هذه مجموعة معطيات من نصّ بالغ الأهمية للصحافي البريطاني والخبير في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، جوناثان كوك، بعنوان "خارجون عن القانون في غزة: لماذا تساند بريطانيا والغرب جرائم إسرائيل؟"، يتطرق فيه إلى الأسباب التي وضعتنا اليوم أمام موقف لم نكن لنتخيّله قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بيوم.
يجب أن تُقرأ المطالبة الإسرائيلية بإخلاء مدينة غزة من سكانها (مليون نسمة) واجلائهم نحو جنوب القطاع على ضوء نموذج التطهير العرقي. وهو يقوم هنا على فكرة التهجير إلى مصر. وتؤكد الضغوط الغربية المسلَّطة على مصر لحملها على الموافقة على فتح "ممر انساني" باتجاه سيناء تماهي المجتمع الدولي مع الرؤية الاسرائيلية.
... لكننا نقرر على الرغم من ذلك أن نعيش، ونبدأ برصّ الأحلام من جديد. وحدها الأحلام قادرة على أن تنتشل قلوبنا بعدما أدمتها أصوات الصواريخ القريبة. وهي وحدها تزيد إيماننا بالغد ونصره.
شاهدوا التظاهرات المستنكرة للمذبحة الجارية بحق سكان غزة والطلبات المجنونة بتهجيرهم والغطرسة الاسرائيلية التي تقول "سنجعل قطاع غزة موقف للسيارات".
غضب غزة وبسالة شبابها أجبرانا على الإقرار بما رفض بعضنا طوال قرن رؤيته: الغزاة ضعفاء، وجيشهم الذي يعرف كيف يقتل الناس ويذلهم، لا يعرف المواجهة. أقام أهل غزة علينا الحجة. لقد جعلوا من دمهم ولحمهم معجزة تنفجر في وجه المحتل، فماذا نحن فاعلون؟ جوابنا على هذا السؤال هو ما سنرويه لأجيالنا القادمة، وهو ما سيسجله التاريخ لنا أو علينا.