كنت صغيرة وأترك في البيت لرعاية أخويّ ليالي زيارة أبي وأمي لبيوت الأصدقاء للاستمتاع بغناء الشيخ إمام المحظور في القنوات الرسمية حتى اليوم – شكرا للذاكرة الجماعية وتسجيلات الكاسيت والساوند كلاود. فكلماته ما زالت تحمل غضبنا وأحلامنا.. قبلت الفرصة المتاحة لي لأكمل دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية. كانت أول رحلة لي أغادر فيها أرض الوطن وأبقى بعيداً عنه لمدة طويلة. غياب قد
أفرح الآن عندما يسألني أي شخص: من أين أنت؟، وأتمنى أن يسألني كلُ من يصادفني في الطريق هذا السؤال، لأجيبه أنا من هّنا، أنا من عراق المنشية.كم كان السؤال محيراً في زمن مضى، يوم كنتُ لاجئاً في الأردن، وكان يأتي السؤال محملاً باحتمالات كثيرة. كنتُ أجيب أنا من مخيم البقعة، لتنهمر الأسئلة بعد السؤال: من وين من فلسطين؟ أجيب: من عراق المنشية، ويتابع: وين عراق المنشية؟ وهُنا أُغرقُ في الشرح:
بحسب مجلة فوربيس التي تحصي أغنياء العالم، فإن ثروة أغنى رجل في المغرب زادت 600 مليون دولار في عام واحد، بين 2012 و2013، وانتقلت من 2.5 مليار دولار إلى 3.1 مليارات دولار. وهذا رقم مهول في بلد مثل المغرب. لتسليط الضوء عن الموضوع سألت أستاذا جامعيا في الاقتصاد: كيف أجد إحصاء عن الدخل وتوزيع الثروة في المغرب؟أجاب «جواب هذا غير موجود. لا توجد إحصاءات للأملاك والمداخيل». كل عام
دخلت أنظمة ما قبل «الربيع العربي» العولمة باكراً، ولو كان ذلك من الباب الضيق، وبتفاوت كبير. كان أنور السادات أول من رفع شعار الانفتاح الاقتصادي الذي نادت به «مدرسة شيكاغو» الليبرالية، هذه التي كانت التشيلي بعد اغتيال إلينده أول من طبق قواعدها. إلا ان نجاح السادات كان محدوداً جداً بالمقارنة مع نجاحات التشيلي آنذاك، فلم يتمكن الرئيس المصري من رفع الدعم عن
يزخر الخطاب النسوي الرسمي في البحرين، سواء في ظاهره أو في تجلياته، بالأنا المتضخمة حد الثمالة، مقروناً بالظاهرة الاحتفالية الفقاعة التي ما فتئت تنتشر ويتسع مداها وتأثيرها، وانما في محيطها ليس إلا. يمثل هذا الخطاب مشهداً من مشاهد تسليع الذات وتسويغها على مستوى الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، حيث يتمتع أصحابه بوسائل الهيمنة، من مال وإعلام. بيد انه يواجه آلاف النسوة المتشحات بالسواد،
في ساحة الأندلس وسط العاصمة بغداد، لا تبدو شيماء الوتار، صاحبة محلّ "زهور المايا"، متحمِّسة لقدوم يوم المرأة العالمي، لاسيما وأن هذه المناسبات أصبحت لدى العراقيين "ترَفيَّة". شيماء من العائلات المعروفة التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى. وهذه انمحت من خريطة المجتمع العراقي بعد أن عانت ما عانته في ظلِّ عقدين كانا سبباً في خلخلة الطبقات الاجتماعية في العراق. وبعد
لم يكن يخطر على الإطلاق في بال فاطمة ذات العشر سنوات، المفعمة بالحيوية والمنطلقة الضحكات، أن غياب شمس ذلك النهار الذي قطعت فيه والدتها لعبها مع أترابها بدعوتها الصارمة للدخول الى المنزل (الخيمة) ينذر بأن تغيب معه طفولتها أيضا. دخلت فاطمة مرغمة لترى أمها مرتبكة كعادتها منذ وعت فاطمة على الدنيا، ولتسمع "الحناية" المنهمكة في تحضير الحناء، تقول لها: هذا لك تعالي لأضع لك الحناء يا
واجهَ وضعُ المرأة المصرية، سياسيا واجتماعيا، مفارقة بعد انطلاق ثورة يناير. فهي تجد نفسها مهمشة ومقصاة عن دوائر صنع القرار، وإدارة الدولة، وتمثيل الشعب في غرفته التشريعية. الكثير من التجارب تخلص إلى أن فترات الثورات والتغيير يصحبها تراجع في وضع النساء نتيجة عدم استقرار الأوضاع، وتغليب النساء لانغماسهن في العمل الوطني على مطالباتهن الخاصة. وخلال العامين الفائتين بقيت النساء المصريات في
استيقظتُ وقد أعدتْ جدتي الفطائر، قبلتُ رأسها وجلستُ لنفطر، طلبت مني إحضار العسل، دهشت، سألتها "أين هو؟" قالت دون أن تضحك: "تحت الوسادة التي تنام عليها". هكذا كانت لحكايات جدتي فائدة عملية. حكايات تحذيرية أكثر مما هي مضحكة. حكايات لليقظة وليست لما قبل النوم. حكايات تقدم حقائق لا نكتشفها إلا متأخرين.
الخبر صحيح، لم يكن تلفيقًا ولا تشهيراً بداعية إسلامي يبثّ مواعظه الجليلة على شاشاتنا ويحثنا على تطبيق الشريعة. لمى، ابنة الخمس سنوات، راحت ضحية تعذيب متكرر من والدها فيحان الغامدي بحجّة أنه يشك بسلوكها. ابنة الخمس سنين التي لا تعرف غير ألعابها، خضعت جثتها لفحص عذرية، وتفهّمت هيئة حقوق الإنسان السعودي مخاوف الذكر الحاكم، ففحصوها ووجدوا أنّ الفتاة التي لم تبلغ بعد سن الدخول الى المدرسة ما
صفقت ناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة طويلاً للإنجاز التاريخي الذي حققته نساء الاردن خلال انتخابات مجلس النواب السابع عشر التي جرت في 23 كانون الثاني/ يناير 2013، حين تمكَّنت يومها من حجز ثلاثة مقاعد تنافسياً تحت قبة المجلس. بهذا الإنجاز، سجلت النساء حضوراً غير مسبوق في تاريخ المجالس النيابية في المملكة الذكورية، حين بلغن الرقم ثمانية عشر، الرقم الذي أتمه وصول خمس عشرة سيدة الى المجلس
كان عليّ أن أحتفي بيوم المرأة العالمي هذا العام بكتابة أكثر ذاتية بغية البعد عن الخطابية المطروقة والاقتراب من الحميمية. فقررت الكتابة عن والدتي: فاطمة أحمد بابكر أو بت احمد - كما اشتهرت.
محاولة لإسقاط السلطة في أواخر الليل ومن شرفة المنزلسيبدو الأمر غريباً، حين خرج «مواطن» إلى شرفة منزله في أواخر الليل ليسقط السلطة بصوت عال، مطلقاً عليها أوصافا شنيعة. لم يُسَمِّ رموزها بأسمائهم الحقيقية بل بما يدل عليهم، ويستطيع معرفتهم عموم السوريين دون عناء. لن يسأله أحد من أبناء حيّ «بستان الباشا»: لماذا لا يخرج في تظاهرة، من
في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2007، فاز العداء البحريني مشير سالم جوهر في سباق الماراثون في إسرائيل، فأصبح بذلك أول رياضي من بلد عربي يشارك في بطولة رياضية إسرائيلية. لم يفرح البحرينيون بمنظر مواطنهم وهو يحمل علم بلادهم في إستاد طبريا الرياضي. بل قابلوه بضجة استنكار، سارع بعدها اتحاد ألعاب القوى البحريني لشطب اسم ذلك العداء من قوائم الاتحاد، وقررت السلطات سحب جواز سفره وتجريده من اسمه
لرمضان في اليمن سمة خاصة من حيث أنواع الأطعمة، والحنين إلى التدين، وبروز التكافل الاجتماعي، غير أن التمايز الطبقي يبقى سائدا في وجبات تأخذ التسمية نفسها.اجتماعيا، لا يزال كثير من اليمنيين يحافظون على عادات متوارثة إذ يحملون إفطارهم في رمضان، ويتوجهون إلى المسجد قبل أذان المغرب، ويتجمعون هناك في حلقات، ويخلطون الأطعمة للاشتراك في وجبة الإفطار السريعة، ويدعون إليها الموجودين في المسجد. ويشمل
كانت ظهري دوما، وسندي. طغاة يحكمونها أو أبطال، يخونون ويضحون، يخطئون ويصيبون، نظام يرتهن شعبه، إلا أن البلاد تلك هي ظهري وسندي، وركن الأمان: مهما حصل، فدمشق ستبقى، دمشق سترفعني إنْ أنا سقطت، حتى وإن كانت هي من أسقطني. على وقع المدينة السرمدي أحيا أيامي في قيظ الصيف وبرد الشتاء القارس. في المنزل المزنّر بالياسمين كما كل منازل المدينة - مدينتي - التي تفرض نظامها عليك: متى