في غياب حركة مقاومة مسلحة قد تشغل إسرائيل أو تقارعها، وبينما الدول العربية والإسلامية المجاورة مشتبكة في حروب طائفية وصراعات إقليمية جعلت من "قضيتهم الأولى" أولويتهم الأخيرة، ومع انعدام عملية سياسية قد تختم 25 سنة من التفاوض والإقرار بمحدودية تأثير المقاومة السلمية الشعبية على المحتل، أصبحت حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (BDS) تمثل إحدى أبرز الأدوات المتاحة
اتصلت بي خالتي المقيمة في المملكة السعودية لتسألني عن الحرب، فهممت أن أقول لها، بصيغة استنكارية، أي حرب؟ تذكرتُ على الفور رواية "التائهون"، آخر أعمال أمين معلوف، لكني منعت نفسي من الاستجابة الغريزية للسؤال. واجهت صعوبة في سرد التفاصيل وإعطائها صورة أمينة عما يجري دون إفزاعها أو تضليلها. قلت لها نحن نسمع دوي الانفجار دون أن ندري أين وقع ولا كم خلّف ضحايا، لكنه بعيد. لم
يُسمع في أوساط المعلمين حديثاً تملأه الحسرة، على وضع المعلم في الدولة ومكانته في المجتمع، وتنقل الجرائد في كل صباح فيضاً من مطالب الحركات الاحتجاجية الممثلة للمعلمين في مصر، بخلاف المطالب المتكررة برفع دخل المعلم ليتناسب مع الغلاء المعيشي. ملامح أخرى للمشهد، يرى فيها المعلم قدحاً مقصوداً للتقليل من شأن المهنة والمنتمين إليها، مثل أن يرأس مثلاً وزارة التربية والتعليم واحدٌ من
في آب / أغسطس الفائت، ضُرب مراسلان كرديان على أيدي عناصر من البيشمركة (القوة العسكرية لإقليم كردستان) بسبب تصوير رتل عسكري منسحب من قضاء طوز خورماتو. ولم يكن المعتدون هذه المرّة أفراداً أو جنوداً عاديين، ولا هو حدث بالسر، وإنما كانوا ضبّاطاً يحمل بعضهم رتباً كبيرة، ما دفع مركز "ميترو" إلى مناشدة البارزاني "منع تجاوزات القادة العسكريين بحق الصحافيين والمدنيين". إلا أن تسارع
تبحث المخرجة عن بطل الحومة (الحي) الشجاع. لقد قام بما لم يخطر ببال أحد. يتضح أنه في السجن، لكن التصوير هناك ممنوع. وحارس السجن يعتبر الكاميرا مصيبة. تعود المخرجة لتسأل شبان الحومة عن المجرم. يوضحون لها أنه بطل. ولديهم الحجج ضد الضحايا، وبما أنهن نساء فلا حاجة للإثباتات.هذا ما تناولته المخرجة التونسية كوثر بنهنية في فيلمها الجريء
«الحفر على الناشف (الجاف)» هي العبارة الأوسع انتشاراً في التعليقات الساخرة للشباب المعارض لمشروع تطوير قناة السويس، الذي يرتبط به جانب كبير من دعاية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. والتعبير يشير الى نمط حفر القناة الجديدة وفقاً للوصف الهندسي الوارد في احتفال إطلاق المشروع مطلع الشهر الماضي، بحضور السيسي. لكن السخرية منه تتضمن إيحاءات جنسية واضحة يتمّ استحضارها عادة
تدور في الأشهر الأخيرة معركة حامية بين العائلتيْن الحاكمتيْن في قطر والبحرين بعد أن اشتكى مسؤولون بحرينيون من قيام قطر بتجنيس «أفراد بعض العوائل البحرينية من خلال إغرائهم بالحصول على بعض المزايا». ولتأكيد جدية تلك الشكوى، جاء تصريح وزير الخارجية البحريني عن أن أحد أهم أسباب سحب البحرين لسفيرها من قطر هو الجهود القطرية لإغراء البحرينيين بجنسيتها. وبحسب الوزير، ترى حكومته
انفجرت أزمة إغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم في خضم المتاعب التي يعاني منها السودان، سواء تلك التي تتعلق ببنية الحكم أو باشتعال التمرد مرة أخرى في ما أصبح يطلق عليه «الجنوب الجديد» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، أو بتردي الوضع الاقتصادي بسبب انفصال الجنوب الذي حمل معه نحو 90 في المئة من عائدات البلاد من العملة الصعبة من مبيعات البترول، حيث أصبحت معظم
على الرغم من الضعف الشديد الذي لحق بمنظمة التحرير الفلسطينية المنفيّة، واصلت المنظمة، في أعقاب عزلتها التي تلت حرب الخليج في العام 1991، مقاومة مؤتمر مدريد للسلام الذي تلا تلك الحرب وأطلق مفاوضات سياسية دخلت الآن عقدها الثالث. وهذه «العملية» المتطاولة تنطوي بحدّ ذاتها على مفاضلة بين سعي إلى التحرر الوطني من خلال المقاومة وسعي إليه من خلال التعاون، وهو ما نشهد اليوم أكثر
دعونا نفكر بوضوح، ماذا يعني أن نكون مواطنين في هذه البلاد؟ هل يكفي أن نحتفل بيومٍ وطنيٍّ (يوم 23 أيلول/ سبتمبر) حتّى يُقال بأنّ لدينا وطنا؟ أصلاً ما هو الوطن؟ المكان الذي نأكل ونشرب فيه ونمارس روتيننا اليومي من دون أن نزعج أحداً؟ ماذا لو أزعجنا؟ لو صرخنا؟ رفضنا؟ خرجنا في الشوارع مطالبين بشيءٍ ما؟ ماذا سيحدث؟ هل سيكفّ المكان عن كونه وطناً؟ هل سيُنهي إقامتنا فيه
السلطة المواظبة على خصخصة القطاع العام في زمن الحرب، لم تلذ إلى الصمت الذي يتيح لها قراءةَ نتائج وصفات «النيوليبرالية» التي عدّلتها جينيّاً لتوائم حاجات رموزها، بل مارست فعلاً هذيانيّاً أيضاً، وكأنها في مكان والبلاد في مكان آخر. كذلك لم تكن الحرب مناسبة واقعية تفرّج عنها كَرْبَ رؤيتها المأزومة، فتبيح لها مزيداً من التريّث ومن عقلنة خيار تثبيت أدوات
اعتقل بموجب قانون التظاهر في مصر الآلاف، ويخوض منذ 18 آب/ أغسطس الماضي عدد منهم إضرابا عن الطعام لإسقاطه واحتجاجا على ما يتعرضون له من عسف وتعذيب داخل السجون، وعلى إجراءات محاكمتهم والأحكام الصادرة بحقهم (كانوا بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر الجاري 156 مضرباً عن الطعام منهم 82 معتقلاً داخل السجون وأقسام الشرطة، و66 متضامنا مضربا كليا خارج أماكن
كان محمد ع. (22 سنة) في أحد مقاهي الانترنت يتصفّح مواقع إباحية عندما داهم المحلّ ضابطا أمن، بحجة شكاوى وصلتهم من بعض الآباء في المنطقة، فاقتاداه وآخرين، في ساعة متأخرة من الليل إلى أحد أقسام شرطة حي السُّنَيْنة، أحد أكثر الأحياء الشعبية عشوائية واكتظاظاً بالسكّان في العاصمة صنعاء. روى محمد كيف أمضى ليلته يقاوم رغبته في الذهاب إلى دورة المياه. أودع في غرفة احتجاز روائحها كريهة، وفراشها
اتخذتْ الزاوية المجاورة لبيتي هيئة مسجد عتيق بعد أعمال الترميم والتوسيع التي طالتها. ولما زِيدت ألوان الطلاء والزخرفة الإسلامية، بات الشكل الجديد محبوكاً، خاصة بعدما انتصبت المئذنة أعلى السطح. تكفّل جارٌ ثري بتكلفة أعمال البناء ومواده، حيث يدخل التبرع لبناء المساجد في أحب السبل التي يفضل المصريون الإنفاق فيها تقرّباً لله. وإمعاناً في الخير زيدت مكبرات الصوت، فعلا المسجد أربعة منهم
حوالي الثلاث دقائق هي مدة فيلم كارتون يناقش قضية حرمان المرأة من الميراث في صعيد مصر. الفيلم الفائز مؤخراً في مسابقة "سلامة وأمان" لمناهضة العنف ضد المرأة (التي نظمتها إحدى المنظمات غير الحكومية المهتمة بقضايا المرأة)، هو من إنتاج مؤسسة "مدى للتنمية الإعلامية" بمشاركة المجلس القومي للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسيناريو من كتابة أماني غانم . تُقدّم الفكرة في
وسط فوضى الانتخابات البرلمانية المزمع إجراءها في العراق نهاية نيسان/ أبريل الجاري، تجتاح العراقيين موجة من السخرية المرة، أو الكوميديا السوداء. شوارع المدن وجدرانها تتقيأ إعلانات المرشحين وهي تحمل صوراً لكائنات غريبة تدّعي ما لا تملك، وتروِّج للأكاذيب. ومثل كل المواسم الانتخابية الماضية، تغدو الدعايات الانتخابية في أيامها الأولى مدعاة تندّر وضحكات السمار، إذ لا تعدم أن تجد عدّة شبّان في
صاحبت العودة منذ أيام الى تدريس مادة الفلسفة لطلاب الثانوي، وبخاصة لصف الثانوية العامة (البكالوريا) ـ وهو خبر سار ـ مفاجأة غير سارة: إلغاء أجزاء كبيرة من المنهج، ووجود تعليقات تلخيصية فى نهاية كل فصل أو باب. التبرير هو أن المنهج طويل ولا يتناسب مع زمن العام الدراسي. وكانت حكومة الإخوان المسلمين قد اتخذت قرارا العام الماضي بعدم تدريس الفلسفة إجباريا للطلاب، بخلاف ما كان معمولا به طوال ما
عندما بدأت مجموعة من الصحافيين المتحمسين للعمل الاعلامي المستقل العمل في الجريدة قبل اربع سنوات، لم يدرك احد منهم ان الادارة العملاقة كانت تنظر لمطبوعتهم باعتبارها بوقاً لمصالح ملاكها، وليس كصحيفة «مستقلة».«يبدو أنه كان ينظر إلينا باعتبارنا واجهة لصاحب رأس المال، او منبراً يوفر مصدراً للوجاهة والسلطة له». هكذا تلخص لينا عطا الله رئيسة تحرير صحيفة «ايجيبت