منتصفَ هذا الشهر ، دخل"العنف" في سوريا عامه السادس. معظم الاحصاءات تتحدث عمّا يفوق 220 ألف قتيل منذ بداية الاحتجاجات المناهضة للسلطة، وآخرها إحصاء المرصد السوريّ لحقوق الانسان الذي يقول أن ثلثهم من المدنيين وأنه من ضمنهم ما يفوق 11000 طفل و7000 امرأة. نظرتان لم يخضع مفهوم العنف، عموما، لدراسات مستقلّة. إنه مفهومٌ ظلّ
السّجن بتُهمة الكتابة، عبارة من ثلاث كلمات فقط، ولكنها ذات وقع مؤلم ومُرعب في الوقت نفسه. في بعض الأحيان يكتب أحدهم تحريضاً على الكراهية والعنف أو ما يدعو للعنصريّة والتصنيف بين البشر، ولكن هؤلاء قليلاً ما نجدهم قابعين في سجون بلداننا العربيّة. فالكتابة التي نتحدّث عنها كتُهمة ووصمة تلصقها النيابة بكاتبٍ ثم تصدّق عليها المحكمة مضيفة إليها عقوبة، تقع في الغالب في إطار سياسي أو ديني.
في صحار، حاضرة عُمان الشمالية، المدينة التي انطلقت فيها الأحداث الاحتجاجية المطالبة بالعدالة الاجتماعية في 26 شباط/ فبراير 2011، تمّ محو "ميدان الإصلاح"، حاضن تلك الاحتجاجات ومسرحها المفتوح، والذي لم يكن في واقع الحال دواراً مركزياً يربط جهات المدينة الأربع ببعضها البعض فحسب، بل مَعبراً محورياً لكتلة بشرية ضخمة، بكل المفاهيم الحضرية الحديثة. وانتصبت بديلاً عنه كتلة خرسانية كبيرة لجسر
.. "لأنَّها (الثورة العربية) تتوافق مع أهدافنا المباشرة، المتمثّلة في تفكيك الكتلة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وتحطيمها، ولأنَّ الدول التي سيقيمها (الشريف حسين) خلفاً للأتراك لن تكون بالضارّة بنا.. بل إنَّ العرب أقلّ استقراراً من الأتراك، وإذا ما جرى التعامل معهم على النحو الملائم فسيبقون في حالٍ من الفسيفساء السياسية، نسيجاً مؤلّفاً من إمارات صغيرة غيورة
ثمّة حيلة بسيطة وسهلة وفعّالة، ابتكرها "العالم الحُرّ" لخصخصة أيِّ قطاع عمل حكومي: دمّره أوّلاً.. وانزل به إلى الدرك الأسفل من البؤس ثمَّ سلّمه إلى شركة خاصّة. هكذا يُضمن بأن يكون الحلّ ملموساً لدى عامّة الناس، مُتفادياً في الوقت ذاته الحاجة للتمحيص في مسببات تدمير هذا القطاع وتسريح عمّاله. والحال هذه في دول منضبطة لا تسأل مسؤوليها عن حيلة الخصخصة.. فكيف ببلد تحكمه الفوضى مثل
موت الترابي مؤشر إلى نهاية مرحلة في تاريخ السودان. مرحلة ما بعد ثورة تشرين الأوّل/ أكتوبر 1964 الشعبية التي أطاحت بالحكم العسكري الأول..
أعلن صندوق النقد الدولي بأن استمرار العجز في ميزانيات دول الخليج عموماً، والسعودية خصوصاً، سيؤدي إلى تآكل أغلب احتياطياتها النقدية. فالاحتياطي النقدي السعودي والبالغ الآن حوالي 654 مليار دولار، سيتبخر خلال خمس سنوات إذا استمر الحال على ما هو عليه، أي على فرض استقرار معدل سعر برميل النفط على 50 دولاراً، وبقاء معدلات الإنتاج بدرجاتها المرتفعة البالغة حوالي 5. 10 مليون برميل يومياً. وجاء هذا
الحرب معارك إذاً. تأتي هذه المعركة محملة بخبرات كل ما سبق، حتى لو بدا غائماً، وبآمال حول كل ما يمكن أن يأتي حتى لو بدا شبه مستحيل. إنها معركة يرى المنادون بها فى مصر، الأطباء، أنها لم تكن يوماً ـ ولم تصبح ـ ضد شخص أو كيان أو نظام، بل هي ضد فكرة ومن أجل فكرة. هي بنظرهم معركة "البالطو" الأبيض على جسد الطبيب والدم الأحمر بعروق المريض، في مواجهة...
وجوه السوريين تغيّرت بعد آذار 2011، صارت ملامحها أكثر تحفّزاً وهي تقترح مساءلاتٍ خاطفة كلّما تبدّل لون البلاد، وازدادت أصبغتها كثافةً، وزاد معها عبث الدول بمصير سوريا المتكوّر عاجزاً تحت ظلّه.. وهذا استطالَ من جَدَلٍ دوليٍّ أعمى لم يَقُد إلا لموت الخطوات، خطوات السوريين المنقسمة بين معارِضةٍ للنظام أو مواليةٍ له. خمس سنوات رَصدت فيها وجوه الناس يقيناً لا يجيء. فلا النظام سقط، ولا عادت
نداء الجمعيات الأهلية المصرية: تعرب المنظمات الموقعة أدناه عن بالغ استيائها وإدانتها الشديدة لاحتجاز الباحث والصحفي إسماعيل الإسكندراني مما يعد انتهاكا وتقييدا لحريته، وذلك عقب عودته من ألمانيا الأحد 29 نوفمبر الثانية ظهرا بمطار الغردقة، وتطالب بإطلاق سراحه بشكل فوري دون شروط، وتحمل السلطات مسؤولية عودته سليما لعائلته. وتم احتجاز إسماعيل لأكثر
يرتبط تاريخ الجزائر بالكثير من النّسوة اللّاتي أصبحن مضرباً للأمثال في الشجاعة والبطولة ابتداﺀ من "الكاهنة"، مرورا بـ "للا نسومر"، وصولا إلى جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي وغيرهن.. هؤلاء النسوة أصبحن أيقونة ومصدرا للإلهام لكل الأحرار في العالم. إلى جانب هؤلاء النسوة تنتشر آلاف البطلات المنسيات، تمتلئ بهن أرض الجزائر، نساء يواجهن الحياة يوميا بشجاعة وقوة، من أجل إثبات
ربما لا تكون أعداد المنتحرين في مصر ضخمة، لكن بالنظر إليها من زاوية أخرى غير إحصائية، وبالمنظور المجتمعي العام، فهي تعطي مؤشرات على تحول في بنية الشخصية المصرية التي باتت حسب خبراء الصحة النفسية ميالة للاكتئاب والسوداوية، كما أنها تدق ناقوس الخطر حول وجود أزمات سياسية واقتصادية حادة في المجتمع لا تستطيع فئات كثيرة التعاطي معها، والتكيف مع وطأتها، فضلا عن أن البُعد الديني الذي كان يعوَّل عليه
تنميطان من الهوية يسكنان سردية المستشرق الكلاسيكي: الأول، التنميط المركزي الهوياتي الذي تكون فيه ذات المستشرق خاضعة في العمق إلى عقدة التفوق (الهوية الموجبة الغربية)، والثاني، التنميط الطرفي الذي تُشكّل فيه ذات المستشرق صوراً عن الشرق، موضوع التشريق والتخيل، حيث تكون درجات دونية هذه الصور مرهونة حتماً بقوة المركزة للتنميط الأول (الهوية السالبة الشرقية). بمعنى، كلما تكثفت الصور الدونية
لطالما وجدتُ تسليةً في إشارة خطاب التنمية الرسمي الفلسطيني والدولي إلى «الدور الريادي للقطاع الخاص» في فلسطين. لأن ذلك يفترض مسبقاً وجود (وربما تهديد) «قطاع عام» بالمعنى التقليدي للكلمة، حيث تمتلك الدولة مؤسسات اقتصادية أو تجارية أو مرافق عامة وتقوم بتشغيلها. لكن الاقتصاد الفلسطيني كان على الدوام ولا يزال برمّته اقتصاد قطاع خاص، ولذلك يبدو هذا المصطلح
اندهش ممثلو هيئات عربية ودولية أثناء جولة لهم في موريتانيا منذ أيام، من واقع المجاعة الذي يعاني منه الناس في مناطق زراعية رعوية ما زال سكانها يعيشون على وسائل بدائية ويعتمدون في شرابهم على مياه الآبار التي يتم جلبها على عربات الحمير. ودعت منظمات دولية بينها من يتبع للأمم المتحدة، إلى توفير دعم عاجل لإنقاذ أكثر من مليون موريتاني في جنوب شرقي البلاد مهددين بالمجاعة في غضون الأسابيع القادمة
لا تكف إدارة التلفزيون، الجهاز الأيديولوجي الأكثر تعبيراً عن سطحية الأنظمة وتسويقاً لمبتذلات أفكارها، عن إظهار الناس بصفة الأغبياء، وكمادة صلصالية قابلة للتقولب مع المتطلبات الأيديولوجية للسلطة الحاكمة، بحسب راهنية الصراعات التي تخوضها، حين يسألهم المذيعون الأنيقون، متدفقو الكلام، عن الطائفية على سبيل المثال. تراهم بعدها على الفور، مرعوبين كطرائد مسالمة أمام اندفاعة كواسر لا مرئية. تجحظ