منذ أشهر، يتظاهر سكّان محافظات إقليم كردستان نتيجة للأزمة الماليّة، واتساع حالة الفقر، وتأخر دفع رواتب الموظفّين، فضلاً عن الاحتجاج على استمرار الأزمة السياسية التي يشهدها الإقليم بسبّب تمسّك مسعود بارزاني بمنصب الرئيس برغم انتهاء ولايته في آب / أغسطس الماضي. وقد سقط في تظاهرات 9 تشرين الأول / أكتوبر قتيلان، ناهيك عن الجرحى إثر القمع المستمر للتظاهرات من قبل القوات الأمنية الكردية.
قضيتُ طفولتي ومراهقتي، أستمع لحكايات أبي عن الإسكندرية التي عاصرها في طفولته، غير مصدق لما أسمع.. لم أعتد أبداً أن أتهم أبي بالكذب في أي شيء يرويه على مسامعي، لكني كنت معذوراً في شكوكي. كنت أستمع إلى أبي وهو يحكي عن ترعة "المحمودية"، التي كانت موضع رزق وخير وفير للصيادين، وممراً للسفن، تحمل البضائع من السودان، مروراً بقرى وبلدات صعيد مصر في مجرى النيل، ليتسابق تجار الإسكندرية إلى خطف
في ساحة شهيرة في قلب الدار البيضاء، يتجمع عشرات الشباب يرفعون شعارات تندد بالغلاء والفساد ويطالبون بالتغيير وإسقاط النظام... يصل مراسل تلفزيوني ميداني لينجز ريبورتاجاً عن الشباب الثائر. يسأل المراسل بعض الواقفين في الساحة: لماذا أنت هنا؟ ما رأيك في «حركة عشرين فبراير»؟من اللحظة الأولى يكتشف سطحية الأجوبة وتشابهها. حينها يدرك أن ما يصوره لن يتجاوز ما هو سائد ومستهلك في
في بداية شهر هذا الشهر، تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن أحد المسؤولين في وزارة الصحة الكويتية عن مشروع يهدف إلى إخضاع الوافدين لفحص طبي للكشف عن المثليين والمتحولين جنسيا. وأضاف المسؤول ان بلاده ستقترح هذا المشروع خلال اجتماع اللجنة المركزية لبرنامج العمالة الوافدة لبلدان مجلس التعاون الخليجي الذي سيعقد في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في سلطنة عُمان. ولم يكشف المسؤول الكويتي عن نوعية الإجراءات
اعتصام «باردو» هو تجمّع بشري في ساحة عامة، له مطالب سياسية واجتماعية. فسيفساء من الناس ناهضت التمييز على كل أساس، واحتضنت كل الأطياف: نساء ورجالاً، شيبا وشبابا، ومشايخ، وجمعيات مدنية وأحزابا، وكذلك فرقا فنية... ولكن أكثر ما يميز الاعتصام هو حضور شباب الملاعب، أي انضمام عامل ضغط جديد متمثل في جماهير الألتراس إلى القوى الشبابية الفاعلة في ساحة الاعتصام.كانوا يمرّون امامنا لا
من علو سطح منزل متهتك، في حي ينتشر فيه الفقر كوباءٍ مزمنٍ بإحدى قرى الاحتجاج الشعبي، تتحرك الكاميرا بثبات، تلتقط تسجيلاً مرئياً وصوتياً لامرأة شابة تتدثر بعباءتها السوداء، عزلاء تحتضن يدها يد طفلها ذي الثلاثة أعوام، تجره خلفها، تسير غاضبة ملوحة بكف يدها تجاه فرقة مرتزقة راجلة قوامها يفوق الخمسة أفراد وسط حي سكني، مدججين بأسلحتهم من (رصاص شوزن ومطاطي، قنابل غازات سامة وهراوات). سلاحها
للمائدة التونسية مكوناتها الأساسية التي تَجمع كل الجهات وكل الطبقات الاجتماعية على حد السواء. تعنون المائدة في تونس بالتمر والحليب أو اللبن، وعادة ما تكون التمور من نوع "الدقلة" اي من افخرها وأغلاها، وهو ما يعبر عنه لدى الجميع بأنها سنّة النبي محمد (ص). ثم نجد طبق "الشروبة" الذي يتنوع من حيث مكوناته الأساسية. ففي مدينة قفصة بالجنوب التونسي، تتكون "الشروبة" من حساء
إذا كان "الاتحاد العام التونسي للشغل" قد شكل خلال مرحلة الدكتاتورية ملجأً للمعارضين السياسيين، فإن السؤال الذي يطرح هو التالي: هل ستكون تلك الأحزاب السياسية قادرة على التواجد خارج نطاق الاتحاد؟
لم يدر بخلد المهندسين والفنيين الذين نصبوا أوّل ماكنة كهربائية في العراق عام 1917 في بناية "خان دلة"، أن أبناء جلدتهم سيعانون قيض الصيف القاتل وبرد الشتاء القارس نتيجة شح التيار الكهربائي، خاصة أن أولئك المهندسين والفنيين تمكّنوا خلال أشهر معدودة من ذلك العام، من نصب مكائن أُخرى تعمل على الديزل في مناطق متعددة منها السرايا، وشريعة المجيدية، والمستشفى الرئيسي في الباب المعظم،
يقل عدد أفراد العائلة الخليفية عن أربعة آلاف شخص، إلا إن حصتهم من الوزارات هي 40 في المئة، بالإضافة إلى رئاسة مجلس الوزراء واثنين من ثلاثة نواب للرئيس. وتشمل الوزرات المخصصة للعائلة الحاكمة جميع الوزارات السيادية (الخارجية والدفاع والداخلية والمالية والعدل إضافة للمواصلات). وتتكرر هذه الحصة في توزيع المناصب العليا في الداخلية (35 في المئة)، والدفاع (50 في المئة)، والهيئات القضائية (27 في
تندّر الاردنيون في الماضي على واقع الفساد المستشري بطرفة تقول "الاردن أقوى دولة في العالم، لم تنهر رغم كل السرقات والنهب". لكن الخوف من الانهيار طغى على المزاح. فقد بدأت مقدماته بأزمة اقتصادية خانقة سجل الدين العام فيها لأول مرة 19 مليار دولار نهاية العام 2011، بينما أعدّت الحكومة الموازنة العامة للعام 2012 بعجزِ متوقع بلغ 4 مليارات دولار.يُعلق الاردنيون آمالاً على كشف الفساد ومحاسبة
تبرز في السعودية مجموعات شبابية جديدة بدأت تدير الحراك الاصلاحي بمنهجية وأساليب مبتكرة. وهذا يعاكس ما كان سائداً منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى فترة مخاض الانتفاضات العربية، حيث كانت النخب الثقافية والسياسية في السعودية، بكل اتجاهاتها، هي المبادرة في قيادة الفعل الإصلاحي.فقد سببت محدودية فرص التعبير عن الرأي في السعودية وانخفاض سقف المتاح أمام المواطنين للإفصاح عن آرائهم بحرية،
سيبدو من قبيل المفارقة المحزنة أن بلداً نفطياً مثل العراق يقع 23 في المئة من سكانه، أي سبعة ملايين نسمة، عند خط الفقر. وهو ما رصدته منظمات دولية، واعترفت به ما يُسمى بـ "الاستراتيجية الوطنية" في الحكومة العراقية التي أخذت على عاتقها "التخفيف من الفقر ودراسة مستوياته بين الريف والمدينة" لتقديم الحلول الممكنة، بما يحقق مستوى آمناً من العيش في بلاد افترعها نهران عظيمان وقبعت على بحيرات هائلة من
نشأت لدى فلسطينيي 1948 ظروف حياتية ناتجة عن استراتيجيات تشويه ممنهجة، حادّة ومُركّزة، مارسها الاحتلال الاسرائيلي، تقابلها مقاومة سياسية مرتبكة تتشتت بين التأثر بالمجريات السياسية (التي خرج المجتمع من دائرة التحكم بها لأنها ارتهنت بحركة الاحتلال)، وبين وقائع الحياة اليومية التي تحتم تواطؤا مع المؤسسة الإسرائيلية. لم يوجد يوما مشروع يوحد العرب الفلسطينيين في الداخل، لا سياسيا ولا ثقافيا، بل هي
المهمة الأولى المُلقاة على عاتق المصريين الراغبين بنجاح ثورتهم المستمرة، هي اللعب على التناقضات الموجودة بقوة بين القاعدة الشعبية لجماعة "الاخوان المسلمين" وقيادتهم الانتهازية من جهة، وبين "الاخوان" والجيش من جهة أخرى. قد تكون هذه أبرز خلاصات التحليل الذي يقدمه الناشط المصري حسام الحملاوي، في مقاله على موقع "جدلية" (<a
في المغرب، ومع انطلاق الاحتجاجات الأولى، بدءاً من 20 شباط/ فبراير 2011، رفع الشباب شعار "الشعب يريد إسقاط الفساد". ولترجمة هذا الشعار عملياً، ظهرت لجان وتنسيقيات شعبية لمكافحة الفساد. ما هو البند الأول في جدول أعمالها؟ تطهير مدن صغيرة وأحياء شعبية من الدعارة. كيف؟ بمضايقة "عاملات الجنس" في مناطق اشتهرت بتقديم هذه الخدمة بجودة وأسعار لا تنافس! بعد مدة، بدأت النتائج في
عادة ما تطرح الثورات أفكاراً جديدة. أفكار الحركات السياسية المنتصرة في العالم العربي معروفة في جانبها السياسي والقانوني، داعية للاعتماد على الشريعة والديموقراطية كأساس لتنظيم الدولة والمجتمع. أما برامجها الاقتصادية، اذا وجدت، فلا تزال أقلّ وضوحاً. ما يوحي بأنّ هذه القيادات الجديدة لا تملك طموحات وأفكاراً جديدة، بخلاف ما كانت حال الحركات السياسية السابقة في المنطقة. ففي