تبدو الصورة متناقضة من البداية. فإعلان الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، واتجاه إقليم كردستان بخطوات سريعة نحو الانفصال يؤذنان بأيام كالحات للمنطقة التي عرفت انها خزان الطاقة. والعلاقة بين التطورات الجيو ـ سياسية والطاقة ظلت طردية، فكلما ادلهمت الأجواء سياسيا وأمنيا انعكس ذلك على سوق النفط ارتفاعا في الأسعار بسبب مخاوف حقيقية أو متوهمة عن انقطاع الإمدادات. لكن، ومنذ أن صدم العالم في مطلع
الشاشات تمتلئ بأحاديث عن السيد الجديد وهيبة الدولة التي بعثت من الرماد لتهزم شبح الثورة اليافع بخنجر الحكمة وسيف السيادة وأوهام الاستقرار والأمن والأمان. قنابل تنفجر في قلب العاصمة وأخرى في المحافظات الكبرى كالإسماعيلية والدقهلية، الأمن يغلق شوارع رئيسية في أكثر مناطق العاصمة حيوية وازدحاماً. وزارة الداخلية تضع أسواراً فوق الأسوار وجدراناً فوق الجدران، حتى صارت حركة قواتها في محيطها شبه معدومة.
تمحورت العولمة والليبرالية الجديدة حول مسألتين أساسيتين: خارجية، من خلال فتح الحدود للبضائع والرساميل، وداخلية عبر الخصخصة وإخضاع كل المسائل الاقتصادية للسوق، أي إلغاء المساعدات والإعانات التي كانت تقدّمها الدولة (خبز، نفط...). على الصعيد العالمي، أدّت هذه الدينامية الجديدة إلى تحوّلات أساسية في البنى الاقتصادية والسياسية لمعظم الدول، ومنها بخاصة إضعاف أكثر الأنظمة،
المثل القائل إن الصدفة خير من ميعاد أصدق ما يصف حضوري لافتتاح المهرجان السابع للثقافة الصوفية في مدينة فاس المغربية. كنت في محطة سريعة لزيارة صديقة في المغرب، في طريق عودتي من بيروت إلى نواكشوط. فاكتشفت صديقتي أن موعد مروري يتزامن مع افتتاح هذا المهرجان. الحضور لم يستدع أي تردد، خاصة ان عددا من الصديقات سيحضرن من فرنسا للغناء أو المشاركة في حوارات الطاولة المستديرة، وأيضا سيكون المطرب
أصاب التصدع العلاقة بين شركاء وحلفاء الأمس، حمَلة المشروع الإسلامي، حماة الشريعة ، من تصدوا معا لكتابة دستور الدولة الإسلامية، وخاضوا معا معركة استلاب الدولة المصرية وتحويل مسارها باتجاه مشروع غائم يتسربل بالشريعة. وحدث ذلك رغم التدبير المحكم لرجل الإخوان القوي الذى ابتدع "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" كإطار يضبط به إيقاع السلفيين. ولكن هل كان السلفيون والإخوان شركاء
واحد وستون جامعة أصبحت منتشرة في البلاد، بددت أي شعور بالاحتياج للمزيد منها منذ انهيار المؤسسات التعليمية، بعد سقوط الدولة بداية التسعينيات. يقول أحد الأكاديميين ان الأوضاع أصبحت لا تطاق، إذ يكاد المرء «يتعثّر» بالجامعات لكثرتها في البلاد، وأصبح لا يفصل بين بعضها سوى أمتار قليلة.تكاثر الجامعات برَكة؟هكذا أصبح الحال في الصومال، حتى تكاد حالة
يبدو المشهد السوري موحشاً: في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه 23 مليون نسمة، هناك أكثر من 70 ألف ضحية، بمعدل خمسة قتلى في كل ساعة، و17 ألف أرملة، و40 ألف طفل يتيم، وما يقارب 200 ألف معتقل يتعرضون لصنوف مرعبة من التعذيب اليومي، ومليون لاجئ في دول الجوار، ثلاثة أرباعهم نساء وأطفال، بمعدل نزيف وصل في الشهور الأخيرة إلى 40 ألف شخص اسبوعياً، ومليوني نازح داخلي، وأربعة ملايين شخص يحتاجون...
إبراهيم الحمدي، رئيس يمني سابق حكم الشطر الشمالي من اليمن (قبل الوحدة)، خلال الفترة من حزيران/ يونيو 1974 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 1977 . السنوات الثلاث لحكمه، رغم قصرها، لم تزل راسخة في الوعي العام، إذ خرج شباب الثورة المناهضون للمبادرة الخليجية 2011 يهتفون «نحتاج نبياً أو حمدي... ينجينا من أفعى نجد»، مثبتاً لمرة جديدة أهمية قوة المثال في السياسة، تحفر في الوعي وتبقى.<br
وإنْ اختارت الدولة التونسية والأحزاب السياسية الرئيسية تثبيت الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2011 كتاريخ رسمي للثورة، إلا أن العملية الثورية لم تبدأ في هذا التاريخ، وهي لا تزال سارية المفعول الى الآن.
في العام 1963، كانت لدادا سلمى، الدرداء التي ناهز عمرها الـ95 عاماً، ابتسامة تعدي من حولها، فلا تتمالك إلا ان تبتسم. وكانت عيناها نافذة على حزن هذا العالم تحكيان معاناة سلالتها. فهي أمَة سوداء معتقة أمضت سنواتها الأخيرة في «مأوى للفقراء» في ضواحي طرابلس. وكان تجار الرقيق الليبيون قد اختطفوا دادا سلمى من قريتها في جنوب السودان في أواخر القرن التاسع عشر وهي بعد في الخامسة من
كانت سلطنة عُمان إحدى مفاجآت موجة الحراك الشعبي التي اجتاحت العالم العربي في الأعوام الثلاثة الماضية. قامت تظاهرات مطلبية، فقُمعَت بالحديد والنار بحجّة أن السلطان سارع إلى تنفيذ رزمة إصلاحات اجتماعية ــ اقتصادية ــ سياسية. وبعد مرور عامين على اندلاع الحراك الاحتجاجي في السلطنة الخليجية، يفنّد الناشط العماني نبهان الحنشي، في سلسلة مقالات لـ«المفكرة القانونية»، ماهيّة هذه
خرج السيد خالد عليوة من السجن، وذلك بترخيص مدته أربعة أيام ليدفن والدته العزيزة عليه. ورافقه في الجنازة عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول السابق، الاشتراكي. وقد كان عليوة وزيرا في حكومته. بالمناسبة تلقى تعزية من الملك. عبّر الزعيم الاشتراكي عن تأثره بالرسالة الصادرة عن ملك شريف علوي. بعد الرسالة الملكية كثر المسئولون المُعزون. بعد أربعة ايام رجع عليوة للسجن حيث يقبع منذ عام دون محاكمة بتهمة
على الرغم من طول واديها وأصالته، وخصوبة دلتاها ورحابتها، وكنوز بحريها ورمالهما، تضيق على أبنائها، وتحرم كثيرا منهم حق العمل كوسيلة للبقاء، حتى بعد أن انتفضوا ليذكروها بوجودهم وبحقهم في كل ما أفاض الله عليها من ثروات ونِعَم.الزراعة والامن الغذائيبطول 1532 كيلومترا، يجري نهر النيل في مصر، التي استقر في نفوس شعبها منذ آلاف السنين أنه واهب الحياة وشريانها، ومصدر الخيرات، والتي
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام والأسابيع الماضية، تكثيفاً للحملة الأمنية ضد ناشطين حقوقيين إصلاحيين، طالت قضاة ومحامين، ما أدّى إلى تعبئة عامة لمنظمات حقوقية عربية وأجنبية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، حيث وصل عدد ضحايا هذه الحملة الحكومية منذ النصف الثاني من شهر تموز/يوليو 2012، إلى 64 شخصاً لا تزال التهم الموجهة اليهم غير معروفة، وذلك من دون احتسـاب العدد غير المحدَّد لضحايا
في بداية أيلول/ سبتمبر 2012، جرت مقابلة بين منتخبي ليبيا والجزائر في الدار البيضاء بالمغرب. لعب الليبيون بخشونة. هذا ما تعلموه من القذافي. وحين خسروا اعتبروا ذلك إهانة. فما ان توقفوا عن ركل الكرة حتى شرعوا في ركل الجزائريين، وهذا ما تكرر في لقاء الإياب بالجزائر. في مصر، قُتل 74 شخصا في ملعب بور سعيد، وقد سُمّوا شهداء الكرة قياسا على شهداء الثورة. واضح أن العنف في ليبيا ومصر لم...