من خلال حصار غزة، تنجح إسرائيل في إفراغ جيوب وخزائن الغزيين من المال على نحو مضّطرد، فيما تتحكم لحد كبير في توزيع الدخل فيه عبر قدرتها على السماح والمنع بما يخص دخول المال لغزة، وتستخدم إجراءات المنع والسماح هذه كجزء من منظومة الثواب والعقاب الاسرائيلية المسلطة على رقاب الغزيين (والفلسطينيين عموماً) في إطار سياسات تطويعهم وقمع تمردهم.
دسستُ في جيبه ألف ليرة سورية، وأنا أعيد تذكيره بضرورة إنجاز "بيان قيد عائلي" بالسرعة الممكنة، والانتباه إلى تدوين الديانة والطائفة بشكل صحيح. من الضروري استكمال أوراق العائلة والسفر إلى بيروت، فموعد مقابلتنا في السفارة البلجيكية بعد أيام، وسوف نغادر حلب مكرهين. الهجرة إلى أوروبا صارت أمرأً واقعاً، عبر طرق أبواب السفارات والقنصليات الأجنبية، أو باللجوء إليها عبر سماسرة قوارب الموت
استيقظنا صباح الأحد 25 تشرين الأول/ أكتوبر على بداية شتاء هذا العام مصحوباً ببعض الأمطار في القاهرة. ولكن فجر اليوم ذاته في الإسكندرية بدأ بنوة "رياح الصليبية" وأمطار ثلجية وعواصف رعدية. في ساعات قليلة تراكمت الأمطار ومياهها في شوارع المدينة وملئت المنازل بارتفاعات غير مسبوقة مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي وشلل تام في حركة المرور. كما توفي تسعة مواطنين غرقاً بسبب سقوط كابلات
بين الصحراويون والمعاناة قصة قديمة لها فصول عديدة. وآخر مشاهد تلك القصة، في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، غضب الطبيعة وزيارة الفيضانات لمخيماتهم في مدينة تندوف الجزائرية، حيث تسببت التساقطات المطرية التي تواصلت على مدى أسبوع في هدم ما يزيد عن 11 ألف منزل ليتحول نحو 50 ألف لاجئ الى العراء، من أصل 125 ألفا يسكن أغلبهم بيوتاً مبنية من الطين، بينما يسكن بعضهم في خيام توزع عليهم كل
في رواق معهد إسباني بطنجة معرض صور من تاريخ المدينة، أفيشات أفلام قديمة تحمل اسم طنجة وصور لزيارة الإمبراطور الألماني غيوم الثاني سنة 1905، حين كان يأمل أن تكون له حصة في احتلال المغرب.. طنجة محظوظة، دخلها الأجانب مبكرا وصنعوا لها تاريخا بصريا صمد للزمن. يتبدد التأريخ الشفوي فيتحول أو ينقرض، بينما يحفظ الأرشيف المصور التاريخ بأمانة. وحيث يعبق التاريخ يأتي السياح، وحيث يأتي السياح يتجمع التجار
منذ أشهر، يتظاهر سكّان محافظات إقليم كردستان نتيجة للأزمة الماليّة، واتساع حالة الفقر، وتأخر دفع رواتب الموظفّين، فضلاً عن الاحتجاج على استمرار الأزمة السياسية التي يشهدها الإقليم بسبّب تمسّك مسعود بارزاني بمنصب الرئيس برغم انتهاء ولايته في آب / أغسطس الماضي. وقد سقط في تظاهرات 9 تشرين الأول / أكتوبر قتيلان، ناهيك عن الجرحى إثر القمع المستمر للتظاهرات من قبل القوات الأمنية الكردية.
بدأ المهندسون الألمان بتشييد محطة بغداد عام 1910، وهي ثاني محطة قطار في مدينة حلب بعد محطة الشام الواقعة في حي الجميلية، أمام المبنى الحديث لمديرية المالية، قبل إزالتها في 1950. واستكملوا أعمال البناء، بتشييد جسر معدني في منطقة الصيرفي، ملاصقاً لمعمل العوارض الإسمنتية التابع للسكك الحديدية، كما شيدوا جسراً اسمنتياً في منطقة الشيخ طه، وأنشأوا على جهته الغربية مجموعة من الملاجئ الحربية.
تشير التطورات التي يشهدها السودان في جانبي الحكم والمعارضة، معطوفة على بعض الأحداث الإقليمية، الى احتمال اتجاه البلاد نحو تحقيق سلام داخلي ينبع في الأساس من حالة الضعف والإنهاك التي تعتري الجميع، واضمحلال الخيارات بما فيها تلك المدعومة من المجتمع الدولي. فمنذ أسابيع قليلة، في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، افتتحت أعمال الدورة الأولى للحوار الوطني التي تستمر ثلاثة أشهر، تقاطعها
في كانون الأول/ ديسمبر 1985، وقف الجنرال فيدالا وثمانية من كبار مساعديه أمام المحكمة في الأرجنتين بتهم التعذيب والقتل والخطف، وهي الأفعال التي وقعت خلال فترة حكمه كرئيس للأرجنتين من 1976 إلى 1981. قبل تاريخ المحاكمة بسنوات، كان الجنرال - الرئيس يحظى بدعم شعبي غير مسبوق بعد أن أطاح النظام السابق، بدعوى إنقاذ البلاد من التردي الاقتصادي ومحاربة إرهاب الجماعات المسلحة. خلال فترة حكمه وحتى انتهاء
"يجمد العمل بالقرار الوزاري الخاص بإضافة عشر درجات للمجموع، والخاص بطلاب شهادة الثانوية العامة هذا العام".. كان هذا هو نص البيان الذي أرسله مكتب رئيس الوزراء إلى كافة وسائل الإعلام منذ أيام. وكان وزير التربية والتعليم قبل صدور هذا البيان بساعة واحدة، قد أعلن أن تفاصيل تطبيق قرار العشر درجات سوف يطال أيضا المدارس الخاصة، ومن لا يلتزم منها سيتم "تأميمه"، أي وضعه تحت الإشراف
لا تكتفي ثيمة "حقوق الإنسان" بأن تستفز الأنظمة الحاكمة في منطقة الخليج وحسب، ولكنها تواصل إثارتها للجدل عندما يعتري الناس، بسطاء الناس وعامتهم، الخوف منها ومن المجهول الذي يقف وراءها. لِمَ ذلك؟ هل الأمر حقاً إلى هذه الدرجة من الخطر؟ كيف تتحول فكرة نبيلة كالمطالبة بالحقوق إلى شيء مُخيف، يهابه الناس ويتجنبون الحديث عنه؟ هل المسألة مرتبطة بـ "ذات" الفكرة
أدّى الربيع العربي على العموم إلى تغييرات مهمة، لكنها ليست جسيمة من حيث تحسّن القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية في المنطقة. ومن الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الإصلاح. وحتى في بلدان مثل تونس ومصر، نجد أنَّ الإحباط الناجم عن غياب التغيير قد تصاعد بشكل واضح. ويبدو أن الجماهير العربية تربط كثيرا فشل الإصلاح بضروب النفوذ الدولي. منذ عهد الاستقلال، كان للصراع الدولي والتدخل الأجنبي
"الحوار المجتمعي" هو الاصطلاح الذهبي الذي يصلح أن يكون عنواناً لكل إجراء اقتصادي ـ خاصة إذا كان تقشفياً ـ تعتزم الحكومة المصرية الإقدام عليه. المصطلح يشير الى سلسلة من اللقاءات وورش العمل تعقد مع ممثلين لجهات تمثل بدورها قوى اجتماعية متباينة، يفترض تبعاً للمنطق انها تملك وجهات نظر مختلفة، ان لم تكن متناقضة، بحسب طبيعة المصلحة الاجتماعية التي تمثلها. ولكن الأمر خلاف ذلك تماماً
برغم أنه فجعنا بمصارحتنا أن قمر العشاق ليس إلا مكاناً معتماً وبارداً، مليئاً بالحفر والتضاريس، إلا أننا كنا نزداد تعلقاً به وبدروسه. مدّرس العلوم الطبيعية اليساري الذي كان يجرؤ أن يتحدث عن الجسد بعد صراع دموي بات يُشار إليه بعبارة محايدة: "أحداث الثمانينيات" في سوريا، ليخبرنا أنه ينبغي معرفة خارطة الجسد قبل خارطة البلد! وهل يتحرّق المراهق إلى معرفة شيء أهم من الجسد وتحولاته؟
لطالما سرّني، كأستاذ، أن ألتقي فلسطين المعاصرة في صفّي من حين لآخر. وما أعنيه بفلسطين المعاصرة هو الجيل الحالي والجيل الأصغر اللذين ينتمي إليهما طلابي. وثمّة نزوع، يفرضه شعورنا الوطني القوي، إلى طمس الفوارق بين الأجيال، كما لو أننا جميعاً من جيل واحد. لكني أعلم، من أحاديث سابقة مع أجدادي، أنَّ ذلك ليس صحيحاً. فحين يتحدثون عن فلسطين، أتساءل إن كان خرف الشيوخ قد لازمهم طوال الوقت. ما هذا المكان
للاجتماع الديني في سيناء خصوصية تاريخية تميزه عن نظائره في وادي النيل، بل يكاد يكون في معظمه أكثر التصاقاً وتأثراً بمجريات الأحداث في فلسطين مما يجري في العاصمة المصرية ومدن قناة السويس وريف الدلتا. لعل تلك الخصوصية هي التي أنجحت مساعي تنظيم القاعدة، أخيراً في 2010، لإنشاء فرع له في مسقط رأس زعيمه المصري، أيمن الظواهري، بعدما فشل مبعوثه، محمد خليل الحكايمة، في هذه المهمة عام 2006. حاول
في قاعة الدرس، يوم 24 كانون الاول/ديسمبر 2012، كان الأستاذ يكتب على السبورة، فهاجمه تلميذ من الخلف بسلاح ابيض... طعنه عدة مرات. سقط الأستاذ أرضا وهرب التلميذ. كان الحدث صدمة، وقد زار رئيس الوزراء ووزير التعليم الاستاذ الجريح لأنه يقطن في ضواحي العاصمة. يوم الثاني من كانون الثاني/يناير 2013، قُتل تلميذ على يد زميله في مؤسسة للتكوين المهني بمدينة سلا، الملاصقة للرباط العاصمة. وقد تعرض الضحية