برز جدل محتدم حول مقتضيات المادتين الثالثة والسابعة من هذا التشريع، الذي يقيد الأفراد وجمعيات المجتمع المدني عن التبليغ المباشر عن جرائم الفساد وإهدار المال العام، ويجبرها على انتظار الحصول على إذن مسبق من النيابة العامة، أو من هيئات رسمية محددة، قبل اتخاذ أي إجراء شكلي أو قانوني.
نشر "السفير العربي" هذا النص لممدوح عبد المنعم، منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهو اليوم يعيد نشره حزناً على فتيات المنوفية ال19، "قتيلات لقمة العيش" على الطريق من قريتهن الى الحقول حيث يعملن، وهو "الحادث"الذي وقع قبل يومين. نعيد نشره للقول أن لا شيء تغيّر منذ تلك الحادثة التي يصفها النص، ومئات غيرها مشابهة لها. فنتضامن مع أهاليهم، ونستنكر عدم الاكتراث بالفقراء البائسين، واعتبار موتهم قضاءً وقدراً، لا يستوجب أي...
تزداد المشكلة السكانية تعقيداً بإصرار النظام على الاستدانة، وعدم وجود جهات محاسبة حقيقية، أو شفافية للكشف عن أوجه صرف الديون المستمرة، مع عدم وجود خطط للتصنيع وزيادة الاستثمار وتحسين جودة الحياة في مصر. فهل هناك من أمل في استغلال الإمكانيات الهائلة للهبة السكانية من أجل التنمية، وتحقيق نهضة، والتي قد تمتد إلى أربعين عاماً قادماً؟ وهل هناك صوت عاقل، يواجه النظام بأن بيع الأصول والأراضي المصرية سيوجِّه طاقة العمل العظيمة...
أعدّت هذا الملف حول الانتاج الثقافي في المنطقة العربية في ظل القمع المتنوِّع، شبكة المواقع الاعلامية المستقلة حول العالم العربي، والتي تضم علاوة على "السفير العربي"، "أوريان 21"، و"مدى مصر"، و"حبر"، و"ماشاالله نيوز"، و"المغرب الناهض"، و"نواة"، و"باب المد". إليكم النصوص المنتجة من مختلف هذه المواقع.
هل تزايد النفوذ الإماراتي في الموانئ المصرية مجرد توسع استثماري، أم هو إعادة هيكلة للمشهد البحري المصري، في ظل صفقات امتياز طويلة الأجل، تثير الجدل حول التوازن بين جذب الاستثمار وضمان السيادة الاقتصادية. والسؤال المحوري الأهم يدور حول ما إذا كانت هذه الاتفاقيات تدفع مصر نحو نمو اقتصادي حقيقي، أم أنها تفرض واقعاً جديداً، يتحكم فيه الفاعلون الخارجيون - وعلى رأسهم أبناء زايد - داخل قطاع الموانئ الحيوي؟
استُشهد العشرات من منتظري المساعدات في المكان نفسه، قرب "دوار السودانيّة"، شمال غرب غزّة، بعد إعدامهم مباشرةً من جنود الاحتلال، حيث نُصبَ لهم كمينٌ، برمي كثيرٍ من أكياس الطحين في الشارع، والاختباء، ثم الخروج لقتلهم عند محاولتهم الحصول على الطحين. هذه مصيدة، مصيدة الطحين.
في هذا الملف، نحاول تتبّع كيف تتفاعل الثقافة مع تقلّص المجال السياسي، دون السقوط في التعميم أو البحث عن نماذج "ملهمة" بالضرورة. فبعض النصوص تسلّط الضوء على كيف يمكن للثقافة أن تشكّل فضاءً بديلاً حين تُغلق النوافذ الأخرى، فيما تتوقف نصوص أخرى عند الآثار العميقة للتضييق. وبين هذه الحالات، تتكرر أسئلة مشتركة: كيف يمكن للثقافة أن تبقى حيّة في أنظمة تُقمَع فيها السياسة وتُفرّغ فيها الحياة العامة؟ وهل تستطيع الكتابة...
"تهريب المخدرات أسهل من تهريب قصيدة أو مقال من داخل السجن!"
الهدف الأكثر عجالة وحيوية ومصيرية بالنسبة إلى قضية فلسطين اليوم، أي منع التهجير ووقف الإبادة، صار غير قابل للتحقق، على الرغم من مرور سنة ونصف من القرارات الأممية، والمحاكمات الدولية، ومؤتمرات القمة والمفاوضات السرية. قد تكون تلك التطورات من المؤشرات المهمة والمشجعة للتغيير في المشهد العالمي، تجاه غطرسة إسرائيل وعنصرية عقيدتها الصهيونية، لكنها تبقى دون المطلوب والضروري والواجب، ودون أثر مباشر على تفرد إسرائيل في فلسطين وفي المنطقة.
يُواجِه المُزارِع تحديات جمة، مثل ندرة المياه وملوحة التربة، إذ تقع نواكشوط في منطقة صحراوية يسقط فيها أقل من 300 مم سنوياً من الأمطار، كما أن الجزء الأعظم منها تحت مستوى سطح البحر، مما يزيد من ملوحة التربة. ويتجه المزارعون إلى استخدام مياه تُضخ بالطاقة الشمسية عبر نظام ري بالتنقيط، لضمان الاستخدام الكفء للمياه المستجلبة من آبار يحفرونها. كما يهدد المساحات الزراعية داخل نواحي نواكشوط، تُحوَّلها إلى مكان سكن وعقارات،...
ولد جول جمّال في مستهل نيسان/ أبريل عام 1932 لأسرة مسيحية أرثوذكسية، في قرية من محافظة حمص، ونشأ في اللاذقية. شارك والده في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا. استشهد جول جراء إصابته بالشظايا المتناثرة من ضرب زورقه للمدمِّرة الفرنسية أثناء العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، واستشهد معه 41 من رجال البحرية المصرية. وعندما سمع أهل اللاذقية بخبر استشهاده، احتفلت المدينة بأكملها، في خليطٍ من الحزن والفرح، علتْ فيه...
الهندسة الاستعماريّة بتجليّاتها المختلفة، الشوارع، والحدود، والبنية التحتية، والطرق الالتفافية... هدفها إزالة الفلسطيني بشكل تدريجي. فبينما تتوسع البؤر الاستيطانية (enclaves) لتصبح مدناً تحيط بالمناطق الفلسطينية المجاورة (exclaves) وتحاصرها، يُصبح الشعب الفلسطينيّ مُتكدساً في حيّز جُغرافي صغير، من دون القدرة على الوصول إلى المصادر الحياتيّة المختلفة. وهذا كما في فلسطين المحتلة عام 1948، حيث سكن مواطنو الدولة العرب، الذين يمثلون قرابة 20 في المئة من السكان، في حيز من حوالي 150...
"ليس هناك قدر كافٍ من الأسف يمكن تقديمه، ولكن ما أراه مُدهشاً هو أن عراقيَيْن، وبريطاني، يمكنهم الجلوس هنا واحتساء القهوة، ذلك جميل!". وهو محق. أمر جميلٌ أن يجالس الناس بعضهم، ويحتسوا القهوة. أجَلَس أبوه مع عراقيين؟ أما كانوا يحسبون الأطفال إرهابيين، ويصفون المدافعين عن هويتهم ووطنهم ونسائهم ومجتمعهم بالقتلة والإرهابيين؟
أعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اليوم عن انطلاق ما أسمته "توزيع المساعدات" على سكان غزة، من قِبل جنود في الجيش الامريكي، وباشراف جنود من المحتل الاسرائيلي: "حزمة لكل عائلة"، حسب قولهم. يصف كاتبنا المقداد جميل مقداد، الذي يعيش وعائلته في غزة، ذلك ب"هندسة الاذلال"، ولا توصيف أدق من ذلك! اقرأوا نصه الذي نعيد نشره هنا.
تُعطِّل الأسعار المرتفعة، وتقييدات التصدير التي تصدرها الحكومة من وقت إلى آخر، انتشار الاسمنت التونسي في الأسواق العالمية. لكن هناك معطيات موضوعية أيضاً. فأكبر مستهلِكَين تقليديين للإسمنت المحلي، سواء عبر التصدير المنظَّم أو التهريب، أي ليبيا والجزائر، لم تعودا بحاجة ملحة إلى المنتَج التونسي. ليبيا صارت أكثر ارتباطاً بالسلع التركية والمصرية، والجزائر تطورت طاقتها الإنتاجية في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
المقداد جميل مقداد، الشاب المثقف، الصادق، والشفاف، الذي يكتب منذ عام تقريباً، وباستمرار، تقاريره وآراءه الى "السفير العربي"، وذلك من بين نشاطات أخرى مجتمعية مهمَّة يتولاها، أرسل لنا يوم 18 أيار / مايو 2025 هذه الرسالة، رداً على ما أردناه أن يكون اطمئناناً عليه وعلى عائلته، ووصفاً للحالة. ننشرها كما وصلتنا لاعتقادنا بأنها وافية، ودقيقة، وبالغة الأهمية.
بما أن الدولة لم تعد تضمن السكن كحق اجتماعي، صار على السكان ابتكار استراتيجيات بديلة، مثل الاستيلاء على الأراضي، أو تطوير اقتصاديات غير رسمية تتيح لهم البقاء في المدينة. ترتبط هذه الإشكالية الحضرية بتغير طرأ على المدن التونسية، التي تحولت من مدن مدمجة إلى "مدن مقطعة ومجزأة". فسياسات السكن تلك لم تخلق فقط فجوات اقتصادية فحسب، بل أنتجت أنماطاً جديدة من العزل الاجتماعي، حيث تعيش الطبقات الشعبية في أحياء مقطوعة...
في الوقت الذي تؤكد الجهات الرسمية أن هدف إخلاء وترحيل بعض سكان الأحياء العتيقة أو العشوائية في مدينتي الرباط والدار البيضاء، هو "تطوير المدينة"، يرى السكان المتضررون أن هذه العمليات تمت على نحو سريع و"تعسفي"، من دون مراعاة لحقوقهم الكاملة، من قبيل منح تعويضٍ مالي مناسب أو بدائل سكنية لائقة. فهل فعلاً صارت هذه الأحياء ضحية لمشاريع المونديال؟
نزح أكثر من 12 مليون شخص داخلياً بينما عبر حوالي 3.8 مليون لاجئ الحدود، وهذا يعني ثلث سكان السودان، مع توقعات أممية بارتفاع هذا العدد خلال العام الحالي 2025، بحوالي مليون شخص. ويواجه 25 مليون شخص - أي نصف السكان - جوعاً شديداً، ويعاني حوالي 5 ملايين طفل وأُم من سوء التغذية الحاد. وما لم تتمكن منظمات الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين، والحصول على الموارد اللازمة، سيهدد الموت جوعاً عشرات...
المزيد