"كل واحد منا له دور في الفساد، نحن في لجنة النزاهة نفتح ملفات ويأتون ويعطوننا رشوة فنغلقها"، تلك كانت كلمات النائب المثير للجدل في البرلمان العراقي، مشعان الجبوري، في حوار تلفزيوني. ترجم هذا السياسي المتّهم بدوره بقضايا فساد عديدة ــ تمّت تبرئته منها تزامناً مع تخلّيه عن موقفه المعارض لرئيس الوزراء السابق ــ طبيعة علاقة التخادم القائمة بين الطبقة السياسية والمصالح المالية. يضيف
تصدرت عناوين الصحف الجزائرية في السنوات الأخيرة عمليات إعادة الإسكان. مئات آلاف الأشخاص يتركون مساكنهم الضيقة وغير الصحية إلى شقق جديدة البناء. إلا أن الحلم الذي راود الكثيرين طوال حياتهم تحوّل إلى كابوس. فهذه المجمّعات السكنية الجديدة المبنية في ضواحٍ بعيدة جدّاً عن المدينة ليست إلّا غيتوهات معزولة تؤدي إلى تهميش أناس لم يرحَّب بها يوماً في المدن. ويغذي العزل والنبذ الممارسيَن بحقهم ميل
"لا تملوا من المطالبة بالحقوق، لعله يشق الأمل يوماً طريقه إلى القلوب". هذا هو المعنى الأجمل الذي أرسته حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" في الساحة المصرية على مدار الشهور الماضية. فقد شق الحق طريقاً للعدل، رغم كون الأول جريحاً والثاني شحيحاً، فأعلنت وزارة الداخلية المصرية بعد شهور من التجاهل وأخرى من الاستهزاء بالحملة، عن مصير 121 من أصل 191 مختفياً قسرياً، وفق حصر المجلس
في تعقب أصولهم، لا نحظى إلا بالتابعية للاستعمار الفرنسي، والمتمردون منهم لاذوا بأجندات الاستعمار البريطاني، والتماهي مع أطروحاتهما ومشاريعهما. لكننا نتعثر من حين لآخر بتلك اللفظية الوطنية التي تتسرى بالأغاني والرطانات الشعرية في حب الأشجار قبل أن تُحطّبها فؤوسهم وتحوِّل غاباتها إلى مستوطنات إسمنتية في عهدة المضاربات العقارية، وجداول المياه قبل أن تجففها آبارهم العشوائية لري المزارع والمنتجعات
استضافت منطقة الدندراوية بصعيد مصر الشهر الماضي المنتدى الاقتصادي الثاني تحت عنوان "طاقات الجنوب، فرص وتحديات". ومن بين الذين قدموا ورقة أمام المؤتمرين وفد من قرية ود بلال التي تقع على بعد 166 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، تتحدث عن مشاريع وخطط للتنمية الريفية في المنطقة. القرية السودانية، وعبر شركتها "ود بلال للاستثمار والتنمية الريفية المحدودة" لفتت
يقترح مشروع الدستور الجزائري المعدّل في مادته "3 مكرر" الاعترافَ بالأمازيغية لغةً "رسميةً" إلى جانب "اللغة الوطنية والرسمية"، العربية. ولا يسع كلَّ عارف بما يمثله عدم حل المشاكل اللغوية العالقة من تهديد لكيان المجتمع الجزائري سوى أن يرحب بهذا الترسيم، لأنه يهيئ الميدان لسياسة ثقافية جديدة لا تهميش فيها للغة رُبع الجزائريين بل ربما ثُلثهم. ولا يغيّر من الأمر شيئا
مزيج من الغضب المكتوم و الحسرة والملل يغلف المدينة التي عرفْتها "قاهرة" وقاسية، ولكن نابضة بالحياة. على مدى خمس سنوات تغيرت المدينة - على الأقل في إدراكي ومخيلتي- ليس للأسوأ بالضرورة كما يحب بعض تابعي مدرسة "الزمن الجميل" أن يروّجوا، ولكنّها تغيرت وأكاد أجزم أنها لن تعود كما كانت. ما بين إحباط وتشتت من أيّدوا الثورة وظنوا أن الأفضل ممكن، وإرهاق مَن تابعوها باهتمام وترقب،
لم يخطئ عبد الله الجابر عندما رسم كاريكاتيره الأخير في صحيفة سعودية. لكنه لم يعجب السلطة. منعته من نشر رسم له في أي مطبوعة سعودية إلى أجل غير مسمى. نشر الرسام خبر المنع على صفحته على تويتر كخاطرة يومية لا تستلزم العجب. لم يكن الرسم سوى تمثيل لرد فعل السعوديين على التغييرات الأخيرة التي طالت الأوضاع الاقتصادية في البلاد. ارتفاع الأسعار، ورفع الدعم عن المحروقات، وعجز في الميزانية في بلاد...
تبتسم لوجهها في انعكاس المرآة، تفرد جدائلها وتسرّح عنها تعب الأيام. في عمق الصورة تشع ألوان جسدها من مواسم الصبا حتى حصاد التعب، تتفحص ثناياه، ثنية ثنية، تطمئن إلى تقاسيم أنوثته، التي ورثتها عن أمها وجدتها ونساء عائلتها الأخريات اللواتي اشتهرن بمقارعة علامات التقدم في العمر، فلم تقرع الشيخوخة أبوابهن. تدندن، منتصرة على العمر والتعب والحرب، أعز الأغاني على قلبها: "جي مالي والي".
فيما تمر تونس بالذكرى الخامسة لانطلاق ثورتها، يعود السؤال بإلحاح عن حصيلة هذا الحراك الاستثنائي الذي هز أركان النظام وامتد كالنار في الهشيم في كامل المنطقة العربية. فماذا حققت الثورة للمنتفضين الذين طالبوا بالتشغيل والحرية والكرامة؟
في 23 كانون الثاني/ يناير، يحتفل الملك سلمان بمرور سنة كاملة على توليه عرش المملكة السعودية. وهي سنة غير عادية، مليئة بالأحداث منذ أول أيامها. فحال استلامه لمقاليد الحكم، توالت المراسيم الملكية لإعادة ترتيب بيت المُلك، ما ظنّه مراقبون وخبراء بالوضع السعودي خطة مدروسة لاستعادة نفوذ الجناح السديري بين آل سعود الذي تقلّص طيلة فترة حكم الملك عبد الله. إلا أنّ سلمان لم يكن مهتماً بالسديريين بقدر
السفير العربي يتمنى لكم اضحى مبارك
بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، في 14 آب/ أغسطس 2013، أغلقت محطة مترو السادات، التي تؤدي إلى ميدان التحرير. المحطة مهمة في شبكة مترو أنفاق القاهرة لكونها إحدى محطتين يمكن التبديل فيهما من خط مترو لآخر، وهو ما خلق ضغطاً بشرياً شديداً في محطة مترو "الشهداء" حالياً ("مبارك" سابقاً)، وهي المحطة الثانية التي يمكن تبديل الخط فيها. الضغط البشري يترجم تحت الأرض إلى زحام شديد، وعرق،
انسحب إرييل شارون منفرداً من غزة عام 2005 ليلقي بها ملتهبة بعيداً عنه، بصراعاتها الداخلية وأعباء إدارة معبرها الوحيد إلى أراضٍ غير محتلة. لم يكن شارون يحلم بذلك اليوم التاريخي الذي سيأتي بعد تسع سنين من قراره الخبيث فتُحْكِم مصر الحصار على القطاع مرتكبةً جريمة تهجير قسري تعسفي بحق مواطنيها في رفح، في الذكرى الثامنة والخمسين لاجتياح الجيش الإسرائيلي لسيناء لأول مرة في 29 تشرين
42 في المئة من دخل الأسرة المصرية يوجّه إلى الدروس الخصوصية. هذا ما كشف عنه أحدث تقرير (عام 2014) للجهاز المركزي للإحصاء، وهو المؤسسة الرسمية للدولة. وترتفع هذه النسبة إلى 47 في المئة في الحضر مقابل 40 في المئة في الريف. ويبلغ متوسط إنفاق الاسرة المصرية على الدروس الخصوصية 3706 جنيهات مصرية سنويا، (أي ما يقرب من 550 دولارا)، وأشارت البيانات الصادرة عن الجهاز أيضا إلى أن حجم
كان العراق قبل أن تغزوه قوات الاحتلال الأميركي عام 2003، يفتقد بشكل أساس أبسط تطبيقات قوانين حقوق الإنسان. نظام صدّام حسين استمر، منذ بدء حكمه وحتى الإطاحة به، يفتك بمعارضيه أو بكل من يخالفه الرأي. وكانت عمليات الإعدام تجري بالجملة، فقد أحصت منظمة العفو الدولية أكثر من 800 حالة إعدام بين أعوام 1980 و1983، ومن دون رادع ولا أي خوف من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. انغلق العراق
ينبغي أن أسامح «حسني البورظان» على تلك المتاهة الجغرافية والمعرفية، التي لم تكن حينها تناسب أعمارنا، «إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا... يجب أن نعرف ماذا في البرازيل» التي ما انفك يستهل بها مقالاً لن ينتهي في ثلاثين حلقة من تلك السردية الدرامية، «صح النوم»، ولم ينته بعد انتهائها.يجب أن أسامحه، ليس لأنني صاحب قلب طيب ما يزال منقوعاً في آنية الحليب