الإخوان في المغرب بخير، لا يشبهون إخوان الشرق. فقد مرت ثلاث سنوات على الحكومة التي يقودها "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي. بدأت الحكومة عملها في ظل معارضة ضعيفة وأجواء شعبوية كثيفة. فقد كانت قفشات رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران غير المسبوقة مستفزة لخصومه. وتلك استراتيجيا إعلامية هدفها أولا استدراج خصومه وإخراجهم من ملابدهم، وثانيا تركيز الأضواء عليه عبر مخاطبة الشعب بلغته اليومية
الثورة في مصر اليوم في موقف متعثر، تبدو الأرض من تحتها رخوة، قابلة لابتلاع أبنائها الذين يجتاحهم فقدان المعنى والجدوى.. وهذا يمكن رصده في مساحات كبيرة، تبدأ من كتابات وتعليقات العديد من المثقفين وكذلك الشباب في الفضاء الالكتروني، وتنتهي بأحاديث المقاهي بين الأصدقاء. هناك شعور عميق بالهزيمة أمام سردية الدولة العسكرية وانتصار مكوّنات الاستبداد والقمع على قيم الحرية والانعتاق.<font
تعرّفنا على يوسف عبدلكي، في البداية، من بعيد ومن دون أن نراه.كانت تلك سنوات حزبه الباكرة، وسنوات استعدادنا أن نستقبل بشغفٍ أساطيرَه الجاذبة التي كانت توسّع له مكاناً بين أحزاب قديمة وعتيقة ولدى جمهور واسع من الشباب. بيد أنَّ أسطورة يوسف في هذا الحزب، كانت بالنسبة إليّ على الأقلّ، أنا الطالب في أوائل دراسته الثانوية، أكثر متانة من كلّ أساطير الآخرين. كانت أسطورة يوسف مسنودةً
شهدت أيام رمضان أعمال عنف من تفجيرات ومفخخات وانتحاريين بطريقة فيها من القسوة ما يجعل منافذ الحياة اليومية للعراقيين تضيق أكثر فأكثر. فإن كان الفاعل مجهولاً كالعادة ـ وهو فاعل مؤثر وموجود ـ فإن هناك فاعلاً معلوماً آخر يمشي تحت أغطية مختلفة، منها ما هو رسمي، ومنها ما هو ميليشياوي. ونعني بذلك ما حصل أخيراً من إغلاق لمقاه وكافتيريات في منطقة الكرادة وبعض المناطق الأخرى من بغداد بقوة السلاح.<br
عاشت الجزائر بلا رئيس للدولة لفترة تزيد على الشهرين، من دون ان يمس ذلك بحاكميةٍ غدت منذ زمن طويل بلا تأثير على الواقع ولا أثر فيه. امضى عبد العزيز بوتفليقة سبعين يوما في مستشفى باريسي، وعاد مطلع رمضان الى البلاد في كرسي متحرك، واهناً جسديا كما يبدو. ولم تثر عودته أي اهتمام عام. فالجزائر ماضية في حياتها على وقع فضائح الفساد العديدة والشائعات عن وراثة الرجل الذي لم يؤثر غيابه...
لا نعلم علم اليقين كيف وصل النداء إلى الخليفة، أي خليفة الله على المسكونة، المشغول بخموره وجواريه وغلمانه، وإحصاء حنطة الفلاحين وعناقيد عنبهم وحفنات زيتونهم وخوابي زيتهم، وأنفاس الجوعى والمظلومين وأبناء السبيل. وصل على أية حال. وما من دليل على أن المرأة المظلومة قد لفظته بعربية ناصعة، في مكان ليس للعرب فيه ناس وأرض: وامعتصماه!!رغم ذلك لبّاه، بأسرع مما يعد له خَدمه عصائر الفاكهة،
وأنت في اليمن، لا يسعك إلا أن تقهقه ضاحكا حينما يسألك صديق لبناني إن كنت «تصوم» رمضان. الجميع في اليمن صائم في رمضان، بمن في ذلك غير المتدينين، الذين يقولون أمام عامة الناس إنهم صائمون. وعلى كل حال، فليس من مطعم أو حتى مقهى يستقبل زوارا في نهار رمضان. وحدهم من هم دون العاشرة من العمر بإمكانهم التمرد على الوضع.في اليمن، الصيام هو كاسر الاحتكار الوحيد الذي تمتلكه
في الأوّل من أيلول/سبتمبر من العام الفائت، وبمجرّد تسلّم أسامة المزيني منصب وزير التعليم في حكومة حماس المقالة، وتحت شعار «لا إله إلا الله، في غزّة أغلى راية»، بدأ تطبيق برنامج «الفتوّة» في صفوف المرحلة الثانويّة في المدارس الحكوميّة بقطاع غزّة المحاصر.البرنامج الذي جاء نتاج تعاون ما بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخليّة والأمن الوطني وكتائب الشهيد عزّ
هذا كلام عن المغرب ولكنه يتشارك في الكثير الكثير من صفاته مع سائر بلدان المنطقة.أعلنت وزارة التعليم المغربية على موقعها الإلكتروني نتائج البكالوريا. رغم ذلك، تزاحم الناجحون والراسبون أمام اللوائح في باب الثانويات. ذلك أن الإطلاع على النتائج فرديا في حاسوب أمر غير مفرح، بخلاف مشاهدة النتائج جماعيا. وهذا دليل على الأهمية الاجتماعية لشهادة البكالوريا.في حزيران/يونيو 2013، اجتاز 484
لأن العراق قريب من السماوات، تبقى أبوابه مشرعة أمام زيارات الشياطين والملائكة. المناخ يخزِّن بضاعته الكاسدة بين النهرين اللذين يقال إن جناحي جبريل خطتهما في العراق. وطقوس رمضان لم تشفع هذا العام في خفض الحرارة التي تجاوزت الخمسين ببضعة درجات. الرطب يحترق في عذوق النخل قبل أن يتحول تمراً. والشوارع تحوَّلت إلى حمّامات عامّة في الهواء الطلق، إذ لا يعدم شارعاً من عشرات رشاشات المياه المعلقة في
يعيش سبعون ألفا من الغجر أو « النّوَر» في الأردن، وفقا لأرجح الإحصائيات. يعيشون متمسكين بعالمهم الخاص، وكأنه محاط بأسوار عاليه تمنع دخول الأغراب إليه، كما تمنع خروج أبنائه منه. ورغم أنهم يتمتعون بكامل حقوق المواطنة ويحوزون جوازات سفر أردنية وبطاقات أحوال مدنية ويمارسون حقوقهم الدستورية كاملة، فهم منسلخون عن المجتمع الأردني، عصيون على الاندماج وغامضون.يؤرّخ لوجود النّوَر في
حسم الصراع بين بيت الشعر وبيت الحجر في الأردن لصالح الأخير. سيطر الحجر على المشهد العمراني، وامتد اثره إلى تفكيك النمط الاجتماعي الذي كان قائماً على مؤسسة العشيرة التي بسطت ثقافتها على المنطقة تاريخياً، وحملت على عاتقها إرساء أساسات الدولة الأردنية في عشرينيات القرن الماضي، وحماية وجودها وضمان استمرارها.الدولة التي ولدت من رحم العشيرة انحازت سريعاً الى الحجر، حيث دشنت منذ ثلاثينيات القرن
تعرضت صفية، وهي عاملة نظافة وأم لستة أطفال، لاغتصاب من قبل أربعة أشخاص، ومرت الحادثة دون أن تثير غضبا في المجتمع اليمني لأن الضحية تنتمي لفئة "المهمشين". وتعرض إبراهيم، الذي تخرج من كلية التربية في جامعة صنعاء، للسجن من قبل مشائخ قبليين في محافظة "حجة" بسبب قصة حب مع فتاة بيضاء وسعيه لخطبتها، وسجن لأنه من "المهمشين" أيضا. ثمة حوادث عديدة من هذا النوع تعكس وضعا اجتماعيا مختلا، يذكّر بحالة