فوضى (بالمعنى العميق)

نهلة الشهال | 28-05-2015

يوم الجمعة الفائت، أمضى الموقع الإخباري الخليجي الأكثر شهرة عربياً وعالمياً (ولو انه يتراجع باضطراد!) عدة ساعات صامتاً حيال تفجير المسجد الشيعي في بلدة القديح من محافظة القطيف، الذي ذهب ضحيته أكثر من 22 مصلياً عدا الجرحى، وعدا معنى وقوع مثل هذا الحادث لجهة المساهمة في تأجيج النار التي تلتهم المنطقة من المحيط إلى الخليج إلا قليلا، ولجهة إضرامها في السعودية نفسها.. الى أن قرر أولو الأمر هناك أن

مواضيع
مشروع قانون لـ"المصالحة الاقتصادية" في تونس

يقضي مشروع قانون "المصالحة الاقتصاديّة" الصادر بمبادرة من رئيس الجمهوريّة، بوقف التتبعات والمحاكمات وإسقاط العقوبات في حقّ الموظّفين العموميّين وأشباه الموظّفين، كالوزراء ورؤساء المؤسّسات العموميّة والمديرين العاميّن والقضاة والولاة أو المحافظين.. في الجرائم المتعلّقة بالفساد المالي والاعتداء على المال العام. وبحسب رئاسة الجمهوريّة، تمثّل هذه المبادرة محاولة لدعم مناخ الاستثمار، عن


"روليت بغدادية"

"أنا أعشق بغداد، تثيرني الطاقة المسيطرة على سمائها، انها مدينة ساحرة". لم أسألها عن بغداد، ولم أكن مهتمة بسماع رأيها في بغداد، ولم يهمني على الإطلاق من هي أو أين تعمل. لكن أثارني أن تعشق الموت. أين السحر في مدينة تحترق؟ في أي تربة يولد هذا الإعجاب بالموت؟ هل هو مُعَلَب، يباع كمرفق لسلع هوليوود مثلا؟ السلع التي تفرز لها أجسادنا "الأدرنالين"، أو مع علبة "الكورن


مصر.. يا "صيف" المساكين

حار جاف صيفاً تدعمه شواطئ ممتدة شمالا وشرقاً ونسمة رقيقة تهب قبيل الغروب مع رقرقة المياه فوق سطح النيل. هكذا هي الصورة الحالمة التي لم يفقدها فصل الصيف في مصر، برغم كل ما يحيط به من مسببات للإرهاق والجهد والملل، سوى أن سحابة غير رحيمة ذات لون أصفر فاقع تحضر في باقي المشهد. أزمات الصيف.. والبشر يأتي صيف وراء آخر مصحوباً بانقطاع التيار


حارة السّيسي في حلب جدارية الإشارات والتحولات

سمعت من جدي حكايات كثيرة عن مدينتي، رواها له والده "شكري وكيل". لكنّ جدي كان يسترسل في خبريات عام 1912، ليس لأنه تاريخ ميلاده الذي يعتز به، بل لأنّ بيت العائلة فقد جزءا عزيزا من تاريخه الذي يعود إلى القرن السادس عشر عندما تابع مسيحيو المدينة بناء بيوتهم خارج الأسوار. كان جدي أشبه بموسوعة شفوية، شأنه شأن الكثيرين من أبناء جيله الذين تشرّبوا معارفهم من مدارس طوائفهم. فمنه عرفت تاريخ


تعليمات الى المرشحين للامتحانات و.. الانتخابات

ستجري انتخابات هيئة المأجورين ومندوبي العمال وممثلي الموظفين في القطاع العام والخاص بالمغرب بدءاً من الثالث من حزيران/ يونيو القادم، وتليها امتحانات البكالوريا بعدها بأسبوع. وكلما اقترب الاستحقاقان كثرت التعليمات. فقد أعلنت وزارة التعليم "مواصلة الجهود الرامية إلى تحصين مصداقية البكالوريا الوطنية ودعم آليات ضمان الاستحقاق وتكافؤ الفرص لجميع المرشحين" أصدرت الوزارة تعليمات لمنع الغش.


سيناء بعد عزل غزة

مرت ستة شهور منذ إقامة المنطقة العازلة، ولم يزدد الوضع الأمني في شمال سيناء إلا سوءاً. تم تغيير القيادة العسكرية أكثر من مرة، ولا تزال العمليات النوعية لتنظيم "ولاية سيناء" في تصاعد. يُطرح التساؤل حول حقيقة علاقة قطاع غزة بالإرهاب في سيناء على ضوء نقطتين: أولاً، عدم صلاحية هذا الاحتمال لتفسير الهجوم الكبير على معسكر الجيش بالقرب من واحة الفرافرة في أقصى الصحراء الغربية في تموز/


هل تضاء بيوت القاهرة وعمان بالغاز الإسرائيلي؟

تقولُ القصّة إنّ اكتشافات الغاز البحريّة الإسرائيليّة لم تكن مُمكنة بدون المُغامرة الجريئة التي أقدم عليها مُحامٍ إسرائيليّ شاب يُدعى جدعون تادمور في التسعينيات. بدأ هذا حياته العمليّة كمستثمرٍ عقاريّ، لكنّه سرعان ما أبدى شغفاً خاصّاً بتوسيع أعماله لتشمل التنقيب عن الموارد الطبيعيّة في السواحل الإسرائيليّة. لم تكن مُغامرة رجل الأعمال الطامح للمزيد من الربح والمُستفيد بشكلٍ أساسيّ من احتلال


الفتوى وحدها لن تجدي نفعاً

ترفض العبودية إلا أن تظل أهم القضايا الحاضرة في المشهد الموريتاني، واَخر مظاهر ذلك، قيام رابطة العلماء الموريتانيين، وهي هيئة غير رسمية، بإصدار فتوى حول "عدم شرعية العبودية"، استناداً إلى فتوى سابقة، صدرت سنة 1981، التي ترتب عليها إلغاءٌ قانوني للرق في موريتانيا، لكن مع السماح للملَّاك بأخذ التعويض من "عبيدهم" المحررين. اعتبرت الرابطة أنه لم يعد هناك عبودية شرعية، ورافقت


الأردن وإسرائيل.. الأعداء الحلفاء

لم أتوقع يوماً أن تجعلني الحظوظ ورحلة التنقّل بين الشقق والبيوت المؤجرة في عمّان جاراً للسفارة الإسرائيلية، التي لطالما اعتاد بعض الأردنيين الاعتصام بقربها من دون أن يعلموا عن مكانها بالضبط سوى انها موجودة في تلك المنطقة. اجتهدت الدولة الأردنية في إخفاء السفارة الإسرائيلية التي استقرت منذ عام 1994 (تاريخ توقيع معاهدة وادي عربة) بين المباني السكنية في منطقة "الرابية" الواقعة في


تغييرات الإنسان والدولة في الخليج

الإرادة دائماً ما تجد الأداة الصالحة لتحقيق التغيير (بتعبير غرامشي)، وهي في ذاتها أجلُّ وأنبلُ وسيلة للشعوب لفعل التغيير والإصلاح والحفاظ على حيويتها وتطورها الوجودي، بقطع النظر عن نوع وزمن وكم الممانعة والتضييق الذي تمارسه السلطات التقليدية الحاكمة. فإن كانت الهيمنة عادة السلطة الأثيرة تاريخياً، كذلك يخبرنا التاريخ نفسه بأن الشعوب إذا ما أرادت حققت. لم يعد خافياً، أن الإنسان في منطقة


الفساد والواسطة

 تغذت احتجاجات الربيع العربي أيضاً من إحباط المواطنين من الفساد المستشري الذي ابتليت به مجتمعاتهم، وكان دافعاً آخر من دوافع الدعوة إلى العدالة الاجتماعية. وتقتضي العدالة الاجتماعية معاملة متساوية من طرف مؤسسات الدولة. لكن الفساد يقوض هذه المساواة بالتعامل المميّز مع من يحوزون وسائل مالية أعظم تتيح لهم دفع الرشى، ومن يتمتعون بمزيد من شبكات النفوذ قياساً بأولئك الذين يفتقرون إلى هذه


رقابة الانترنت ومخاوف المدونين الموريتانيين

«لا لرقابة الانترنت»، «حريتنا خط أحمر»، «يسقط الإطار القانوني لمجتمع المعلومات»، «لا تلمس خصوصيتي»... هذه شعارات ضمن أخرى رفعها بعض المدونين الموريتانيين في وقفة احتجاجية منددة بقانون أعلنت الحكومة الموريتانية نيتها طرحه على البرلمان ليصادق عليه، وهو يهدف إلى تأطير ما ينشر على الشبكة. وكان ذلك مطلع نيسان/إبريل، في افتتاح جلسة


الثورة المصرية: رصد لصيرورة

تعد ثورة «25 يناير» من ناحية أو أخرى، صراعاً بين جموع الثوار وقيمهم وتصوراتهم للدولة والمجتمع، وبين الدولة والمجتمع القديميْن البالييْن. وكان قد فات الأوان على مبارك وجماعته لأن يديروا نزاع الثورة أو يحتووا مطالبها، بعد أن تباطأ بالاستجابة وزاد في الصلف والاستعلاء. وبعدها فشل المجلس العسكري، القرص الصلب في دولة العسكر منذ 1952، في التفاوض مع الحراك الثوري، فتورط في مزيد من


اضحك لتهضم جيداً في رمضان

ننشر بدءاً من هذا العدد نصوصاً حرة، ذاتية او سوسيولوجية، عن رمضان. ولكن هل حقاً ثمة فارق بين النوعين؟ منذ سنة بالتمام، قدمت السفير العربي، وكانت في بداياتها، وصفات للإفطار من مختلف بلدان المنطقة، يمكن مراجعتها على موقعنا http://arabi.assafir.com/articles.asp?tag=14. وكانت تقصد بذا الإشارة الى أهمية الطعام: ما تقوله خيارات مكوناته، وطريقة طهيه، والطقوس المحيطة بتقديمه


العمامة وكرة القدم والفساد

مرة جديدة، تهتزّ ولاية كيبيك الكندية بسجال حول الملابس الدينية. سجال حرّكته قصة شاب من الهنود السيخ، يلعب كرة القدم في أحد النوادي الرياضية. وشاءت الصدفة أنّ الفتى يرتدي العمامة (التربان) وفق ما تمليه عليه تقاليده. قام الاتحاد الرياضي في كيبيك بإبلاغه بأنّه ممنوع عن لعب كرة القدم وهو يغطي رأسه، وذلك "لأسباب أمنية".ومثلما هو متوقع، أثار قرار الاتحاد الكروي ذاك الكثير من الحبر والكلام.


فكرة