قاتل"ها"... مجهول؟!

إليكم قصة "لطيفة قصير" من لبنان. ثلاث سنوات مضت وجثّتها لا زالت راقدة بيننا. في 13 نيسان/إبريل 2010، دخلت "جنى" و"خليل" الى المنزل، ليجدا أمّهما ممدّدة على الأرض. لم يفهم الولدان. استعانا بالجارة لإيقاظ الأمّ. للقضيّة طعمٌ مرّ: لكن الأمرّ والأقسى أن "بابا هو من قتل ماما". ضاقت لطيفة (46 عاماً) ذرعاً من زوجها العنيف والمدمن على المخدّرات والذي كان

إليكم قصة "لطيفة قصير" من لبنان. ثلاث سنوات مضت وجثّتها لا زالت راقدة بيننا. في 13 نيسان/إبريل 2010، دخلت "جنى" و"خليل" الى المنزل، ليجدا أمّهما ممدّدة على الأرض. لم يفهم الولدان. استعانا بالجارة لإيقاظ الأمّ. للقضيّة طعمٌ مرّ: لكن الأمرّ والأقسى أن "بابا هو من قتل ماما".
ضاقت لطيفة (46 عاماً) ذرعاً من زوجها العنيف والمدمن على المخدّرات والذي كان يسطو على مرتبها، فيما هو لا يعمل. ابراهيم يعنّف ويضرب عند كلّ صغيرة وكبيرة، فقرّرت طلب الطلاق. رفضت عائلتها والمجتمع. صبرت المرأة. لكن الزوج لم يقلع عن عاداته.
عاودت "لطيفة" إعلاء الصوت. اقتنعت العائلة على مضض. وبين مؤيد ومعارض ومتردد، وثرثرات محيطة، وبعد أخذ وردّ مع الزوج، تمّ الطلاق. حوصرت هي في القرار الصعب: أن تنتقل للسكن مع أهلها محميّة، وإنما بشرط ترك أولادها مع والدهم العنيف والمدمن.
سكنت وحيدة. تردّد عليها ابراهيم مرتين. حجّته أنه غير موافق على الطلاق ولديه "حقوق زوجيّة". كان لا بدّ من ضمانات. وقّع ابراهيم على تعهّد، لكنّه غاب ليعود "بفعاليّة" أكبر. دخل منزل لطيفة، اغتصبها ثم خنقها ثم اغتصبها مجدداً. ذهب الى السجن، وما زال ينتظر محاكمته.
هناك ولا شك "لطيفات" كثر في المنطقة العربية. فالطلاق خطّ أحمر، و"الزوج سترة وحصانة"، "ظل راجل ولا ظل حيطة"...والأدهى أنه حتى بعد مقتل الضحيّة تتكاثر الأصوات: "لو أنها صبرت وبقيت معه"، "كان عليها، كرمى لأولادها، أن تتحمل بعض الصفعات" (هي اضطرت مرات الى الذهاب الى المستشفى من اللكم) "لماذا قطنت وحيدة؟"، "أصرّت على الطلاق حتى ماتت"...ثمة هنا قهر تحميه عقليات وعادات ومفاهيم، وخصوصاً، خصوصاً تلك القسوة.
إنها البيئة الحاضنة. هناك جريمة محددة وخاصة، وجريمة عامة ومتمادية. تلك الأخيرة هي ما يهمنا. هناك قانون، وهو يلاحق ويحاسب القتلة، ولكن العقلية السائدة الجارفة والضاغطة، كما بعض البنود القانونية الاستثنائية، وكما تفسيراتها من قبل القضاة، كلها تخفف من اشتغال العدالة أو تلتف عليها.
القضيّة مطروحة لنتشارك الرأي. ماذا لو كنتَ أو كنتِ مكان "لطيفة" أو عائلتها؟ أيِّ "لطيفة" أخرى مرت من أمامكم، وماذا قيل عنها وفيها؟ وما الحلول...

تواصلوا معنا على:
arabi@assafir.com


وسوم: العدد 94