس يتساءلون عن زيادات أسعار البارحة.