انقضى شهر أيلول/سبتمبر من هذا العام، من دون أن تَجُبْ «الصهاريج» الصغيرة، أو سيارات «الكيا» المزودة بخزانات معدنية، والتي يتقدمها عادةً موظفون تنتدبهم فرق حزب البعث، أو ينبثقون من وسط اللجان الشعبية.. الأحياءَ الواقعة تحت سيطرة السلطة، لتوزيعِ أوّل مئة ليترٍ من مادة المازوت، التي كانت توزّعها اعتباراً من شهر آب / أغسطس، كما اعتادت خلال العامين الماضيين. وعلى
السلطة المواظبة على خصخصة القطاع العام في زمن الحرب، لم تلذ إلى الصمت الذي يتيح لها قراءةَ نتائج وصفات «النيوليبرالية» التي عدّلتها جينيّاً لتوائم حاجات رموزها، بل مارست فعلاً هذيانيّاً أيضاً، وكأنها في مكان والبلاد في مكان آخر. كذلك لم تكن الحرب مناسبة واقعية تفرّج عنها كَرْبَ رؤيتها المأزومة، فتبيح لها مزيداً من التريّث ومن عقلنة خيار تثبيت أدوات
يُحكى أنّ رجلًا ذا عيونٍ زرقاء كان يتجول في أروقة متجر في أحد أحياء الرياض، وأنّ عيوناً مراقِبة رصدته وهو يلحق بامرأة ترتدي عباءة سوداء. هكذا بكل وقاحة، يلاحقها من مكانٍ إلى آخر حتى انتهى بهما الأمر على صندوق المحاسبة. لم تُطِقِ العيون المراقِبة ما قامت به العيون الزرقاء. مهمتها التالية هي المحاسبة. انقضت على فريستها وانهالت عليها بالشتم والصراخ، ولم يستطع أحد لوقت متأخر أن
المناهج الدراسية واحد من أهم جوانب أزمة التعليم في مصر، هذا من دون تجاهل تبعات عدم استقرار الأوضاع ومشكلات الكثافة وتدهور المباني التعليمية وخفض الإنفاق على التعليم. والمقصود إصلاح المحتوى التعليمي والعلمي للكتب الدراسية وليس الإصلاح المتعلق برفاهية الكتب الملونة المطبوعة على أوراق فاخرة بتكلفة عالية، قد لا نملك لها طاقة.بين العلم والعمل
انقسمت عمّان إلى مدينتين، وكان عنوان الانقسام طبقياً. فنشأت عاصمة الفقراء في شرقها القديم الذي يمثل مهد ولادة المدينة الحديثة عام 1909، تاريخ إنشاء أول مجلس بلدي. وفي غربها الحديث، الذي تعود نشأتهُ إلى ثمانينيات القرن الماضي قامت عاصمة الأغنياء.
وردتنا من المكتب الإعلامي لسفارة جمهورية مصر العربية في بيروت رسالة تعترض على مضمون مقالة الكاتب نائل الطوخي التي تحمل عنوان «فكرة القومية العربية في مصر: استخدامات متناقضة»، والمنشورة في العدد الماضي من «السفير العربي». تقول الرسالة إن
تعطلت حركة المرور في شارع رئيسي في كازابلانكا. وقفت عشرات السيارات تنتظر من دون أن يعرف احد ما المشكل. بعد لحظة ضجر مرّ حمار يجر عربة محملة بالكارتون... مر من دون أن يزعجه أحد لأن حتى سيارة تزيد قوة محركها عن مائة حصان تخاف الاصطدام به. وهو مستمر في أداء واحدة من وظائفه الاقتصادية. يوميا تجوب آلاف الحمير العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية. بعض الحمير قاطن في الأحياء الصفيحية
لطالما أُقيمت علاقة سببية بين ضعف الإبداع الأدبي والفني عموماً، والقمع البوليسي، بين الرقابة وغياب حرية التعبير. ولكن، وللمفارقة، ففي عقد السبعينيات من القرن الماضي، أي في عزّ حقبة «أعوام الرصاص»، كان الإبداع والتفكير عموماً، والنقاشات حول المشاريع المجتمعية، أكثر كثافة بكثير مما هو عليه اليوم. ومن دون الخلط ما بين الحراك والإبداع، يمكننا القول بكل ثقة، إن المرحلة التي يمر فيها
طوال الأسابيع الماضية عاشت غرداية، الواقعة في وادي ميزاب في قلب الصحراء الجزائرية، فتنة حقيقية بين سكانها الميزابيين (وهم إباضيون ناطقون بالأمازيغية) وسكانها غير الميزابيين المتكونين، بالإضافة إلى «الشعانبة» و«المدابيح» (وهي قبائل محلية ناطقة بالعربية)، من جزائريين وفدوا من مختلف أرجاء البلاد في إطار الوظيفة العمومية أو غيرها وكانت حصيلة المواجهات التي دامت أكثر من
لم تنفع العباءة ولا غطاء الوجه. أسقطت المملكة النظرية الذكورية بتحميل المرأة الأسباب الكاملة للتحرش بها. في أماكن العمل والأسواق، مدٌّ من الألفاظ والتصرفات الغريبة عن الصورة التي رسمها السعوديون في عقولهم للمجتمع المثالي، المحمي بالفصل الإجباري طوال أعوام. لم ينفع كل هذا، آلاف محاضر التحرّش اللفظي والجسدي المسجّلة في بيانات الشرطة، وقائع موّثقةٌ تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فتغضب
«الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق» قديم، نشأ في العام 1933. مع التغلغل الرأسمالي، وحاجات القوات البريطانية المستعمِرة إلى المواصلات والأبنية والجسور والبنى التحتية والموانئ وخطوط سكك الحديد، لتسهيل تنقلاتها وحركة قطعاتها، إضافة إلى بناء القواعد العسكرية والإنشاءات الملحقة بها، والاهم من ذلك البدء باستخراج النفط، وما يرافقه من نقل أجهزة ومعدات الإنتاج الفعلي لهذه الصناعة
أصبح " المكدوس"، وهو من الأكلات السورية القديمة المصنفة ضمن "بيت المونة"، حلماً يراود السوريين بسبب غلاء مكوناته. فثمنها قد يتجاوز متوسّط الأجر الأسبوعي للموظف أو العامل في سورا. قبل الثورة، كان من الصعب وجود بيت يغيب عنه "قطرميز" (اي المرطبان) المكدوس، فهو أحد أهم الأصناف الحاضرة في وجبات الفطور التقليدية في الشتاء، إلى جانب اللبنة والزيتون والزيت
مثلما يعدُّ سجنُ الباستيل في فرنسا الأكثر شهرة، رغم سجونها الأربعمئة، لكون نزلائه من المفكرين والقادة النبلاء، فإن سجن «نقرة السلمان» يعدُّ الأكثر شهرة في العراق، رغم انتشار السجون في المحافظات العراقية. والفارق بين تاريخ السجنين هو احتفال فرنسا بسقوط سجن الباستيل في الرابع عشر من تموز/يوليو، واعتبار هذا اليوم عيداً وطنياً، في حين أن سجن «نقرة السلمان» عانى الإهمال بعد