في التاسع من آذار/ مارس الماضي، اجتمع التونسيون لدفن شهداء الوطن الذين سقطوا في المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل يومين في مدينة بن قردان الحدودية. كان التضامن حقيقياً، فالوحدة تجاوزت المناطق والأجيال والطبقات الاجتماعية كافة. بدا التونسيون مرتاحون لمشهد سكان بن قردان ينتفضون في وجه "إرهابيي" داعش ويثبتون انتماءهم لـ "الأمة التونسية"، على الرغم من
تتوالى أنباء أولئك الفارّين من معيشة ضنك في مصر إلى الشاطئ الآخر من المتوسط بحثا عن حياة لا تشبه الموت. أنباء عن توقيفهم، ليُعيدوا المحاولة من بعد مرات، أو غرقهم - مع أحلامهم البسيطة - في البحر، بعد أن استقلوا قوارب غير صالحة في رحلة هجرة غير شرعية. أطفال في شهر تشرين الاول/أكتوبر الماضي، صرحت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج بأن مركبا
صاحب دراجة يدور في المحور عكس عقارب الساعة، آخر يتجاوز شاحنة من جهة اليمين ثم يعرج بسرعة لجهة اليسار ليتلافى السيارة التي أمامه. النتيجة قطعة ثوب أبيض تغطي النصف الأعلى لجسمه وخيط دم أفعواني يمتد نحو السائق في انتظار سيارة الإسعاف.. على خلفية الشاحنة ومقدمتها كتابات وعظية مثل "احترم تُحترم" و "عين الحسود فيها عود" و "في العجلة الندامة"... تقف سيارة رياضية
(...) وبالتالي فلن أعيد نشر ما كتبته سابقا. أود فقط إضافة ثلاث نقاط: - الأولى هي أنني اعتبر إسماعيل نموذجا ساطعا لأجمل وأشجع ما في هذا الجيل من المصريين والمصريات، جيل الثمانينيات. هذا جيل نشأ في ظل الخواء المباركي، وانهيار التعليم، وانسداد أفق العمل السياسي، واستفحال أخلاق وسلوكيات اقتصاد السوق النيوليبرالية. وبالرغم من كل هذه الظروف القاتمة، فإن اسماعيل، شأنه شأن الآلاف غيره الذين
لا تفهم إسرائيل الفلسطينيين إلا كمعطيات أمنيّة. وعليه فإن المنطق الوحيد للتعامل مع المجتمع الفلسطيني هو منطق الهرميّة العسكريّة والأوامر السياسيّة. وتفرض هذه العقليّة على المجتمع الصهيوني قيوداً، بحيث تتحوّل الصحافة والبحث والفكر السياسي في إسرائيل إلى أجهزة وظيفتها إعادة صياغة خطاب الجيش والحكومة بمستويات مختلفة، بينما تختلف التيارات السياسيّة في إسرائيل (جميعها) على تأويلات الخطاب العسكري
استمرت القدرة الشرائية لليرة السورية تتآكل خلال سنوات الحرب، وهي معادلة أرخت بظلالها على الجميع. أغلب دخول السوريين تهشّمت داخل تلك المتوالية القاسية من الحذف. وموازنات الأعوام الثلاثة الأخيرة تشهد على ذلك وعلى سواه من انهيار الاقتصاد اعتباراً من منظومته الإنتاجية، وصولاً إلى منظومته المالية التي تداعت تباعاً بما يشبه النزف البطيء بعدما وصل سعر صرف الدولار خلال الشهر الأخير من العام الفائت إلى
في خضم المعارك وحملات الترافع التي خاضتها الحركة النسائية المغربية في بداية التسعينيات من القرن الفائت من أجل إصلاح مدونة الأحوال الشخصية، برزت قضية العنف ضد النساء، وبدأ الاهتمام بالظاهرة بمختلف أشكالها، وبضرورة العمل على التصدي لها. تمّ تأسيس أول مركز للاستماع والدعم النفسي والقانوني للنساء ضحايا العنف بمبادرة من فعاليات المجتمع المدني سنة 1995 بمدينة الدار البيضاء. وقد تلتها
طلب عدد من النواب من المُحاضر الخبير في "الاتيكيت" أن يحدّثهم عن الزي المناسب لـ "الحريم" في البرلمان. وعلى الرغم من حضور ما يزيد على 20 نائبة تلك الجلسة، لم تعترض أيٌّ منهن على الكلمة، التي تدل على التقليل من شأن المرأة. وتبدو اتجاهات النائبات داخل البرلمان في استطلاع عشوائي لأولوياتهن.. بعيدة عن هاجس التصدي لمشكلات النساء في المجتمع المصري.
بدا العراقيون لحظة نيسان / أبريل عام 2003 في العراق، حين أسقطت دبابات الاحتلال الأميركي تمثال صدام حسين وسط بغداد، وكأنهم أمام لوحة "بازل" كبيرة بعد أن تهدّمت لوحة "الحزب الواحد" الذي ما فتئ يضيف القطعة تلو الأخرى لبازل البطش. لم يلقَ أهل بلاد ما بين النهرين حينها سوى قطع متناثرة لا تصلح لتكوين مشهد مكين لمستقبلهم "الجديد" التالي لدولة البعث. وفيما كان العالم
الكتابة، ابتداءً،عملية ذاتية. إنّها أيضا جهد تراكميٌّ يخضع، إلى حد بعيد، لمؤثرات موضوعية تتصل بالحقل السوسيولوجيّ. ولهذه العملية صفة التركيب. فالظاهر أن الفرد (الكائن الاجتماعي) يحدس بذاتية عالية إذ ينشئ لغة أو خطابا. ويكون نفس هذا الخطاب تعبيرا أو انعكاسا لمجالات واستخدامات لغوية قد تشكلت عبر الجماعات وخلال أمد زمني موغل. إنها استخدامات تتحكّم بالخطاب المفترض، تنوعا أو تفرّدا أو تظهيرا
أمس، أوقفت ميليشيا الحوثيين في صنعاء الباحث المتميز والرصين، ماجد المذحجي، أثناء اعتصام نفذه مع رفاق له للمطالبة بكشف مصير موقوفين ومختطفين ومخفيين قسراً في اليمن. والمذحجي هو المدير التنفيذي ل"مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية"، وهو كمناضل معروف من أجل حقوق الانسان، كان قد شارك بقوة بعدة حملات للاعتراض على توقيف ناشطين من صعدة
العام 1982، عشية تقطيع أوصال الجهاز العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية وما يرتبط به من بنى مدنية وعسكرية في لبنان، لم يتوانَ حتى الودودين من نقّاد أدائها عن وصفها، بأنّها كانت «دولة داخل الدولة». كانت إدارة منظمة التحرير الفلسطينية، إلى حين خروجها إلى جميع أنحاء العالم العربي نتيجة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، قد قاسمت الدولة اللبنانية السيادة على رقعة كبيرة من البلد طيلة
لعل كلمة "فوضى" هي أفضل توصيف للحالة التي يعيشها القطاع السمعي والبصري في الجزائر. فوضى في كل شيء: في القنوات، في البرامج، في القوانين، في التنظيم. فالقنوات الفضائية الجديدة هي قنوات جزائرية عمليا لكنها قنوات أجنبية قانونيا، ورغم أنها تنتج برامجها داخل الجزائر إلا أنها تبثها انطلاقا من خارجها. ويبدو أن هذا الوضع الشاذ لن ينتهي إلا بعد صدور المراسيم التنفيذية لقانون الإعلام الجديد الذي أقره
قبيل أسابيع من بدء أول انتخابات نيابية مصرية تُنظَّم على ضوء الدستور الجديد، دارت حركة واسعة في معظم الأحزاب المدنية التي تُقدِّم البديل الثالث للمعادلة المفروضة على الواقع المصري: إما العسكر، أو الإسلام السياسي.
هو حداثي على صعيد المرجعية المُعلنة، جذري على مستوى الخطاب، عريق وشْريف وذي حسب ونسب على مستوى الأصل، يساري على صعيد الشعار، متبرجز على مستوى الذوق، طيب مع الجميع، يريد أن يناضل من دون أن يسمي الأشياء بأسمائها، من دون اتخاذ موقف وإعلانه، يريد أن يُرضي الجميع دفعة واحدة، فينتهي رخوا ومائعا ورجراجا ومقرفا. لديه طموحات كبيرة وإمكانيات هزيلة، لذا تفرغ لإدارة «الفهلوة»، تربكه