جنون

نهلة الشهال | 13-11-2013

تقول تعليقات أغلبية السياسيين والباحثين الإسرائيليين إن كل اتفاق ينتج عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني سيئ. وبكل جدية، يشبّهه بعضهم بـ«اتفاقية ميونيخ» التي عقدتها بريطانيا وفرنسا مع هتلر العام 1938، سالخة عن تشيكوسلوفاكيا، الغائبة عن الاجتماع، مقاطعة مهمة. وتعتبر هذه الاتفاقية واحدة من العلامات الأساسية على توسع السطوة النازية، وعلى ميوعة الغرب حيالها، وكمقدمة لانفجار

مواضيع
في المغرب دلع نفطي لمستثمر شقيق

شركة "سامير" توقف توزيع المحروقات وتجمد أسهمها بالبورصة. نزل الخبر كالصاعقة على الاقتصاد المغربي. ففي البلاد مصفاة وحيدة للنفط تزود الشركات ومحطات توليد الكهرباء والسيارات والشاحنات بالبنزين.. هذا هو الخبر الشرير الذي خصصت له الصحافة المغربية حيزا كبيرا رغم تزامنه مع موسم الانتخابات البلدية والمحلية. ثم جاء الخبر السعيد: سيتدخل رجل الأعمال السعودي محمد حسين العمودي، صاحب مجموعة


في حضرة النكبة

غداً عيد ميلادي الثلاثين. ستتصل أمي كما في كل عام لتعايد علي، وحتماً ستكرر اعتذارها لأنها لم تلدني في تاريخ آخر أقل كآبة من يوم النّكبة. مع الوقت تعلّمتُ أن أردّ عليها بأن اللوائح الفلسطينية برمّتها نكبات، فترد "المهم الله اعطاني إياكي". ثنائية الله والأمهات التي لا يبطل سحرها في أي مناسبة وتحت أي ظرف تلغي النكبة لدقائق وتدفع بها إلى مؤخرة الذاكرة، صائغة ما أعدّه ذروة ذلك اليوم،


حي الطفايلة... نزوح محافظة أردنية

يقيمُ في العاصمة عمّان ما يزيد على خمسين ألف مواطن يعودون في جذورهم الى محافظة الطفيلة ( 180 كيلومتراً جنوب عمّان)، التي نزحوا منها مطلع القرن العشرين ليستوطنوا العاصمة ويؤسسوا فيها مع ثلاثينيات القرن الماضي حياً يحملُ في أسمه نسبة للأصول. السجلات غير الرسمية توثقُ لإقامة ما يقرب من أربعين ألف طفيلي في الحي، فيما ينتشر الباقون في أرجاء العاصمة، وهو الرقم الذي يكبر يومياً بفعل الزيادة


البنية التحتية في قفصة ببلاد تونس

ابتسم السائق وخاطبني "انها تربصات الجيولوجيا أو لنقل الاركيولوجيا في مكان يعود الى حضارة ما قبل التاريخ كما تعلم، فقفصة مأهولة بلا انقطاع منذ العصر الحجري الأول. إنها الحفريات"! بينما هي لم تكن سوى حفر عشوائية في كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي تلك، ومقر الولاية، ونقطة تقاطع طرق أساسية، ليس فحسب لتونس، وانما للتنقل البري إلى ليبيا والى نقاط أخرى من أفريقيا. وفي قفصة، التي تبعد


خريطة النفط المتغيّرة

في السادس عشر من شهر تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، مرت ذكرى قيام السعودية ودول عربية أخرى بإنفاذ قرارها غير المسبوق بحظر صادرات النفط عن الولايات المتحدة وهولندا وخفض الإنتاج بين 5 - 10 في المئة بسبب دعمهما لإسرائيل، الأمر الذي أدى الى مضاعفة سعر برميل النفط، وبروز منظمة أوبك على الساحة الدولية مطالبة بنظام اقتصادي عالمي جديد. واليوم، وبعد 40 عاما على تلك الخطوة، تبدو سوق النفط العالمية


هل ينقذ الحوار الوطني الثورة التونسية؟

هل يكون «الحوار الوطني» في تونس، الذي انطلق أخيراً على خلفية التهديد الإرهابي، والهجمات المسلحة، وأخطاء الشرطة معاً، «الفرصة الأخيرة» للانتقال الديمقراطي في هذا البلد؟ هل يمكن تونس أن تتجنب، بعكس ما هو عليه الحال في جميع بلدان «الربيع العربي» الأخرى، وفي مقدمتها مصر، إعادة إرساء الاستبداد وإغلاق الميدان السياسي والحدّ من الحريات؟ هذا ليس مؤكدا البتة. لكن


الفلاح والقيامة

كان فلاحا في الخمسين، يملك قطعة أرض صغيرة بأحد أرياف الوسط التونسي. يعتمد في ريّها على مياه الأمطار اعتمادا كاملا. لم تمطر تلك السنة. أمطرت في الشمال وعلى السواحل، لكنها لم تمطر عندهم. الأرض تشققت من أثر الجفاف، وقطيع الشياه الذي كان يملكه يكاد ينفَق، والكل في القرية اجمع على أنها سنة زراعية كارثية.قيل تلك الأيّام بأنّ الرّجل شوهد في حقله أكثر من مرّة يُحدّث حماره الرمادي، يلعن الأرض


مصر: الحالة الفرعونية تحكم المناهج

صاحبت العودة منذ أيام الى تدريس مادة الفلسفة لطلاب الثانوي، وبخاصة لصف الثانوية العامة (البكالوريا) ـ وهو خبر سار ـ مفاجأة غير سارة: إلغاء أجزاء كبيرة من المنهج، ووجود تعليقات تلخيصية فى نهاية كل فصل أو باب. التبرير هو أن المنهج طويل ولا يتناسب مع زمن العام الدراسي. وكانت حكومة الإخوان المسلمين قد اتخذت قرارا العام الماضي بعدم تدريس الفلسفة إجباريا للطلاب، بخلاف ما كان معمولا به طوال ما


في المغرب: وزير خصوصي لإصلاح التعليم العمومي

بفضل ريح الربيع العربي/الأمازيغي، عرفت حكومة عبد الإله بنكيران (المشكلة في الثالث من حزيران/يناير 2012) تعيين وزير تعليم صريح أكثر من اللازم. كل ملاحظة قالها صارت مشكلة، ليس لأنه على خطأ، بل لأنه قال الحقيقة المؤلمة التي يتجاهلها الجميع. وقد اتهم الوزير محمد الوفا مرارا بالشعبوية فأتت الحملة أكلها. قال في البرلمان والجلسة منقولة على التلفزيون: «سأصمت». صمت ثم غادر الحكومة، وقد


الحوار في تونس: الاستقواء بالنظام القديم

انعقاد الحوار الوطني أمر ايجابي بذاته لأنه يضمن استمرار عملية «الانتقال الديموقراطي» (وهي العبارة الأثيرة لدى الساسة التوانسة). إلا انه من المفيد القيام بتقييم نقدي لأثر الأزمة السياسية على المسار الثوري، حتى تعين التحديات التي يواجهها التونسيون، بهدف إعادة موضعة مطالب الثورة في المركز من الاهتمامات السياسية.اللاعبان الأساسيان:النهضة ونداء تونسالاغتيالات


بغداد: نعمة النفايات وفوضاها

في العام 1921، نشرت صحيفة «العراق» إعلاناً عن رفع دعوى قضائية ضد مواطن قام برمي النفايات في الشارع، وحذّر الإعلان نفسه السكّان من رمي «الأزبال» في غير الأماكن المخصصة، و«بخلافه سيتم تغريمهم»، فيما بعد أصدرت المحكمة قراراً بادانة المدّعى عليه وحكمت عليه بتغريمه «5 روبيات».بين تاريخ الإعلان ويومنا الحالي ثمّة فاصل زمني يزيد على تسعة عقود،


ملامح انهيار التحديثية العراقية المعاصرة

انهارت تجربة الحداثة العراقية على مرحلتين: الاولى مع اتجاه جهاز الحكم او «الدولة الحديثة» الى الدكتاتورية القصوى (العائلية ـ الريعية) خلال فترة 1968 ـ 2003، والثانية هي المعاشة الآن، والمستمرة منذ 2003. هذا لا يعفي بقية الفترات أو الحقب، وبالأخص حقبة 1921 ـ 1958، من العلل الاصلية، والاسباب المؤسِّسة لمآلات الانهيار الحالي.توطئةتبدأ مظاهر التحديث الأول في


الانتخابات الطلابية في مصر قراءة في المقدمات والنتائج

جاءت نتائج انتخابات اتحادات طلاب الجامعات المصرية الأخيرة مفاجئة للجميع، حيث التقدم غير المتوقع للطلاب المستقلين، وطلاب الحركات الثورية، والمنتمين لأحزاب سياسية نشأت بعد الثورة وتُعارض الحكم. لكن اختلفت قراءة تلك النتائج، ما بين اعتبارها دلالة على تراجع شعبية الإخوان وثمناً يدفعونه مقابل سياستهم وهم في سدة الحكم، ما أدى إلى تقليص قواعدهم في الجامعات لمصلحة قوى سياسية أخرى. بل وحمل ذلك


مئزر الحكومة وعرايا الشهر الفضيل في العراق

أفقٌ آخرَ لرمضان العراقي هذا العام، أفقٌ قد لا يتكرَّر إلاّ كلّ ثلاثين عاماً. الشمسُ تنثرُ أسواط اللهب الخارق منذ الفجر وحتى المغيب، أسفلت الشوارع يمور تحت الأقدام محتفظاً بطبعات الأحذية.. إنها درجات الحرارة التي تجاوزت، حسب الأنواء الجويّة، خمسين درجة مئوية، لكن الناس صيام، فالصوم أحد الفروض التي تنجِّي من الجحيم، والجحيم هنا له أكثر من معنى وأكثر من مكان.الحوانيتُ تغلقُ أبوابها عند


فكرة
ليبيا وضحكة القذّافي

لم يعد لرئيس الحكومة الليبية علي زيدان ما يجرّبه في محاولة إحكام قبضة سلطةٍ مركزيةٍ ما على جزء من أراضي البلاد، إلا التلويح بورقتين انتحاريتين خارجتين عن نطاق الصلاحيات النظرية لحكومته: التحذير من تدخل محتمل لقوات أجنبية في حال استمرت الفوضى السائدة في البلاد، ودعوة الشعب الى التحرك ضد الميليشيات المسلحة.في التحذير المذكور استسلام معلَن لحالة ليبيا التي وصفها الرجل يوم الأحد الماضي