باع أحفاد أحد الأعيان الأمّيين الحقل الذي زُرع فيه الشعير لعشرات السنين. تم البيع بثمن جيد بعد أن شقت الحكومة طريقاً بجانب الحقل. في ظرف ستة أشهر بنى مستثمران مدينيان فوق الحقل معصرة زيتون ومزرعة دجاج. صار الفلاح الذي كان يزرع الفول بجوار حقل الشعير بوّاباً للمعصرة وصارت زوجته التي كانت تعجن له بائعة خبز وشاي لزبائن المعصرة الذين ينتظرون دورهم. هكذا صار للرجل وزوجته دخل ثابت غير مرتبط
"القارب الذي لاح لي في النهر كان جثةً" - كمال سبتي في العام 2005، تساءل محمّد مظلوم، الشاعر والباحث العراقي، في أول صفحة من كتابه "عراق الكولونيالية الجديدة"، عما إذا كان الوضع يخص "عراق يتشكّل أم عراق يتقوّض؟". وعنوان الكتاب نفسه يختزل فحوى ما خلّفته الصواريخ المرعبة، والدمار الهائل، والموت الذي أدّت إليه سياسة الإدارة الأميركية في
تتنبأ الدراسة السنوية للجمعية الاقتصادية العالمية أن أكبر المشاكل في العام 2014 ستكون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتزامن مع التفاوت الاقتصادي والبطالة على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى مشكلات أخرى مهمة كالتغيير المناخي، والهجوم على الانترنت، وتسريب معلومات خطيرة ومغالِطة على الشبكة العنكبوتية الخ... يبقى أن النقطتين الأُول هما ما يهمان شعوب المنطقة أكثر، ويوحيان بأن هناك خطراً
هل ما كتبتَه في "قوانين القبيلة لتزويج سكان المدينة" مبالغ به؟ إذ هل يعقل أن تقبل فتاة أن يفحص طبيب عذريتها؟ وما الذي يجري حين يفحص الطبيب المحلف بنتا فيكتشف أنها ليست بكرا؟ بداية أؤكد أن طلب الشهود لإثبات العزوبية قرار إداري لوزارة الداخلية في مغرب 2013. وأما أصبع الطبيب فموثق بشهادات الفتيات اللواتي يضعن تقرير الكشف الطبي ضمن ملفهن الرسمي. وبالنسبة
حتى منتصف القرن السابق، لم تكن جداتنا بحاجة إلى حمل حقائب تحتوي على هواتف نقالة أو حواسيب أو أكسسوارت كضروريات، بل إن حقائبهن في الموروث الاجتماعي لم تتجاوز ما يطلق عليه "المّخبة" وهو جيب يحاك في ثوب "الدراعة أو الجلابية" التي يرتدينها فيحفظن فيها أشياءهن الصغيرة من نقود ومفاتيح وما شابه. كما درجت بعضهن على عادة لف نقودهن أو مفاتيحهن وربطها بطرف "الشيلة"،
... والكآبة والفصام يعمّان ويستقران يوما بعد يوم، وقودهما الحرب والإحباط والعنف. أما أنواع الفوبيا الاخرى فتتحكم بسلوك الفرد العراقي. من هو المريض يا ترى، ومن هو «العادي»، وما هي العادية؟6 ملايين مريض... على الاقلوتشير نتائج أول إحصاء علمي للأمراض النفسية في العراق أجري عام 2006، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إلى أن نسبة الأمراض النفسية في العراق تطال
لا تمتلك جماعة الإخوان المسلمين قدرة على «التخيل». وهي تجري مدفوعة كعربة طائشة نحو نهاية فكرتها، وتحولها إلى سلطة غاشمة متجبرة وغبية. لم تقدم الجماعة للحياة على مدار تاريخها مفكراً بارعاً أو أديباً مبهراً، بل كانت دوماً طاردة لأمثال هؤلاء. فهم إن التحقوا بها في شبابهم الغض معتقدين أنها لن تقف أمام طاقتهم الإبداعية وقدراتهم الفردية، سرعان ما يهجرونها حين يجدون أنها جدار أصم يقف
لا تكف إدارة التلفزيون، الجهاز الأيديولوجي الأكثر تعبيراً عن سطحية الأنظمة وتسويقاً لمبتذلات أفكارها، عن إظهار الناس بصفة الأغبياء، وكمادة صلصالية قابلة للتقولب مع المتطلبات الأيديولوجية للسلطة الحاكمة، بحسب راهنية الصراعات التي تخوضها، حين يسألهم المذيعون الأنيقون، متدفقو الكلام، عن الطائفية على سبيل المثال. تراهم بعدها على الفور، مرعوبين كطرائد مسالمة أمام اندفاعة كواسر لا مرئية. تجحظ
بوصول بشار الاسد الى الرئاسة السورية، حدثت عملية تغيير في بنية السلطة ستتضح ملامحها تدريجياً، وتتحقق على مراحل. وهي أنتجت مقاربة اقتصادية - اجتماعية ليبرالية أنجز الشطر الأعظم منها بين عامي 2005-2007، وسمي في أدبيات البعث بـ«اقتصاد السوق الاجتماعي».الخطة الخمسية التاسعةاعتمد الاقتصاد السوري في عهد حافظ الأسد على المساعدات الخارجية، وهذه نقطة ضعف رئيسية،
الفوسفات واحد من ركائز الاقتصاد التونسي، ولكنه يمثل من الناحية الاجتماعية قنبلة موقوتة كادت سنة 2008 تعْصف بنظام بن علي حين انتفض أهالي الحوض المنجمي (بالجنوب الغربي)، مُطالبين بحقهم في الشغل والتنمية والتوزيع العادل للثروات. وبعد 2011، تعددت الاعتصامات المُعطلة لإنتاج الفوسفات إلى درجة أن الحكومة أعلنت في نيسان/ابريل الفائت تعليق المفاوضات مع المُحتجين وأطلقت حملة إعلامية كبيرة لشرح
من بين الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات العديدة التي نظّمها قضاة المغرب في الفترة الأخيرة، كانت وقفة السابع عشر من الشهر الجاري، التي استضافتها محكمة الاستئناف في القنيطرة الأكثر تعبيراً عن المستوى الذي وصلت إليه أحوال الجسم القضائي في المملكة هي ،. وقفة نظّمها «نادي قضاة المغرب» تحت شعار «الغضب». والجمعية شديدة التمثيل للقضاة في البلاد. الجهة التنظيمية كانت راضية
عندما بدأت مجموعة من الصحافيين المتحمسين للعمل الاعلامي المستقل العمل في الجريدة قبل اربع سنوات، لم يدرك احد منهم ان الادارة العملاقة كانت تنظر لمطبوعتهم باعتبارها بوقاً لمصالح ملاكها، وليس كصحيفة «مستقلة».«يبدو أنه كان ينظر إلينا باعتبارنا واجهة لصاحب رأس المال، او منبراً يوفر مصدراً للوجاهة والسلطة له». هكذا تلخص لينا عطا الله رئيسة تحرير صحيفة «ايجيبت
لم تسفر الحروب التي خاضها العراق منذ 1980 ولغاية 2003 ـ اذا ما افترضنا أنه لم يخض حرباً بعد 2003 عن حصد أرواح البشر فقط، بل ان العديد من عناصر الحياة العراقية تعرضت للإبادة جرّاء تلك الحروب. وسقطت مفردات كانت تشكل ركائز اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية يقف عليها سقف الوطن العراقي، بفعل نيران الأسلحة وبفعل السياسات العسكرية وسياسات داخلية أخرى، من دون أن يتهيأ لتلك الركائز المنهارة الظرف