نشهد بوضوح ثورة قوية مضادة وناجحة يقودها عبد الفتاح السيسي بمساعدة قطاعات كبيرة من المجتمع ومن الدولة ومن المحيط الدولي في منطقتنا، حتى أبعد من المنطقة، هذه الثورة المضادة تعي ما تقوم به ولكن في رأيي تخطئ في تشخيص اللحظة
في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، اندلعت ما عُرف بحرب الأسعار بين منتجي النفط، وسعى الكل للحفاظ على حصته في السوق، لكن تفاقم الخسائر دفع جميع المنتجين من الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) أو خارجها إلى الالتقاء في محاولة لوقف الاستنزاف الذي لم يسلم منه أحد. وفي الاجتماع الذي استضافته جنيف امتلأت ردهات فندق أنتركونتيننتال بالوفود القادمة من كل حدب وصوب. ومن هؤلاء وفد
.. لم تمضِ سوى ساعات قليلة على قسم وزير التعليم الجديد لليمين الدستورية حتى واجهته أول أزمة بسبب عدم إجادته للكتابة باللغة العربية، وأخطائه اللغوية والإملائية، وركاكة الأسلوب واللغة الشعبية التي يستخدمها. وقد تم اكتشاف ذلك من خلال صفحته على فيسبوك وما كتبه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وأمام العاصفة التي هبت (وصفت الصفحة "بصفر الوزير" تشبيها "بصفر مريم"، طالبة الثانوية
على بعد 20 كيلومتراً من مدينة الإسكندرية، تقع بلدة صغيرة على الساحل الشرقي تدعى «المعدية»، شديدة الجمال، يحفها النخيل من جوانبها كافة والبحر المتوسط من شمالها وبحيرة أدكو في جنوبها. وعلى شاطئها تقبع طابيتان (الطابية هي استحكامات عسكرية دفاعية وهجومية)، ترجعان إلى زمن مقاومة الإنكليز (1882) بقيادة عرابي. كانت الأولى من ناحية الشرق تسمّى «الطابية البيضاء» والأخرى من
"أنا القبطان من الآن وصاعدا"، عبارة قالها بَرْخَدْ عبد الرحمن في دور القرصان موسى عبد الولي لتوم هانكس الذي لعب دور القبطان فيليبس ريتشارد، فرسمت خطًا فاصلًا بين ما سبق من الأحداث وما أتى بعدها، في تسارع خارج المتوقّع، بحيث لا يمكن تخيّلها لولا أنها حدثت بالفعل على ظهر السفينة "ميرسك آلاباما"، جراء عملية الاختطاف التي واجهها طاقمها سنة 2009 في المياه الدولية قبالة الساحل الصومالي.قد
تستهويني كثيراً الجلسات الطويلة مع والدي، خاصة تلك التي تستمر حتى الفجر. نحكي كثيراً عن الناس والحياة، نرمم ذاكرة بعضنا حول حدث ما، نصدر بعض الأحكام حول تلك القصص الإنسانية التي لم نتناولها من قبل، يمد كل منا الآخر بجديد محيطه، ونتبادل النكات والخطط الحازمة، تلك التي تجعلنا نحس وكأننا على وشك السيطرة على العالم.سواء في القرية او المدينة ، نظل نتحدث حتى بعد ان ينام جميع من في البيت،
رفع الإله زيوس عن سيزيف العقاب. لم يعد سيزيف بحاجة إلى صخرته، ارتاحت عضلاته، وأزيح عنه العذاب الذي كان من المفترض أن يحمله إلى أبد الآبدين. استقرت صخرته التي ظلّت تتدحرج من قمّة الجبل، في كبد العراق وفي العاصمة بغداد على وجه التحديد.العراق.. يغرقفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، انجرف العراق في موجة الأمطار وسيولها. لم يتبدّل شيء هذا العام، على موجات متكررة منذ تشرين الفائت
في الصباح، وقف في زاويته المعتادة، لكنه لم يكن يتأمل مشهداً ساكناً أو ينتظر توارد أولاده من آخر الشارع، كان مرتبكاً وهو يتفقد حوائجه، يقلب كل حين كمّ سترته الصوفية ليدقق النظر في ساعته. زوجته قربه وأولاده يتحلقون حوله، لم يكن أحد قد أتى لوداعه، ربما لأنه لم يخبر أحداً. كانت حقائبه أعلى من قامته، وكأنه قرر حمل المدينة معه، إلى حيث قرر الرحيل.وكان يقف منتصباً على زاوية الشارع، بشعره
الثقة، وعلو مراتب العسكريين، وخروج رموز الإسلاميين من الحكم، هي أبرز ملامح التشكيل الوزاري الذي قام به الرئيس السوداني عمر البشير قبل انقضاء العام الفائت. فبعد الحديث المتطاول عن التغيير، حسم البشير أمره وقام بالخطوة التي تفتح الباب أمام استحقاقين رئيسيين: الأول هو تخلي البشير الفعلي عن السلطة وترشيح شخص آخر في انتخابات 2015، والثاني هو تهيئة الأجواء للقيام بمصالحات سياسية لإزالة حالة
تطْلعنا المفكرة في الأسبوع الأول من الشهر الحالي على قراءة في باب الحقوق والحريات في مسودة الدستور المصري الجديد. وتتوقف مطولاً أمام الصياغات المقترحة لمبدأ المساواة أمام القانون وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية كحقوق مدنية وسياسية. كما أنها في باب الحقوق الاجتماعية والاقتصادية تناقش رؤية المُشرع المصري لحقوق العمل وتكوين النقابات. وتنشر المفكرة نص تقرير قدمته 14 منظمة
بتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر، نشر السفير العربي نصّاً على صفحته الأولى بعنوان "من هي الطبقة الوسطى؟ تونس مثالاً..." للباحث حمزة المؤدّب. لم يمض يومٌ على النشر، إلاّ ووصلتنا رسالة الكترونية من كاتبنا يحكي فيها عن سرقة إحدى الصحف التونسية للمقال، كما هو. للحظة اعتقدنا أن عملية السرقة مشابهة لما يجري يوميّاً: مواقع الكترونية تنشر مقالات من مواقع أخرى دون نسْبها إلى مصدرها، وصولاً إلى
على باب البناية الكبيرة العابسة تعريف لها: «المركب الثقافي»، وعلى الأبواب المحيطة بالبهو الداخلي الواسع أسماء المرافق على ألواح بلاستيكية. هناك مراحيض غالبية صنابيرها جديدة ومعطلة، تسيل سبعة أيام في الأسبوع لأن ثمن الماء سيدفع من المال العام. يمكن شم رائحة البول من المدخل، عند الباب. بعد البول يمكن للزائر شم رائحة الشاي المنعنع أو رائحة المرق. ففي غرفة الإدارة موظف لديه
يختلف البرلمان العراقي عن جميع برلمانات العالم. فبلد مثل العراق متخم بالأزمات الأمنية والاقتصادية، يحافظ في بيته التشريعي على 13 نائباً يتهمهم بعض زملائهم من لوائح مناوئة لهم بالإرهاب (وليس بأقل منه!) وقد حاولوا جمع تواقيع على عرائض تطالب برفع الحصانة عنهم. وهو أيضاً لا يوجه الإنذارات للنواب المتغيبين عن حضور جلساته المهمة، وتعد ساعات العمل فيه ضئيلة مقارنة بعدد القوانين المهمة التي يركنها
كما الأرجوحة في موسم الأعياد، هو الأردن منذ مطلع عام 2010 وحتى الآن، وربما مستقبلاً، لا يعرف الاستقرار، يندفع إلى القمة بجنون عندما يرمي المعارضون بثقلهم، ضمن الحدود التي يحتلونها على مساحة اللعبة، وفي لحظة توشك الحِبال على الانقطاع - كما يُخيل - يخف وزن المعارضة ويتعاظم وزن النظام المتماسك للآن رغم أزماته. عندها يهوي الأردن إلى القاع من جديد. يخف التأرجح العصبي دون أن تستقر الأرجوحة، تبقى
أسَّسَ الاستبدادُ وإنكارُ الحقوق الدائم، منذ بداية الحقبة الاستعمارية في القرن التاسع عشر وصولاً إلى ديكتاتوريات ما بعد الاستقلال، مبدأَ العنف في مجتمعات محتجزة في تخلفها وممنوعة من الانتقال إلى التقدم الاجتماعي والسياسي. استمرار هذا المبدأ هو تعبير عن تحرر غير منجز، وبرهان يلامس العبثية عن الواقع النيو كولونيالي في هذه المنطقة من العالم.حروب الخاسرينالحمقى وحدهم يرون
طمحَ الملك حسين لأن يرى بلده خضراء، فأطلق مطلع تسعينيات القرن الماضي شعاره المشهور: «أردن أخضر عام ألفين». مات الملك في 7 شباط /فبراير 1999، ولم يتحقق طموحه، وللآن لم...، ويبدو أن تحقيقه مستحيل في ضوء آخر إحصائيات وزارة الزراعة التي تكشف أن المساحة الخضراء لا تتجاوز 1 في المئة من مساحة المملكة. وبموت الملك مات الشعار، بل انه في حياته لم يتجاوز كونه شعاراً لم توضع آليات عمل وخطط
الخبر صحيح، لم يكن تلفيقًا ولا تشهيراً بداعية إسلامي يبثّ مواعظه الجليلة على شاشاتنا ويحثنا على تطبيق الشريعة. لمى، ابنة الخمس سنوات، راحت ضحية تعذيب متكرر من والدها فيحان الغامدي بحجّة أنه يشك بسلوكها. ابنة الخمس سنين التي لا تعرف غير ألعابها، خضعت جثتها لفحص عذرية، وتفهّمت هيئة حقوق الإنسان السعودي مخاوف الذكر الحاكم، ففحصوها ووجدوا أنّ الفتاة التي لم تبلغ بعد سن الدخول الى المدرسة ما
تنتشل مي عبد القادر الحافظ في روايتها "عينك على السفينة" تجربتها من ظلمة الأقبية ومجاهل سراديب أفرع المخابرات، تصنفها وتصففها على الورق، كأنها عروس تفرد جهازها وهداياها، وهي بعض من جروحها وآلامها العميقة، لتتهيأ للقاء المرتجى بالحرية، مكتفية بسرد نقيضها والسخرية منه. لا تملك في هذه المحنة سوى التذكر والكتابة، بما يشمله هذا الفعل من قوة تحرر ذاتي، بالقدرة على استرداد التجربة ومعاينتها
عاشت جماعة الإخوان أكثر من ثمانين عاماً تحلم بالوصول إلى السلطة. وما إن تحقق هدفها حتى بدأت سريعاً رحلة التراجع. أي أن ما فعلته كان صعوداً إلى الهاوية، سواء بسبب انكشاف عيوبها، من قلة الخبرة وسوء الإدارة، أو لاتضاح أن الممسكين بمقود الجماعة الآن ليسوا «الإصلاحيين» الذين قُدِّموا قبل الثورة إلى أجهزة الإعلام، وهم قلة، بل «المتشددين» المخلصين لأفكار سيد قطب.
أكثر من أربعين عنصر أمن وموظفا مدنيا في أمانة بغداد (المحافظة أو الولاية)، حاصروا شارع المتنبي في صولة فرسان للقضاء على «كواتم» الكتَّاب وتفكيك «مفخخات» الثقافة. أربعون شخصاً مدجَّجون بإرث المغول وجرافات الحكومة، لإزاحة أكداس الكتب عن أرصفة شارع المتنبي التي قبض عليها متلبسة برفض الطائفية والمحاصصة، والاحتفاء بالوطن الواحد في وضح الثقافة.جرفوا ديوان الشعر