استيقظنا صباح الأحد 25 تشرين الأول/ أكتوبر على بداية شتاء هذا العام مصحوباً ببعض الأمطار في القاهرة. ولكن فجر اليوم ذاته في الإسكندرية بدأ بنوة "رياح الصليبية" وأمطار ثلجية وعواصف رعدية. في ساعات قليلة تراكمت الأمطار ومياهها في شوارع المدينة وملئت المنازل بارتفاعات غير مسبوقة مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي وشلل تام في حركة المرور. كما توفي تسعة مواطنين غرقاً بسبب سقوط كابلات
حملت رحلتي اليومية الى الجامعة من منزلنا في المقطم، وهي تبّة (أي مكان مرتفع) تقع في الشمال الشرقي من القاهرة، تساؤلات عدة عن سور "مجرى العيون" وعن الهياكل الخشبية التي تظهر وتختفي ما بين فتحات هذا السور الأثري العظيم.. أولى ذكرياتي كانت في منطقة عين الصيرة حيث عدد من المجمعات السكنية التي أسّس في إحداها أحمد عبد الله رزة "مركز الجيل". كانت تقوم هناك أبحاث ونشاطات
الجديد في انتخاب الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية إضافية تبقيه على سدة السلطة حتى العام 2020، انه قنن دخول السودان مرحلة "دولة الرئيس" بعد أن كان دولة الحزب. وفي مطلع هذا العام، وقبيل الانتخابات الأخيرة، أنجز البشير تعديلات دستورية تسمح له بتعيين ولاة الولايات بدلا من انتخابهم شعبياً، وتحويل جهاز الأمن الى قوة نظامية مثله مثل القوات المسلحة والشرطة، بعدما كان وضعه في السابق يقتصر على
مدثراً بمعطفه الثقيل، عبر الساحة الواسعة المفضية إلى الأمكنة الجديدة للمؤسسات الحكومية، المنقولة بسبب جغرافيا الحرب من خطوط التماس إلى الجغرافيا الأقل حربية، حاملاً بين يديه حزمة من الأوراق تخص المركز الإغاثي الذي يشرف عليه، والتي عمل من الصباح الباكر على تثبيت التواقيع والأختام على متونها وهوامشها، علّها تكتسب أقداماً وسيقاناً، وتضخ في شرايينها دماء جديدة لتسير إلى منتهى طريقها الوعر.<br
تردّدت مؤخرا أخبار عن عمليات عسكرية واسعة النطاق تجري في غرب ليبيا، قيل أن قوات جزائرية تتولاها. وهذه هي المرة الأولى، منذ إرساله قوة مسلحة إلى مصر بين 1967 و1975، التي يخالف فيها الجيشُ الجزائري مخالفة صريحة مبدأ مقدسا من مبادئ سياسة الجزائر الخارجية وهو مبدأ عدم نشر وحداته خارج التراب الوطني. من الواضح أن القادةَ الجزائريين مجبرون على مراجعة عميقة لتصوراتهم في ما يخص مسألتي الدفاع
«قلبك كبير، مَن جاء لدارك يأكل. أنت مرضي الوالدين، الذين هم أكبر منك يحبونك والذين هم أصغر منك يحسدونك والخير قادم إليك»... هذه هي الخلاصة التي انتهت إليها العرافة بعد أن قرأت طالعي في أوراق اللعب الموضوعة على كرسي صغير أمامها. دفعت لها دولاراً ونصفاً وابتعدت.بعد قليل جاء إليها شخص آخر، سلّمته ورقة ووضعها على قلبه، أخذتها منه، خلطتها مع باقي الأوراق بمهارة ثم بدأت
ابتسم السائق وخاطبني "انها تربصات الجيولوجيا أو لنقل الاركيولوجيا في مكان يعود الى حضارة ما قبل التاريخ كما تعلم، فقفصة مأهولة بلا انقطاع منذ العصر الحجري الأول. إنها الحفريات"! بينما هي لم تكن سوى حفر عشوائية في كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي تلك، ومقر الولاية، ونقطة تقاطع طرق أساسية، ليس فحسب لتونس، وانما للتنقل البري إلى ليبيا والى نقاط أخرى من أفريقيا. وفي قفصة، التي تبعد
ترك الحُطيئة وصيّةً شهيرة إلى الأجيال المقبلة. لقد أمر، من على سرير موته، وبرغم تعليمات القرآن، بأن يتم توزيع إرثه بالتساوي بين أبنائه الذكور والإناث. والحُطيئة، الذي عاش زمن الرسول، تجرّأ على ما يخشى معظم مثقفي زمننا الحالي مجرّد التفكير به.ما الذي يمكن أن يُقال عن هذه الوصيّة وعن هذا الشاعر؟ أيّ وظيفة تؤدّيها الصورة التي نحتفظ بها عنه؟ أيّ خصومات وأي تلاعُب يكمنان خلف السِيَر
شكّلت جماعة الإخوان المسلمين - في عصر مبارك ـ الوجه الآخر للنظام الحاكم. واتفقت معه في رؤيته الاجتماعية والاقتصادية، وأهمية النظام والدولة وهيبتهما كأسطورة وكجهاز حاكم. وفارقته على خطوط الفساد والقمع السياسي، وأقرت بشرعيته وبتغييره من خلال المسالك الدستورية والانتخابية. وأضفى وجود النظام السابق العمق والشرعية على خطاب المظلومية والقهر عند الإخوان المسلمين. والجماعة، على مستواها الداخلي، اتبعت
استهوتني قصة المشاريع العقارية الضخمة والمدن الجديدة التي سيطرت على النشاط الاقتصادي في دول الخليج العربي، لأنها تجسد في طياتها كل أوجه الخلل المزمن الذي تواجهه المنطقة. فيتجسد الخلل السياسي والاستئثار بالسلطة في الفساد الذي استشرى في صفقات الأراضي وعمليات ردم البحر (الدفان) الذي تتطلبه هذه المشاريع، بالإضافة إلى انعدام دور غالبية المواطنين في التخطيط والموافقة على هذه المشاريع. أما الخلل
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام والأسابيع الماضية، تكثيفاً للحملة الأمنية ضد ناشطين حقوقيين إصلاحيين، طالت قضاة ومحامين، ما أدّى إلى تعبئة عامة لمنظمات حقوقية عربية وأجنبية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، حيث وصل عدد ضحايا هذه الحملة الحكومية منذ النصف الثاني من شهر تموز/يوليو 2012، إلى 64 شخصاً لا تزال التهم الموجهة اليهم غير معروفة، وذلك من دون احتسـاب العدد غير المحدَّد لضحايا
يوجد ما يستحق المتابعة في وسائل الإعلام هذه الأيام. هناك أخبار الثورة، أخبار الإسلاميين يتمرنون على الحكم، أخبار الخاسرين، منهم من يولول، منهم من يفبرك أحداثا على أمل العودة إلى الضوء، ومنهم من يتكيف بشكل غريب. والممتع هو كيف يبتكر المفلِسون بكارات سياسية جديدة حتى لو كانت «صنع في الصين». لكن الجديد، الذي تمكن ملاحظته لدى تصفح الجرائد والاستماع للإذاعات ومشاهدة القنوات، هو
السبّاح التونسي الذي فاز بميدالية ذهبية في الأولمبياد الأخيرة في لندن، وأهداها لفلسطين وكلّ العرب، اتّهم بالزندقة والكفر. نشرت جماعةٌ دينيةٌ صورًا له وهو يشرب بعد انتهائه من مباراته. يشرب في شهر الصوم، يجاهر بالإفطار على مرأى العالم الإسلامي المتورع عن محارم الله. الفتاة التّي رأت في مكّة مكانًا فقد الكثير من روحانيته، فأطلقت تغريدةً على التويتر من تأليف شاعرٍ إسلامي كبير «أبحث عن الله في
ثمة ما يشير إلى أن موضوعة المثليين حجة سهلة تتلقفها الأيدي السلطوية كل حين، وتستثمرها في أغراض شتى. هذا صدام حسين يريد إطلاق حملته الايمانية فيفتك بالمثليين، وهذا العصاب اليوم وصل بمن يريدون البرهان عن شدة تعلقهم بالدين إلى شمل الشبان الصغار الملقبين بالـ«إيمو» بهوجائهم... مع أنها مجرد قصات شعر أو قمصان... ومع أن التاريخ العربي والإسلامي، في العراق كما في سواه، مليء بقصص المثليين
حَارَت السياسة الاردنية بالتعامل مع الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية ممن فروا الى الاردن هرباَ من الاضطرابات التي تجتاح بلاد لجوئهم الأول، بفعل الثورة التي انطلقت في آذار/ مارس 2011.الاردن الذي يقدم نفسه على اعتباره بلداً مضيافاً لما يزيد على 200 الف لاجئ سوري، وفقا لأرقام رسمية، يضيق ذرعاَ بـ 1550 لاجئاً فلسطينياً من حملة الوثائق السورية،، وهو الرقم الذي توثقه سجلات وكالة غوث وتشغيل
سَلَمية، المدينة التاريخية العريقة الجاثمة على مدخل البادية السورية، جذورها ضاربة في الزمان، عُرفت باسم «كور الزهور» زمن السومريين والآشوريين. وحين اختارها أنطيوخوس الثالث - السلوقي منتجعاً استشفائياً لطيب مناخها، لابنته «سلاميناس» المصابة بالسل، أطلق اسمها على المدينة بعد رحيلها، وهي منذئذ مدينة الموت النبيل. وفي زمن الامبراطورية البيزنطية، أصبحت سَلَمية مقراً لأبرشية
نساء العائلة منشغلات بالمسلسلات الماراتونية المدبلجة، لا يتركن الشاشة إلا لحظة الاعلان. يستمتعن بقصص عشاق هربوا وتركوا حبيباتهم حبالى، ثم عادوا وسيمين، بلهفة الحب الأول. آباء ماتوا ثم ظهروا من جديد. لقطاء ضائعين عثروا على آبائهم. أغنياء خيرين ودودين لكنهم يعانون من العقم يربّون أبناء الفقراء بعطف وصبر. يتامى لهم الجمال والذكاء والقوة والمستقبل. أبناء يجهلون آباءهم ويتربون في بيوت