ما لنا وما علينا

حسناً، لن نبقى منشغلين بأنفسنا. ولكنه إغراء البدايات. استُقبل العدد الاول بالترحاب. سجل له، علاوة على تنوعه، أنه "جاد" و"متقن"، وهي صفات بديهية يبدو أنه قد جرى الاعتياد على افتقادها. قيل لنا انه "إضافة نوعية" في الصحافة العربية، وان للسفير العربي شخصيته، وانه مجدِّد يقدم قراءات متداخلة المناهج للظواهر المعيشة. وأفرحنا أنه جرى الانتباه الى العناية التي أوليناها لاختيار اللوحات والصور، والتي قُصد
2012-07-11

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

حسناً، لن نبقى منشغلين بأنفسنا. ولكنه إغراء البدايات. استُقبل العدد الاول بالترحاب. سجل له، علاوة على تنوعه، أنه "جاد" و"متقن"، وهي صفات بديهية يبدو أنه قد جرى الاعتياد على افتقادها. قيل لنا انه "إضافة نوعية" في الصحافة العربية، وان للسفير العربي شخصيته، وانه مجدِّد يقدم قراءات متداخلة المناهج للظواهر المعيشة. وأفرحنا أنه جرى الانتباه الى العناية التي أوليناها لاختيار اللوحات والصور، والتي قُصد منها أن تكون نصوصا إضافية وليس مجرد تزيين مرافق أو تعبئة فراغات لضرورات إخراجية. كما انتُبه الى الخدمة الاضافية المتمثلة بتقديم فنانين ـ شباب بشكل خاص ـ من العالم العربي، وافقوا جميعهم على منحنا حق نشر أعمالهم، مما غمرنا بالدفء. وسعينا كذلك لتوفير أعمال أُنجزت خصيصا للملحق. وفي الحالتين، قدّمنا عناوين مبدعيها عندما أمكننا ذلك. ورُحِّب بعملنا على اختيار مدونات كان عددها في الورقي محدودا، بخلاف الالكتروني. وقدمنا مواقع ومراكز أبحاث تعجبنا أو نتعاون معها. لفت الأنظار النص حول المسلسلات التركية، بسبب رشاقة أسلوبه وطراوته في تحليل الظاهرة (المهمة)، وبسبب "التحوير" الطريف والذكي في صورة جمال باشا السفاح واسمه، الذي خدم الفكرة. ولكنه استمر مقروءاً كنص قائم بذاته، بينما قصدنا منه أن يثير إجابات وإضافات فيصبح "تفاعليا". وهو ما لم يفت وقته بعد.
لم يفاجئنا استحواذ نص "لماذا ثارت حمص" لميشيل كيلو على العواطف والانفعالات... وكثرة القراءة (عدة آلاف منذ اليومين الأوْلين). ورغم أننا كنا قد قررنا عدم ممارسة الرقابة المسبقة، فقد اضطررنا أحيانا الى إلغاء بعض التعليقات النابية عليه. ومن جهة ثانية، فإن التوقع، وإدراك أهمية الموضوع السوري، لم يمنعنا من التحسر على غياب مقدار مشابه من الاهتمام حول سائر النصوص، وإنْ غير السجالي، لاعتقادنا بأهميتها.
وبعكس بعض النقد الذي طال الإخراج الورقي للسفير العربي، لجهة "ثقله" أو "تقليديته"، نال الموقع الالكتروني إجماعاً على جمال وأناقة تصميمه، ووضوحه. قال البعض إنه "يشبه المواقع الاجنبية"، ولا ندري ان كانت ذلك مديحا فهو يستصغر إمكاناتنا. وأما الاصدقاء من المستعربين فوجدوا الايقاع الاسبوعي مهولاً، إذ يلزم وقت لقراءة كل ذلك واستيعابه.
فاجأنا تزايد الدخول على الموقع، الذي راح يتصاعد وبلغ مئات من اليوم الاول، ثم آلافاً بعد أيام قلائل، رغم ان الصدفة شاءت ان يتلازم يوم انطلاقنا مع بدء مسلسل الانقطاعات في الانترنت في لبنان، حيث قاعدتنا اللوجستية (وهناك أحكام للواقع لا يمكن التفلت منها أحياناً!). وقد أربك الشرط التقني اللبناني عملنا، ولكننا، خلا ذلك، نسعى ألا يؤثر وجودنا في لبنان على إطلالتنا المتساوية على العالم العربي، كل العالم العربي.
ها نحن نقدم العدد الثاني مستفيدين من تلك الملاحظات، التي نأمل أن تستمر في الوصول إلينا. فنحن نحتاجها بقوة.

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...