شباب الالتراس في اعتصام حي باردو بتونس

اعتصام «باردو» هو تجمّع بشري في ساحة عامة، له مطالب سياسية واجتماعية. فسيفساء من الناس ناهضت التمييز على كل أساس، واحتضنت كل الأطياف: نساء ورجالاً، شيبا وشبابا، ومشايخ، وجمعيات مدنية وأحزابا، وكذلك فرقا فنية... ولكن أكثر ما يميز الاعتصام هو حضور شباب الملاعب، أي انضمام عامل ضغط جديد متمثل في جماهير الألتراس إلى القوى الشبابية الفاعلة في ساحة الاعتصام.كانوا يمرّون امامنا لا
2013-09-04

حسان حاجبي

باحث من تونس


شارك

اعتصام «باردو» هو تجمّع بشري في ساحة عامة، له مطالب سياسية واجتماعية. فسيفساء من الناس ناهضت التمييز على كل أساس، واحتضنت كل الأطياف: نساء ورجالاً، شيبا وشبابا، ومشايخ، وجمعيات مدنية وأحزابا، وكذلك فرقا فنية... ولكن أكثر ما يميز الاعتصام هو حضور شباب الملاعب، أي انضمام عامل ضغط جديد متمثل في جماهير الألتراس إلى القوى الشبابية الفاعلة في ساحة الاعتصام.
كانوا يمرّون امامنا لا نلمحهم ولا نميّزهم عن باقي الشباب المرابط بساحة باردو، ولكن شيئا ما يعيدنا الى الملاعب، الى مدرجات الترسو أو الدرجة الثالثة. ربما الهتافات والالحان، وربما اللباس ذو الالوان الفاقعة، وخاصة اللون الاحمر، أو ربما تحركاتهم في جماعات.
ترتفع الاغاني والهتافات، قصائد شعبية لها ايقاع ولحن. لم يكن هناك منشد واخرون يرددون، بل كان الكل يغني بصوت جماعي متناسق، أغان صيغت لتُغنّى جماعة، ولتحرّك احساس سامعها. قد تكون عفوية لكنها تنبئ عن تجربة كبيرة في الانشاد والهتاف، وعن دراية بقضايا المجتمع وحراكه السياسي.
«لسنا هنا صدفة، نحن ابناء الاحياء الشعبية، كنّا مِحرار الثورة وقدمنا الشهداء، وكما يريد السياسيون ايصال اصواتهم، نحن كذلك هنا للتعبير عن آرائنا». هكذا كانت كلمات أحدهم للإجابة على سؤال «ماذا يفعل ابناء « الفيراج» في الاعتصام»؟ واكمل: «لا نحضر هنا باسم جمعيتنا الرياضية وانما كأفراد لاقتناعنا بهذا الاعتصام. ولكننا احيانا نردد شعارات واغاني وُلدت في مدارج المباريات الرياضية، وهي لا تختلف عن باقي ما يُردّد هنا». يتقدم شاب اخر ويقول: «ماذا تركوا لنا؟ حتى الكرة حُرمنا منها. مبارة يتم الغاؤها أو نُمنع من دخولها، واخرى يسودها العنف لغياب الامن، أو يتم قمعنا فيها بدرجة اكبر من العنف الذي يمارس احيانا في المسيرات الاحتجاجية». وعلى كل حال، فشباب الالتراس أو « الفيراج» ليسوا خارج سياق الحراك الاجتماعي والسياسي في تونس: «نحن جزء من الشعب». والغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم الفرق الرياضية، وهو الشكل المعتمد في مدارج الملاعب، نجده في اعتصام باردو، باهازيجه الشعبية التي تؤثّر احيانا كثيرة في الشعارات التي يرددها المتظاهرون: تتلاصق مجموعة من الشبان، تترابط الايدي على اكتاف الاجساد فيتحوّل الحشد الى صفّ واحد، وبقفزات خفيفة متتالية يطلق الشباب رقصتهم التي يتبعها الانشاد والغناء.
مشهد الشماريخ أو الشعلة النارية التي تميز الالتراس في العالم كله، كان حاضرا ايضا في اعتصام باردو، ليس بشكل يومي بل لمرافقة عمليات الحشد التي دعت اليها المعارضة، وآخرها مساء يوم 24 آب/ اغسطس الفائت، مع انطلاق اسبوع حملة «ارحل».

مقالات من تونس

كيف تعيش تونس الحرب على غزة؟

آخر الشهداء التونسيين مع النضال الفلسطيني محمد الزواري، المهندس التونسي الذي اغتاله "الموساد" أمام بيته في مدينة "صفاقس" (وسط شرق تونس) في كانون الأول/ديسمبر 2016. يومها اكتشف التونسيون ان الشهيد...

للكاتب نفسه

السكن في تونس وأزمة الرهن العقاري

حسان حاجبي 2015-07-23

خلال الأربع سنوات الأخيرة، طرحت في تونس اسئلة "جديدة" تتعلق بالسكن: فهل أزمته مشابهة لازمة المليون عقار المعد للبيع دون مشترٍ في اسبانيا؟ الأرقام في تونس اشارت الى نصف مليون....