الحرية لعلاء قبل فوات الأوان!

2022-11-03

شارك
علاء وابنه خالد

أكثر من 215 يوماً على إضراب علاء عبد الفتاح عن الطعام في سجون عبد الفتاح السيسي. وعلاء، السجين السياسي الذي كلّما أنهى فترة عقوبة كاملة، ألصقوا به تهمة أخرى عجيبة لإعادته إلى المحبس، فعل هو وعائلته كل ما يمكن أن يفعلوه من أجلِ أن يُسمَعوا.

مرّة أتت الحملة بمشاهير السينما العالميين ليطالبوا بإطلاقه في فيديو تضامني، وسعت العائلة لتحصيل جنسية بريطانية لعلاء علّ ذلك يساهم في تسهيل إخراجه – بما أن المواطن المصري غير محترَم في بلده! لقد اعتصموا وصرخوا وشاركوا تفاصيل يومياتهم في النيابات والسجون، شاركونا نصوص الرسائل المتبادَلة والصور. والآن تعتصم أختا علاء عبد الفتاح، سناء ومنى سيف، أمام الخارجية البريطانية، اعتصاماً مفتوحاً في البرد وتحت الشتاء، وحتى قمة المناخ المقرر انعقادها في شرم الشيخ بمصر بين السادس والثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

 وقد زارتهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ في مكان الاعتصام، وأعلنت بعدها أنها منسحبة من المشاركة في القمة المناخية كي لا تعطي النظام المصري فرصة لما أسمته "الغسيل الأخضر" لقمعه، باستخدام قضايا البيئة ولمّ قادة العالم في البلد لقضية نبيلة.

مع الناشطة البيئية غريتا تونبرغ

كل هذا النشاط الممتد لسنوات، توفي فيها والد علاء وسجنت أخته وكبر ابنه خالد فيها دون أب. وعلاء ما زال في السجن. والآن يشعر وعائلته بأنهم اقتربوا من استنفاد الحلول...

"لو الواحد بيتمنى الموت يبقى الإضراب (عن الطعام) مش نضال، لو الواحد متمسّك بالحياة بسّ كغريزة يبقى ملوش لازمة النضال، لو الواحد بيأجل الموت خجلان من دمع أمه فقط يبقى بيقلل احتمالات النصر.. النهاردة آخر يوم هشرب فيه مشاريب ساخنة (...) 1 نوفمبر هشرب آخر كباية شاي في الأسر قبل فتح النور وبعد 5 أيام بالضبط (مع فتح النور يوم الأحد 6 نوفمبر) هشرب آخر كباية مياه.. بعد كدا في علم الغيب (...) أخدت قرار بالتصعيد في التوقيت المناسب لنضالي عشان حريتي وحرية أسرى صراع هم مش طرف فيه أو بيحاولوا يتخارجوا منه وكل ضحايا نظام مش عارف يدير أزماته غير بأنه يقمع ولا يعيد إنتاج نفسه غير بأنه يحبس. والقرار اتاخد وأنا مغمور بمحبتكم ومشتاق لصحبتكم. حب كتير وإلى لقاء قريب".

هذا ما كتبه علاء في آخر رسالة له من السجن، معلناً إضرابه حتى عن السوائل التي كان يستهلكها للبقاء حياً. تحذر عائلته من أن ذلك يعني أنه قد يموت خلال أيام لو لم يتمّ التحرك من إطلاقه بأسرع وقت. وقد خاطبت سناء سيف، أخته، اللجنة الفرعية للبرلمان الأوروبي المعنية بحقوق الإنسان، قبيل قمة المناخ بالقول:

"لا يمكنكم أن تشيحوا بوجهكم عن التطرق إلى أزمة حقوق الإنسان في مصر متذرّعين بأنّ الموضوع هو أزمة المناخ، فهذه القضايا تقاطعية. إذا كنتم جدّيين بخصوص اهتمامكم بكوكبنا فلا بد أن تتبنّوا بشكل جريء مسألة حقوق الإنسان. أزمة المناخ ليست عن الكوكب، فالكوكب سيعيش أطولَ منا جميعاً. أزمة المناخ هي عن الحياة فوق الكوكب. والحياة في مصر الآن، فيما أنا أحدّثكم، خطيرة للغاية. هناك 103 مليون شخص في مصر ينزلقون إلى الفقر الشديد والأمية والهشاشة كل سنة. هناك عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، ومعظمهم سيسوء حاله فعلياً بعد قدوم قادة العالم إلى قمة المناخ Cop27، تصافُحهم وتوقيع بعض الاستثمارات في الهيدوجين الأخضر ومغادرة البلد. إذاً، ماذا بإمكانكم أن تفعلوا؟".

وتابعت سناء: "نحن بحاجة لأن تتطرقوا لموضوع حقوق الإنسان، وأن تضغطوا على حكوماتكم باتجاه الاهتمام بمسألة حقوق الإنسان والعفو، خاصة وأن كثيراً منكم ممثلون لحكوماتكم المستفيدة والداعمة لنظامنا القمعي".

فمجدداً ومجدداً، الحرية لعلاء عبد الفتاح وكل المظلومين والمعتقلين... الآن!   

رسم تضامني للرسام الإيطالي جيانلوكا كوستانتيني

مقالات من العالم العربي

انهيار التعليم العام في منطقتنا

تتصل مسألة التعليم بشكل مباشر بالوعي الجماعي والتعاون الاجتماعي في أي مجتمع، أي وباختصار بعملية َتشكّله. وهذه مقاربة أولى تسجِّل المعطيات الموضوعية لتراجع التعليم العام في منطقتنا بل وانهياره. فما...