تنتكس الحياة برمّتها، ولا تنتكس التجارة. يظلُّ السوق وفيّاً لحسبةِ العرض والطلب، ما دام هناك بشرٌ يجوسون فسحةَ العيش كلّ يوم، فلا ينزع السوق عنهُ أطروحة الربح، وإنْ استعرت الحرب غلوّاً، وصارت هي الشأن العام. ساسةُ السوق هم أنفسهم لا يتغيرون، لا في سوريا ولا في غيرها. يبقون يطاردون العملة، يجرّونها من جيوب الناس إلى جيوبهم، ويتقاسمون بينهم رزق الحرب، وإن كان قوتَ الناسِ نفسه.. ليكون 21 تاجراً
يقترح مشروع الدستور الجزائري المعدّل في مادته "3 مكرر" الاعترافَ بالأمازيغية لغةً "رسميةً" إلى جانب "اللغة الوطنية والرسمية"، العربية. ولا يسع كلَّ عارف بما يمثله عدم حل المشاكل اللغوية العالقة من تهديد لكيان المجتمع الجزائري سوى أن يرحب بهذا الترسيم، لأنه يهيئ الميدان لسياسة ثقافية جديدة لا تهميش فيها للغة رُبع الجزائريين بل ربما ثُلثهم. ولا يغيّر من الأمر شيئا
يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1960، نالت موريتانيا رسميا استقلالها بعدما كانت فرنسا قد غزتها مع مطلع القرن العشرين (بدأ الغزو من الجنوب في 1905 وأعلنت موريتانيا مستعمرة فرنسية في 1920)، ضمن خطة استعمارية لربط مستعمراتها الغربية بتلك في شمال إفريقيا. ووظفت باريس النعرات بين طوائف المجتمع، وعملت على التركيز على إحداث مسخ حضاري للبلاد المستعمَرة. لكن موريتانيا ظلت متمسكة باللغة العربية، حيث اظهر
متى تجتذبهم»الصرّافات» الآلية التابعة للمصرف التجاري السوري، أو المصرف العقاري السوري إلى صفوف طولانية، يكون الشهر قد انقضى. حاسةُ الجيوب الخاوية تبقيهم معلّقين لساعات ينتظرون بلوغ الآلة المعدنية لأجل التقاط أوراقٍ نقدية قليلة، هي رواتبهم الشهريّة. أحياناً يلعنون بطنها إن خوى فجأة، وما عاد ما بداخله يكفيهم جميعهم، وأحياناً ينتظرون على مضض عودة شبكة «الانترنت» أو
في البدءِ كانت مدينة نواكشوط مجرد حلم لدى الجيل المشارك في تأسيس مشروع الدولة الموريتانية، حيث عقد بها أول اجتماع للحكومة الموريتانية أيام الاحتلال الفرنسي في 12 تموز/ يوليو 1957، ليقوم بعد ذلك المختار ولد داداه (أول رئيس لموريتانيا) في العام 1958 بوضع الحجر الأساس لها كعاصمة لموريتانيا. وقد رافقه الرئيس الفرنسي اَنذاك شارل ديغول. قبل وضع الحجر الأساس للمدينة صدر مرسوم يقضي بتحويل
انعدام توفر المياه الصالحة للشرب في الكثير من المدن والقرى الموريتانية، حمل سكانها على الدخول في احتجاجات قوية، وكان أكثرها تأثيراً ما حدث في مقاطعة «مكطع لحجار» وسط موريتانيا. فقد صمد سكان المدينة أمام القمع والإحباط، وتواصلت احتجاجاتهم في السنوات الثلاث الأخيرة، حتى فرضوا على السلطة الانصياع لمطالبهم وتوفير الماء.
العنوان من وحي عسكري، لأن الضباط يسترجعون نفوذهم الذي تعرض للتهديد منذ سقط زين العابدين بن علي في تونس. والمهرجان المقصود هو مهرجان «موازين إيقاعات العالم» بالرباط. فقبيل انطلاقه، أطلق محمد الهلالي القيادي في «حركة التوحيد والإصلاح» ـ وهي الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية - حملة ضد مهرجان «الفجور والرذيلة والعري والعهر...». وكانت هذه هي الحلقة الأولى من
يحاول مرشحا الرئاسة في مصر، عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ، كُل بحسب خلفيته، استعادة بعض من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويحاول المؤيدون لكليهما تصدير الصورة التي يقترن فيها اسم مرشحهم به كي يقتنصوا بعضاً من شعبيته الجارفة التي كانت وما زالت قائمة. ويظل التساؤل: أين عبد الناصر بالفعل منهما؟زيّ عبد الناصر العسكرييحاول المشير السيسي استعادة زيّ عبدالناصر العسكري
شهد اليمن منذ تشكيل الحكومة التوافقيّة أواخر العام 2011 أكثر من 35 حالة اختطاف لأجانب من جنسيات عدّة، بحسب تقارير إعلاميّة غير حكوميّة. عمليات خطف الأجانب في اليمن تتصاعد بشكل مريع ومنظم. فبعد استخدام الخطف كوسيلة من قبل رجال القبائل لإغضاب الحكومة ولَيّ ذراعها، ظهر منذ عام 2012 مستثمر جديد يعمل على شراء المخطوفين. إنّه تنظيم القاعدة.وتُعدّ التجارة بالأجانب المخطوفين تحوّلا جذريّاً لافتاً
لم يتوقع أحد بأن الحراك الأردني الذي استمر لثلاث سنوات بعد اندلاع الثورة التونسية في شباط/ فبراير 2011، سيصل إلى نهاية غير سعيدة كالتي وصل إليها، وذلك على الرغم من وجود مؤشرات مبكرة أنذرت بذلك. دخل الحراك الشعبي الأردني في سلسلة انتكاسات متتالية، بعض أسبابها مركب، وأخرى ارتبطت بنجاح السلطة في اختراق بنيته التنظيمية الهشة. فوجد نفسه أمام تراجع وتلاش متواصلان حتى وصل إلى حالة التهميش التي
يعود من جديد حراك الأرثوذكس العرب في الأردن وفلسطين المواجِه للهيمنة اليونانية. وهو لم يهدأ منذ 500 عاماً، وتحديداً منذ الاحتلال العثماني لمنطقتنا الذي دعم الحضور اليوناني في بطركية الروم الأرثذوكس المقدسية بعد أن كانت إدارتها عربية وكذلك بطاركتها. وعلى الرغم من عمر الرفض العربي الطويل للهيمنة اليونانية، إلا أن ثمة أصوات أرثذوكسية عربية لها رأي آخر في المسألة.وعلى أية حال، هم
في كل صباح، تخرج مجموعة من أطفال مدينة نواكشوط، عاصمة موريتانيا، لا لذهاب إلى المدارس بل للتسول! وتسمى هذه المجموعة "ألمودات"، ينتشرون بثيابهم الرثة وأشكالهم المتعبة وعلبهم المعدنية الفارغة، و يبدؤون باستدرار عطف المارة عند إشارات المرور وأمام مطاعم ومقاهي وأسواق العاصمة.هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عاما لا يتسولون من أجل أنفسهم، بل تلبية لرغبة الشيوخ الذين
الصدفة وحدها لا أسرار الرقم سبعة، هي ما سيجعل تسلسل الملك السعودي السابع حدا فاصلا بين جيلين من الملوك: جيل الأخوة، وجيل أولادهم. كما هي الصدفة وحدها التي جعلت عدد أبناء السيدة حصة السديري الذكور سبعة، كما هو حال عدد من أنجبتهم من البنات أيضا، على اعتبار أن الملك السادس، عبد الله بن عبد العزيز يبلغ من العمر 90 عاماً، والحالة الصحية لولي عهده الأمير سلمان (77 عاما) هي الأخرى...
بينما يتجادل البرلمان المغربي حول تخفيض سن الزواج إلى أقل من ثماني عشرة سنة شمسية، خرجت الحكومة العراقية بمعجزة قانونية هي مشروع للسماح بتزويج فتيات لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات «هلالية»، مع إجبارهن قانونيا على الخضوع لرغبات أزواجهن، لأن المعاشرة الزوجية حق أصيل للذكر. وليس للحكومة المغربية والعراقية أي ذنب في هذا. الحكومة مثل قطعة ثوب تغطي المجتمع وتأخذ شكله. وإذا فرشنا قطعة ثوب
يعتقد المحللون السياسيون الغربيون وزملاؤهم «المتغربون» من الشرقيين، أن المعيار الأساسي الذي يتعامل به الغرب مع الدول الأخرى هو الديموقراطية وحقوق الإنسان. فالدول التي لا تتبع «الأصول الديموقراطية» تتراوح بين المعادية جداً (كوريا الشمالية) وقليلاً (تايلندا)... إلا أن قراءة أكثر واقعية للعلاقات الخارجية لأكثر الدول الغربية تضع الشرخ في مكان آخر، أي في الحلقة
"سودان واحد يكفي". هكذا لخص جون دانفورث المبعوث الأميركي الأسبق الى السودان، الوضع. وهو كان من أشرف على اتفاقية السلام للعام 2005 التي حصل جنوب السودان بموجبها على حق تقرير المصير المؤدي في ما بعد إلى انفصاله ثم الى إقامة دولة مستقلة بعد ست سنوات.كان دانفورث ومعه العديد من الديبلوماسيين المهنيين وخبراء الشأن السوداني، يرون ضرورة الاّ ينتهي حق تقرير المصير بالانفصال، خاصة أنه يمكن عمل
أبرز نتائج «مؤتمر الحوار الوطني» إعلان اليمن دولة اتحادية أو فيدرالية من ستة أقاليم، اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال. القرار العجول اتخذ بمباركة من «المجتمع الدولي» والدول الإقليمية الراعية لـ»المبادرة الخليجية»، الإطار المرجعي لما يجري حاليا في اليمن. والاعلان لا يقبل النقض، مما يخالف المبادرة الخليجية نفسها ومخرجات الحوار الوطني التي تنص على خضوع
هزيمة الإخوان المسلمين في 30 يونيو ليست سياسية محدودة، بل امتدت لتصبح هزيمة فكرية واجتماعية وأخلاقية وتنظيمية. وهي لا تخص مصر وحدها، لأن البلاد تحولت في ذلك التاريخ إلى ساحة حرب بالوكالة بين أطراف عدة. وكان بطل الملحمة بلا شك هو الجموع الجديدة. لم يسقط الإخوان وحدهم، بل سقط معهم مشروع الإسلام السياسي. فمن التمكين والأخونة، صارت الجماعة إلى التيه والاقصاء، ومن أحلام السيطرة إلى متاهات
ما أسهل أن يعتري القوى العالمية ذلك الإعياء الذي يتلو المعارك، والذي يعود بصورة رئيسة إلى نفور الناخبين من تمدّد الحروب. ومثل هذا الإعياء، بعد خمسة أشهر على شنّ حلف شمال الاطلسي أولى غاراته الجوية على ليبيا (19 آذار/مارس 2011)، هو الذي دفع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لأن يعرض على القذافي ممراً آمناً إلى فزّان مع مئتين من أنصاره مقابل أن يترك طرابلس. لكن القذافي طالب بأن يرافقه ألفان من
حينها، لم يكن في الأمر شيئ مريب. إنهم يريدون طريقاً مفتوحاً أمام عرباتهم لإيصال البضائع التي يُحمِّلّهم إياها الصناعيون والحرفيون والتجار إلى زبائنهم المنتظِرين في خانات المدينة القديمة والأسواق التي حولها.كانت تخرج نداءاتهم الهادرة من خلف عرباتهم الخشبية المسطحة، المدفوعة بقوة أذرع عارية لتعْبر طرقات الأسواق ومنعطفاتها، أو من علياء حيوانات الجر الصبورة، حيث يجلسون بمهارةِ لاعبي الخفة، فوق
المزيد