في 2007، وفي وقت استعار النزاعات الطائفية العنيفة في بغداد وسائر المناطق، فاز المنتخب العراقي بكأس آسيا، وشاعت أغنية تقول: "شفتوا لاعب بالملاعب يلعب وإيده على جرحه؟ هذا لاعبنا العراقي من المآسي جاب فرحة". وبها تجلت قوة كرة القدم في العراق وأثرها شعبياً. فالمنتخَب الذي كان يلعب فيه يونس محمود (السني) وهوار ملا محمد (الكردي) ونشأت أكرم (الشيعي) كانوا يمثِّلون العراق الذي تعب من الحروب والحصار.
تعاني بغداد من ضعف كبير في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والنقل العام والصحة والتعليم، ويعتبر هواؤها من الأكثر تلوثاً، كما تعاني من التصحر، ومن بداية أزمة مياه بسبب جفاف نهر دجلة... ولا تمثل أسعار العقارات الواقع الاقتصادي الحالي، وإنما هي انعكاس لحجم الرثاثة والفوضى الذي تعيشه البلاد، بحكم الفساد المالي والإداري.
تفضح "اللعبة" سعي السلطة السياسية إلى التحكّم والمراقبة والاخضاع والتجيير. وهي مرآة تعكس أمراض البلاد (ديكتاتورية، تفاوت طبقي، نزعات جهوية، فساد) وكذلك وجهها الجميل: مريدوها المتيمون والغاضبون (بعنف أحياناً) والمقاوِمون والمبدِعون. تواجه السلطات في تونس اليوم أجيال المشجِّعين الأكثر صدامية في تاريخ كرة القدم في البلاد. ما يطالب به الألتراس هو نفسه ما يطالب به أغلب التونسيين: حقهم في الكرامة والبهجة.
في زمن الاحتلال من الجو، تُروِّج إسرائيل لصواريخ التعقُّب الإرشادي إسرائيلية الصنع التي يزن واحدها نصف كيلوغراما، بمفهوم "الطَرْق الآمن" على الأسقف. الشظايا الحارقة والمتفجرة والملتهبة تطايرت في كل اتجاه، دون أن تخلِّف كثيرا من الدمار "غير المطلوب"، حفاظاً على صورة أقل حدة للعنف الإسرائيلي.
معركة "المفاهيم" كانت أولى معارك النضال ضد التطبيع. خاض الكتاب والمثقفون المصريون معركة الانتماء القومي وواجهوا التشكيك في هوية مصر وانتمائها العربي. كما خاضوا مواجهة إعادة صياغة أسس النزاع وتبديلها لتكون مجرد مشكلات نفسية (سيكولوجية)، إضافةً إلى مواجهة تشويه تفسير التاريخ الإسلامي لتشبيه معاهدة كامب ديفيد ب"صلح الحديبية"، وتزييف كثير من المفاهيم الدينية اليقينية، لإقامة مُجمّع الأديان الثلاثة الشهير.