في البدء كانت "نيبور"، المركز الروحي للسومريين في الألف الثالث قبل الميلاد، وزقورة الإله إنليل، ومن ثمّ صارت "الحَسَكة"، وهو النبات الذي يعلق في فرو الأغنام، وصارت أخيراً "الديوانية"، وهو المكان الذي يجتمع فيه شيوخ العشائر لحلِّ الخلافات التي تحدث بين أبناء عشائرهم، ومنها استمدت أسمها واستقرّت عليه لعقود طويلة قبل أن يستعير لها صدّام حسين اسم معركة
يحرص عبد الفتاح السيسي على الالتصاق بذكريات جمال عبد الناصر، محاولاً ـ في أكثر من مرة ـ أن يقدم نفسه كخليفة للزعيم العسكري، قائد الانقلاب على الحكم الملكي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. في العام الماضي، اختار ذكرى 23 تموز/ يوليو كي يدعو جماهيره لما أسماه "تفويضاً وأمراً لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل". وفي العام الجاري، لم ينس ذكر التفويض في خطابه بمناسبة الذكرى ذاتها، مع حرص على ربط "25
"علمونا صح" هو العنوان الذي دشنت به مجموعة من طلاب الثانوي في مصر موقعا الكترونيا و"هاشتاغ" للاعتراض على العملية التعليمية التى تقدم للطلاب. وهم دعوا للتجمع أمام وزارة التعليم بعد انتهاء امتحانات شهادة البكالوريا التي يبدو أنها تجري بسبب استشراء حالات الغش الالكتروني وكذلك لعدم مراعاة مستوى الغالبية العظمى من الطلاب، مثلما حدث في امتحان اللغة الانجليزية الذي جاء لمصلحة طلاب المدارس الخاصة
تفاجأ الموريتانيون بتراجع حجم الأخطبوط في شواطئهم، مما جعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر. وهو خطر جرى توقعه في الأعوام الماضية، مع ازدياد عمليات التنقيب على شواطئ البلاد. "ها قد حصل" يقول حمدي ولد سعيد، الأخصائي الذي أجرى بصحبة خبراء موريتانيين آخرين دراسات بحرية عدة كان آخرها خلال الربع الأول من العام الجاري. لذا، سارع الموريتانيون الى تمديد فترة الراحة البيولوجية التي يحرَّم فيها صيد
نحن الفلسطينيون في القدس معرضون للخطر، فليس من يحمينا من المدنيين الإسرائيليين المسلحين. يسمونهم المستوطنين، ولكن لماذا هم مسلحون؟ لماذا هم يحملون السلاح في شوارع القدس وباصاتها، وأحيائها. كيف لنا أن نشعر بالأمان في بيوتنا وشوارعنا، وضواحي مدينتنا في الليل أو في النهار، وفيها مسلحون متعصبون كارهون لنا؟منذ عام 1967 والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة (سواء اليمينية أو اليسارية منها) تتشدق
اندفاع الملايين غاضبين إلى الشوارع، انكسار جهاز القمع الرهيب، فشل كل محاولات السلطة لفض الميادين، اضطرار مبارك لترك الحكم، ثم الإصرار بعد ذلك على تقديمه للمحاكمة، وإقالة رئيس وزرائه أحمد شفيق، واقتحام مقرات مباحث أمن الدولة... تلك المشاهد وغيرها الكثير من ثورة "يناير 2011" تبدو اليوم باهتة وبعيدة. فبعد مرور عام كامل على الثالث من يوليو، تمكنت الثورة المضادة من إحراز سلسلة من الانتصارات ومن
حين قال الشاعر الروماني جوفينال «أعط الناس ما يحتاجون اليه... أعطهم خبزاً وسيركاً» كان يسخر من اسلوب حكم يتمثل في إلهاء الناس بعيداً عن مشاكلها الحقيقية. وهو وصفٌ أستعيده كلما ملَّ طلبتي من سماع أمثلة أسوقها عن ممارسات الدولة الريعية في بلدان الخليج العربية. فالخبز، متمثلاً بالمكرمات الملكية والسلطانية والأميرية، والسيرك، متمثلاً في قائمة تكاد لا تنتهي من المهرجانات، يقومان
تردّدت مؤخرا أخبار عن عمليات عسكرية واسعة النطاق تجري في غرب ليبيا، قيل أن قوات جزائرية تتولاها. وهذه هي المرة الأولى، منذ إرساله قوة مسلحة إلى مصر بين 1967 و1975، التي يخالف فيها الجيشُ الجزائري مخالفة صريحة مبدأ مقدسا من مبادئ سياسة الجزائر الخارجية وهو مبدأ عدم نشر وحداته خارج التراب الوطني. من الواضح أن القادةَ الجزائريين مجبرون على مراجعة عميقة لتصوراتهم في ما يخص مسألتي الدفاع
في الثالث من آذار/ مارس 2014، اتجهت أنظار العالم الى حفل توزيع جوائز الأوسكار في الولايات المتحدة، بانتظار إعلان الفائزين. كانت اليمن حاضرة في ذلك الحفل، ممثلة بشابين وشابة أخرجوا فيلماً وثائقيا بعنوان «ليس للكرامة جدران». امتلأت المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتلهفة لإعلان النتائج. لحظة وطنية يمنية نادرة. كانت من تلك اللحظات التي يرمم
في أعقاب الحملة التي قامت بها إسرائيل في الضفة الغربية بحثاً عن ثلاثة من المستوطنين الإسرائيليين الشباب المفقودين، واستخدمت فيها قسوة لم تُشْهَد منذ الانتفاضة الثانية، مع تكلفة يومية (أي خسارة) لاقتصاد الخليل وحده بلغت 12 مليون دولار، راحت أصوات فلسطينية متنامية تطالب بوقف «التنسيق الأمني» الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وكانت قوات أمن السلطة الفلسطينية تنحت جانباً، في حين انتشر الجيش
جولة المفكرة الأسبوعية على الشأن القضائي في مختلف البلدان العربية، كمصر واليمن والأردن، وخصوصاً المغرب، وأبرزها قضية محمد الهيني، القاضي المغربي الذي أحيل إلى المجلس الأعلى للقضاء على خلفية خاطرة كتبها على صفحته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي. شهدت الجلسة التأديبية التي عقدت في وزارة العدل من أجل النظر في القضية، مؤازرة تاريخية للهيني من خلال حشد من القضاة والمحامين والإعلاميين الذين
عاشت نواكشوط حالة من التحليق في سماء الراب وموسيقى الهيب هوب بفضل «السلام عليكم»، المهرجان الذي اقيم فيها في الشهر الماضي (12-18 حزيران/يونيو) حيث التحمت حناجر أكثر من مئة فنان من موريتانيا وتونس وفرنسا والدنمارك وغينيا، كانت أبرزهم مغنية الأر أند بي الجزائرية زاهو.وتضمن المهرجان نشاطات أخرى، مثل ورشات تناقش قضايا المواطنة وحقوق الإنسان، وعروضا للفن التشكيلي. يعتمد
كما لو أن الملائكة والشياطين هبطوا في الوقت ذاته الى مدينة نينوى. لفّ سماء المدينة غموض مريب ليلة العاشر من حزيران / يونيو. سقطت المدينة بشكل دراماتيكي بيد مسلحي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش») خلال ساعات محدودة، على الرغم من وجود حوالي 56 ألف عنصر أمن متوزّعين بين الجيش والشرطة والمخابرات، وكذلك وجود قائدين يعتبرهما نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء
#«حتى أنا حرقت مركز»: أنا كذلك أضرمت النار في مركز للشرطة، وهو هاشتاغ انتشر في وسائط التواصل الاجتماعي بتونس، وفيه إقرار بارتكاب جريمة. لم يكن هناك فعل جرمي بل سخرية من التهم التي طالت نشطاء الحراك الاجتماعي في السنوات الأربع الأخيرة، والتي تنوّعت بين «قصد الإضرار عمداً بملك الغير باستعمال الحرق بمحل غير مسكون» و«الاعتداء على موظف أثناء أدائه لمهامه»،
ممنوع، وكفى. لا يمكنك أن تناقش، يُمنع عليك حتى أن تبدي رأيك بالموضوع. تُعمّم ثقافةٌ من الممنوع في أرجاء المملكة، تضع خلف قضبانها كلّ ما لا يناسب الأفكار والقيم والمنظور الشامل الذي تتبناه اليد المسيطرة. لا يستطيع أيّ كان منعها، فهي صاحب السلطة، والمخوّلة تحديد ما يمكن للرعية أن تقرأه أو تشاهده. وحدها من يستطيع الاطلاع على الأمور كاملةً دون رقابة، وحدها لا يلاحقها مقصّ الفصول والمشاهد الذي
نشرت «المفكرة القانونية» على موقعها الإلكتروني (في 13 كانون الثاني/يناير الجاري) مقاطع من كتاب نقدي وجهته «منظمة القضاة الليبيين» إلى «مجلس القضاء الأعلى الليبي». فالمنظمة تعتبر المجلس جهازاً إدارياً وليس هيئةً قضائيةً، إذ ان تشكيلته الحالية «تجعله لجنة إدارية ذات اختصاص قضائي، ومن ثم ما يصدر عنه يوصف بأنه قرار إداري وليس حكماً، وعليه يجب أن
انعقاد الحوار الوطني أمر ايجابي بذاته لأنه يضمن استمرار عملية «الانتقال الديموقراطي» (وهي العبارة الأثيرة لدى الساسة التوانسة). إلا انه من المفيد القيام بتقييم نقدي لأثر الأزمة السياسية على المسار الثوري، حتى تعين التحديات التي يواجهها التونسيون، بهدف إعادة موضعة مطالب الثورة في المركز من الاهتمامات السياسية.اللاعبان الأساسيان:النهضة ونداء تونسالاغتيالات
هناك ثلاثة تحركات، يتمحور حولها الفعل الثوري، شهدت صدامات عنيفة بين قوات الأمن والثوار والمحتجين بشكل عام: الأولى استرداد المجال والفضاء العام من سطوة الأمن، وقد عبَّر عن هذا الفعل الصدام الدائم مع قوات الأمن حول احتلال الميادين العامة. الثانية هي حرق أقسام الشرطة. والثالثة هي الإضرابات العمالية التي تشهد صدامات شديدة ودورية مع قوات الأمن منذ عام 2006.
أزمة حقيقية ستواجه بلدان منطقتنا: أزمة المياه، أو «الفجوة المائية». وستكون معياراً حقيقياً يقابل مادة النفط، حتى تصبح قطرة الماء تساوي قطرة النفط! فالعلاقات بين الدول المتشاطئة، من زاويتها السياسية في أقل تقدير، موضع إشكالية فعلية. وتُستغل الموارد المختلفة، وهنا المياه، للضغط السياسي كما يحصل عادة مع النفط.والعراق موطن نهرين دوليين كبيرين (دجلة ـ 1900 كلم، والفرات ـ 2780