«تمرُّد» في البحرين؟

لم يكن حكام البحرين بحاجة لانتظار وقوع التفجير أمام مسجد الرفاع في المنامة قبل أيام، كي يقرّوا حزمة مشددة من الخطوات العقابية والتهديدية تمهيداً لمواجهة «تمرُّد» 14 آب/أغسطس المقبل. فتشديد عقوبات «قانون مكافحة الإرهاب» ليس بجديد في الميني ــ مملكة، كذلك فإنّ توصية البرلمان بإسقاط الجنسية عن «مرتكبي الجرائم الإرهابية والمحرضين عليها» جاءت مضغاً لوجبة قديمة، وهو
2013-07-31

شارك

لم يكن حكام البحرين بحاجة لانتظار وقوع التفجير أمام مسجد الرفاع في المنامة قبل أيام، كي يقرّوا حزمة مشددة من الخطوات العقابية والتهديدية تمهيداً لمواجهة «تمرُّد» 14 آب/أغسطس المقبل. فتشديد عقوبات «قانون مكافحة الإرهاب» ليس بجديد في الميني ــ مملكة، كذلك فإنّ توصية البرلمان بإسقاط الجنسية عن «مرتكبي الجرائم الإرهابية والمحرضين عليها» جاءت مضغاً لوجبة قديمة، وهو حال حظر التظاهرات والاعتصامات والمسيرات والتجمهر في العاصمة المنامة. كان بمقدور السلطات الاكتفاء بالبيان المقتضب لوزارة الداخلية الذي حذرت فيه من أنها ستتعامل مع فعاليات موعد 14 آب/أغسطس على اعتبار أنها تدخل في نطاق الجرائم الإرهابية، واللبيب من الإشارة يفهم تداعيات ذلك التوصيف بالنسبة لمن يُمسَك به متلبساً «جرم» التظاهر أو التجمهر.
اجترار النظام لخيارات مجرَّبة في مواجهة جزء ليس بقليل من الشعب (الاعتقالات التعسفية وسنّ القوانين الهميونية ونفي المعارضين وإسقاط الجنسية عنهم بتهمة العمالة وتلقي تمويلاً اجنبياً، والقمع والقتل وإزالة دوّار اللؤلؤة من وسط المنامة ومنع التظاهر واستقدام قوات درع الجزيرة..)، يُقابل بضيق مماثل في خيارات المعارضين، في ظلّ إصرار غالبيتهم على عدم انتهاج خيار العنف من جهة، ودخول طيف واسع من أحزابهم وتجمعاتهم في بازارات التفاوض والحوار مع النظام، وما يُقال عن صفقة حيّدت إيران عن الملف البحريني من جهة ثانية.
أمام هذا العجز الشعبي المعارٍض، أتت ظاهرة «تمرُّد» المصرية كمصدر وحي للبحرينيين، مع اختيار تاريخ عيد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني موعداً لليوم الكبير. وحيٌ لم يقتصر على البحرينيين، بل طاول الفلسطينيين والتونسيين واليمنيين.
لم يعد أمام المعارضين في البحرين مجال كبير للفشل ولا لتجريب الخيارات المجرَّبة بعد مرور أكثر من عامين على انتفاضتهم، في حين لا ينطبق هذا المحظور على السلطة بما هي حاكمة ومحتكرة لأدوات العنف جميعها، بالتالي فإنّ نفَسها أطول بالضرورة من نفَس المعارضين وجمهورهم المرهَق.
هل كان قرار المعارض البحريني المقيم في القاهرة حسين يوسف القاضي باستنساخ تجربة «تمرُّد» المصرية موفَّقاً؟ البداية لا توحي بالأمل. حتى جمع التواقيع على العريضة «الإصلاحية» لـ«تمرُّد البحرين» تعذر على شباب الانتفاضة، فأسقطوه من نشاطاتهم. كما أنّ احزاب المعارضة نفضت أيديها من «تمرّد» البحرين، فاستحال الشرط الثاني للنجاح. ماذا بقي؟ تمنيات «مستنسِخ» الفكرة حسين يوسف من منفاه المصري بأن يتكرّر في البحرين سيناريو ما بعد 30 يونيو في مصر..فتستحيل التمنيات بائسة ساذجة.
            
 

للكاتب نفسه

«شجرة فوبيا»

أرنست خوري 2013-11-27

قام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) يوم الجمعة الماضية (22 تشرين الثاني/نوفمبر) بقطع «شجرة الكرسي»، وهي شجرة بلّوط تقع قرب بلدة أطمة السورية، يزيد عمرها عن 160 عاماً،...

ليبيا وضحكة القذّافي

أرنست خوري 2013-11-13

لم يعد لرئيس الحكومة الليبية علي زيدان ما يجرّبه في محاولة إحكام قبضة سلطةٍ مركزيةٍ ما على جزء من أراضي البلاد، إلا التلويح بورقتين انتحاريتين خارجتين عن نطاق الصلاحيات النظرية...

هكذا تكلّم "الصندوق"

أرنست خوري 2013-10-30

أخيراً، خرجت البشارة من بيانات صندوق النقد الدولي: أعلى معدلات نمو اقتصادي في أفريقيا (وربما في العالم) للعام 2013، سجّلتهما ليبيا (16.7 في المئة) ودولة جنوب السودان (69.6 في المئة!)....