"أستيقظُ في الصباح الباكر لأبدأ رحلة معاناتي نحو جامعة نواكشوط للعلوم والتكنولوجيا والطب، حيث أنطلق إلى محطة الباص في ملتقى طريق مدريد، أصل في حدود السابعة صباحا وأكون محظوظا جدا إن وجدت مقعدا غير مشغول، ثم يحدث غالبا أن أتنازل عنه لبعض زميلات الدراسة. ينطلق الباص في الوقت المحدد في السابعة والنصف، أظل واقفا طوال الطريق، يوجد في ذراعي الآن جرح بسبب سقوطي اثر كبح السائق للباص بشكل مفاجئ.
هل تغيُّر ميزان القوى بين الدولة والمجتمع بعد 2011 لصالح هذا الأخير؟ هل يكفي أن تتحكم السلطة في منح الضروريات المعيشية لحياة الناس، وتشكيل قيمهم، وتوجيه وترشيد سلوكهم؟ حاولت السلطات خلال العامين الماضيين مواجهة الانتقادات والتظاهرات والاحتجاجات بقوةٍ بالغة من أجل
دشّن عدد من الشباب، من متخرجي كليات الشريعة والقانون، حملة بعنوان "متكسروش الحلم فينا"، اعتراضاً على رفض مجلس القضاء المصري القرارات الصادرة بتعيينهم، بحجة أن والدي كل متخرج من هؤلاء لم يحصل على مؤهلات عليا! 138 شاباً ظلمهم هذا القرار التعسفي بدأوا حملة للدفاع عن حقهم بالتعيين، وقد تضامن معهم عدد كبير من الشخصيات العامة والأحزاب السياسية والحقوقيين في مصر. <br
محمد السادس يحكم المغرب منذ ست عشرة سنة. هذا زمن طويل بمعايير ما بعد الربيع العربي/ الأمازيغي. فالملك يتجاوز الباجي قايد السبسي وعبد الفتاح السيسي والملك سلمان... انتهى زمن بقاء الحكام أربعين سنة على الكراسي، لأن التربة السياسية من المحيط إلى الخليج لم تعد ثابتة. بمناسبة ذكرى جلوسه على العرش، وقف الملك على حصيلة عمله بنفسه. تحدّث نصف ساعة وهذا واحد من أطول خطاباته.
تتحاشى السلطة في سوريا النظر إلى الكهرباء بعينٍ جادة. تَراها ترفاً وهي تحبسها لثماني عشرة ساعة في اليوم. تتدبّر في كلّ مرّة ذرائع لاستفحال انقطاع التيّار. رمت منذُ سنوات بدائل هزيلة لسدّ حاجات الاستهلاك المنزلي، فخلقت طبقةً جديدة من التجار تخصّصوا بتسويق البطاريات الصغيرة والكبيرة، والمولدات الصينيّة وملحقاتها، على طولِ البلاد وعرضها، ثم تريّثت بالمجاهرة بنيّتها تخصيص قطاع الطاقة الكهربائية.
عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه! (علي بن أبي طالب) في إحصاءات متأخرة صادرة عن جهة حقوقية دولية، قدّر عدد أطفال الشوارع في مصر برقم مخيف، هو 600 ألف طفل، يتضخمون بشكل عشوائي ضمن إطار صار يتطور ذاتيا في أشكال عائلية تنحو منحى التكتل وتتجه لتغدو كسائر العشوائيات المعدمة التي هي، بطبيعة الحال تكتلات أقدمُ، ترفد هكذا ظواهر ولا تنفصل بالمبدأ
تستيقظ مع أولى شذرات الغبش، وبكثير من الحب والحرص تمد يد العون لحبوبتها (اسم الجدة عند العراقيين) وهي تعد الريوق (الفطور) للجهّال (للصغار). القيمر(القشطة) الطازج يغلي على نار حانية في الجدر (القدر)، الكاهي (نوع من المعجنات العراقية) يَشرب الشيرة (القطر) بتأن، واستكانة الشاي المشبعة بالسكر تنفث لهيب حرارتها. يجتمع أهل البيت على السماط المفروش في الحوش تحت أفياء شجرة السدرة، وتتنافس الأيادي على
أكدت عملية شاطئ سوسة المريعة، التي ذهب ضحيتها 39 سائحا، والتي نفذت بعد حوالي ثلاثة أشهر فقط من عملية متحف باردو في العاصمة، تصاعد خطر العنف الجهادي في تونس. بيد انها كشفت في الآن نفسه فشلاً رسمياً في التعاطي معه، لم تفلح في التغطية عليه اصوات "خبراء" و "محللين" سيطروا على المشهد الإعلامي، فراح بعضهم يوجه الاتهام لقوى خارجية متربصة بتونس وحداثتها الأسطورية، والبعض الآخر
أشدّ المتفائلين في عراق اليوم لا يمكنه إلا القول بأن حاضر البلاد بات قاتماً، أما مستقبله فهو متروك لمجهولات.
ينفي
لا تُدخَل المدن إلا من بوابتها. وحدهم الغزاة من يتسللون من خلفها ومن أطرافها، بعد سبرها وكشف المواقع الأقل حماية فيها، بتحرٍ حثيث عن قنوات مياه الشرب ليدلقوا فوقها عصائر السموم، وبتواطؤ عادة مع نفوس مجبولة بالخيانة والشر. لم تكن في يوم مقلعاً صخرياً أو منجماً أو أرض براح يستوجب تفجيرها لإخراج معادنها وصخورها وتذرير ترابها، بعد شق بطنها، وحشوه بأطنان من الديناميت، وإرسال شحنة
زيارة الأيام الخمسة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى القارة الأفريقية، والتي بدت كممارسة للعلاقات العامة وانطلقت من كينيا "للتواصل العائلي"، وامتلأت بالمديح للأداء الاقتصادي المميز لإفريقيا، مع نصائح بضرورة مواجهة الفساد، والتخلي عن التشبث بالسلطة، وتحسين معاملة النساء، وفتح الباب أمام الممارسة الديمقراطية.. كانت فعلياً مهجوسة من ناحية بمواجهة تقدم النفوذ الصيني في
في كل عام، ومع حلول ذكرى 14 تموز، اليوم الذي قاد فيه عبد الكريم قاسم تحركاً عسكرياً أفضى الى انتقال العراق من الملكية الى الجمهورية، يتم إحياء الجدل حول ذلك الحدث ومعانيه في تاريخ العراق الحديث. يحدث انقسام تلقائي بين فريقين. الفريق الأول يعتقد أن ذلك اليوم نقل العراق إلى السياسات السلطوية والراديكالية العقائدية والعسكرة، وأنهى الأمل بتطور تدريجي للنظام الملكي وللحياة الدستورية. أمّا الفريق
لا يمكن استرداد مَن رمت بنفسها من الطابق الرابع فوق الإسفلت الخشن. الأرض ليست فراشاً من قطن مندوف، أو أذرع من أكداس دهرية لإبر الصنوبر الجافة. ولن تُعِدْ سليماً من تعمّد الارتطام بها. والتي رمت بنفسها في الصباح تعرف ذلك.أرادت وضع نهاية لحياتها التي كانت قد انتهت. أدركت أن لا واحدة من بناتها الثلاث، ستصل في موعدها "للصبحية" التي تُعد طقوسها البسيطة باعتيادية، ركوة قهوة كبيرة، طبق من
الحياة اختيارات، وقد اختارت شاهندة مقلد منذ البداية الطريق الصعب، حين أصرت، وهي ابنة 17 عاماً، على ألا تتزوج إلا من الشخص الذي رأت فيه فارس الأحلام، والجدير بأن يكون أباً لأبنائها، ابن عمتها صلاح حسين، الذي كانت تنظر إليه منذ أن كانت طفلة بإعجاب وتقدير كبيرين. فقد كان بالنسبة لها بطلا بعد أن علمت بذهابه إلى فلسطين عام 1948 للتطوع في كتائب الفدائيين، كما شارك في بداية الخمسينيات في
حين دخل الشيخ عبد الباري الزمزمي بالجلباب الأبيض استوديو برنامج "أحمر بالخط العريض"، استُقبل فضيلته بالتصفيق. وقد كنتُ فخورا كمغربي بهذا الإنجاز، خاصة أن منابر إعلامية قد اشتكت سابقا من ظاهرة "علماء المغرب.. علم غزير وشهرة قليلة"، وذلك في عصر صار فيه الكوجيتو الإعلامي هو: أنا أظهر في التلفزيون إذاً أنا موجود. ومما زاد من قيمة الحدث أن شهرة الزمزمي جاءت من أوسع الأبواب، من لبنان مهد الصحافة.