ما إن أصبح تنظيم "داعش" العدو الأول للأردن حتى باتت السياسة الأردنية الخارجية أكثر توجّها لقاعدة "عدو عدوي صديقي" في محاولة منها لتثبيت الاستقرار وصد الخطر الذي يتربص بها على بُعد مسافة قصيرة وعلى طول حدودها الشمالية مع سورية والشرقية مع العراق. ارتفاع كلفة الحرب والأمن والحماية والإجراءات الوقائية من هذا الإرهاب الذي يتطاير شرره بسهولة، دفعت الأردن الذي يعاني الكثير
مع انتهاء الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر - وهي الاستحقاق الدستوري الثالث من خارطة الطريق التي جاءت إثر الإطاحة بحكم الإخوان في 2013 – فالسؤال يتعلق باستشراف ما يمكن أن يقوم به البرلمان المُنتخَب مستقبلًا، حيث جاءت نسبة المشاركة في تلك الانتخابات ضعيفة مقارنةً بكل الاستحقاقات الدستورية التي تمَّت منذ "يناير 2011". فقد بلغت نسبة المشاركة، وفق اللجنة العليا للانتخابات حوالي
هل تغيُّر ميزان القوى بين الدولة والمجتمع بعد 2011 لصالح هذا الأخير؟ هل يكفي أن تتحكم السلطة في منح الضروريات المعيشية لحياة الناس، وتشكيل قيمهم، وتوجيه وترشيد سلوكهم؟ حاولت السلطات خلال العامين الماضيين مواجهة الانتقادات والتظاهرات والاحتجاجات بقوةٍ بالغة من أجل
الاستماع إلى باقي المقابلات في
لماذا تأخر النائب العام حتى الآن في التحقيق في بلاغات من عام 2011 ضد رجال أعمال محسوبين على مبارك؟ وهل قراره بالتحفظ على أموالهم مقدمة لبدء التصالح المالي في جرائم المال العام؟ البلاغات التي حفظت في الأدراج وقتها ذات جدوى ونفع عظيمين.. لو تعلمون! الغرض متعدد الأوجه يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين، بيد أن قوانين
قد تكون الذكرى الثالثة والخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962 اليمنية التي مرت قبل حوالي الشهرين هي الأقل ألقاً واحتفاء رسميا بها، لكنها أيضا الأكثر حميمية في نفوس عامة اليمنيين، وإن كان فساد الأنظمة المتعاقبة منذ قيام الثورة قد أدى إلى خفوت حضورها المعنوي في نفوسهم، ثم عادوا للشعور بالخيبة والخذلان من كل الأحداث التي مرت بالبلاد وأغرقتها في المستنقع الراهن. بعد أيام من مرور ذكرى سبتمبر كتب
وقعت عيناها على هشام، المرأة الوحيدة التي تأتي إلى الجامع دون أن تبوح بمصيبتها أو شكاويها فسألتها بنفاد صبر: وأنت لماذا تسكتين؟ ماذا تريدين؟ وكأن هشام انتظرت دهراً هذا السؤال، فسال جوابها مختصراً بديهياً: أريد تغيير النظام! وأفصحت: أريد أن أغير اسمي، وببطء وغموض وتصميم أكملتْ: أريد أن أعيش. هذه الجملة فتنت فطينة، التي لم تفطن إليها من قبل، وظلت تردد مسحورة: أريد أن أعيش!
أصدر مؤخرا "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" المغربي وهو مؤسسة رسمية دستورية، تقرير "وضعية المساواة والمناصفة بالمغرب"، توقف فيه عند أوضاع المرأة والتحديات التي لا زالت قائمة من أجل تمتعها بمختلف الحقوق بمساواة مع الرجل. قدم التقرير عدداً من التوصيات ركزت على نقاط ضعف ما زالت قائمة، بعضها فيه تمييز صارخ ضد النساء، وإعاقة لتحقيق التنمية بشكل عام، ووضعت الأصبع على الإشكالات
صار من المعتاد في تونس، بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، أن تندلع بين الحين والآخر في الضواحي الفقيرة للمدن الكبرى، أو ما يسمى "الأحياء الشعبية"، مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة وشبان غاضبين، معظمهم عاطلون عن العمل أو يشتغلون في مهن هامشية.
عثر الجيران على العائلة المتكوّنة من خمسة أفراد موتى بعدما تشبّعت أجسادهم بالسمّ. كان اليأس قد تسرّب إلى الوالد حين فقد عمله ولم يعد باستطاعته تأمين الطعام. ولسدّ الجوع أخذ أوَّلاً ببيع أثاث بيته، وأمّنت نقود غرفة نومه الخشبيّة أشهراً في عيش كفاف، ثم باع طقم المقاعد المخملي وبعدها أدوات المطبخ والسجّاد. وبعدما نفدت جميع حاجياته، ذهب بسترته الجلدية اليتيمة إلى المزاد ليبيعها. لم يبقَ
فهم ظاهرة التحرش الجنسي، ولاسيما النسخة المتوحشة منها في مصر، لا يمكن أن يكتمل إلا باستكشاف هذا العالم الغريب والعجيب من تصورات الذكور عن العملية الجنسية، سواء في جانب الاستمتاع أم من زاوية هيمنة "الفاعل" على "المفعول بها".
فرضت الحكومة قبل أيام غرامة مالية على الأنثى التي لا تلتزم بالحجاب الشرعي ضمن دوام عملها في المنشأة، غرامة قدرها ألف ريال إن هتكت حدود الحجاب الذي رسم صورته مجتمع مشبع بالتقاليد والعادات. وبناء عليه شكرت البلاد وزير عملها على هذا القرار الذي من شأنه ربما تحسين أداء العمل عبر زيادة تركيز العاملين الذكور الذين قد يلهيهم وجه أنثوي مكشوف. ( #شكرا وزير العمل الغيور). يعتبر الزي الرسمي للمرأة
تنفتح شهيّة الريع الاستثماري على مصراعيها كلّما دنا منها ملف "إعادة إعمار سوريا" ولامست أرباحه المحتملة. يشتهي الجميع حضور تلك الوليمة الدسمة، لكنها ستقتصر على حلقة ضيّقة من المدعوين بدأت تتكشّف مكوناتها مع ظهور المخطط التنظيمي لإعادة إعمار بابا عمرو في حمص، والآخر، بساتين الرازي في
على الرّغم من الأوضاع الأمنيّة المتردّية في ليبيا، والانقسامات العنيفة والتي قد تكون مهدِّدة لوحدة البلاد، إلا أن وجود نية للإعلان عن دستور جديد للبلاد يحفز العديد من الهيئات المدنية على الاستعداد له، لو تحقق. وفي هذا الإطار نظّم "منبر المرأة اللّيبيّة من أجل السّلام" ندوة بعنوان "حقوق المرأة في الدستور، بين الشريعة والمعاهدات الدّوليّة" عُقدت في القاهرة بتاريخ 11-12 تشرين
توفي في الخامس من شهر كانون الثاني/يناير السينمائي والمناضل الفرنسي رونيه فوتييه. الرجل الذي حورب بل سجن في حياته وتعرّض للرقابة والمنع، انتزع الاعتراف بقيمته مع وفاته، فاذ بالصحف الفرنسية تتسابق على نعيه والاقرار بسينمائييته وبأهمية مواقفه، ومنها ما قالته
زواق الشكل وخواء المضمون قلوب مدارسنا متوقفة عن النبض
كان نِزار شاباً فصاميّاً عمره ثلاثة وعشرون عاماً. صار يتردّد على عيادتي بعد أن دخل مكتبي مرّة على سبيل الخطأ. صرتُ أتابعُه بشكل مُنتظم منذ تلك الحادثة، وقد نشأت بيننا علاقة علاجيّة متينة. لمّا عرفته، كان في حالة انطواء شديد، لكن الصّدفة التي شاءت أن تكون إحدى روايات سليم بركات مرميّة على مكتبي في ذلك اليوم، هي التي جعلته يخرج من عزلته الفصاميّة ويتعلق بي.«لوعة الأليف اللاّموصوف
تواجه مصر أزمة ثلاثية الأبعاد: أزمة حكم وقدرة على الحكم وعقليّة حكم، وما الإطاحة بالرئيس محمد مرسي أخيراً إلا مجرد تعبير عن تلك الأزمة. فالسؤال الذي تواجهه البلاد ليس مَن يحكم أو كيف يصل الحكام إلى السلطة، بل هو بالأحرى كيف يُحكَم. وتطرح الإطاحة بمرسي وبـ«الاخوان المسلمين» تحدّياً على الثنائية التبسيطية لرواية الانقلاب العسكري بمقابل الثورة، كون تلك الإطاحة تحمل عناصر من