ينهض السوريون كلّ يوم منقسمين حول سبب خراب بلادهم، يمدّهم ضوء النهار في أوّله بهداياتٍ شحيحة تضيء لهم صوابيّة الضفة التي يقفون عليها، تجعلهم يزيلون، أيديولوجياً على الأقل، مكوّنات الضفة الأخرى. يصير "الآخر" جزءا من خصومتهم مع حياتهم العاثرة، وأحياناً يصير كما لو أنه السبب في بلائهم. السوريون الباقون في بلادهم منقسمون أيضاً حول نصيبهم من حصص الدمار والموت اليومي، الجغرافيا تحددها لهم،
يُشْكَل الحديث عن الوعي الصحي في مصر. والعلة في ذلك كثيراً ما تعود لارتفاع معدلات الأُمية، وانحسار قنوات التثقيف الصحي المعتمدة، كما افتقاد ثقافة التعرف على السلوكيات والعادات الصحية لاقتفائها كنمط للحياة، واقتصار تذكرها حال المرض الذي يكشف في لحظته عن تعدد مسالك الاستشفاء المتبعة في المجتمع بتعدد الطبقات والثقافات. فالثقافة المجتمعية المحيطة لم تعفِ ـ حتى - المرض من فرض بصماتها التي تتجلى في
ظلت موريتانيا بلد الحق والعدل حتى وهي تحت حكم المستعمر الفرنسي الذي نصب بالرغم من جبروته قضاة مشهود لهم بالعدل والورع. ومع استقلال البلاد عن فرنسا عام 1960، حدث تطاول على القضاء. عاشت موريتانيا بعد الاطاحة بالرئيس المختار ولد داداه (وهو محامٍ من الرعيل الاول)، فوضى عارمة أصبح خلالها القضاة مجرد عمال بسيطين تحت إمرة الضباط الذين باتوا يقتصدون في القانون، فلا يدان إلا الضعفاء ولا يمثل
المشهد السياسي المصري الحالي غاية في التأزُم والارتباك، ومحاولة فك طلاسمه مهمة صعبة، في ظل الصراع المستتر في ما بين الأجهزة الأمنية السيادية، صراع مصالح ونفوذ وقوده الإعلام، ومن ضمن أدواته التحركات الشعبية. أطلَّت تلك "التحركات الشعبية" من جديد على المشهد السياسي المصري بعد مرحلة "التمرد" التي أطرت إسقاط الرئيس الأسبق محمد مرسي. لكنها هذه المرة ليست لإسقاط السلطة
العبارة يرددها الرئيس السيسي في كل مناسبة. يقولها مبتسماً هادئاً، في وطنٍ يعصف به الحزن والفوضى، بين ملاحقات أمنية لكل من اشتبه في أنه إخواني أو جار أو صديق لإخواني، وبين تراجع في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. مرّ عام على وصول السيسي الى الرئاسة ولم يتغير الكثير. موجات "الأمننة" مستمرة، وبات التعامل الأمني مع كل شيء هو المتصدر للحياة في البلاد، حيث يتم إلباسه بشكل ظاهر أو
اعتاد اليمنيون، حتى وقت قريب، على وضع ثلاجات أو حاويات بلاستيكية بالماء البارد أمام منازلهم ومحلاتهم يشرب منها المارة في الشوارع وعابرو السبيل كسلوك اجتماعي تحث عليه الشريعة الإسلامية، بوصفه نوعاً من الصدقة والزكاة على المال. مع بدء العمليات العسكرية لـ "عاصفة الحزم"، شاع في المجتمع اليمني نوع جديد من الصدقة الجارية أو ما يعرف محليا بـ "السبيل". إنه التصدق بالكهرباء.
حين دخل "داعش" إلى الموصل ظنّ الجميع أنهم جاءوا بطريقة عشوائية، وأنهم سيحتاجون وقتاً طويلاً لتأسيس وجودهم في المدينة. لكن داعش كان قد جهزّ لكل شيء، ويحمل معه "أدوات الدولة" كاملة حين دخل، وعلى دراية كبيرة بأوضاع الحكومة المحلية والإدارية، وبالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. كان لديه إرث نصّي ومعرفي كبير بأوضاع الموصل، واستناداً إلى ذلك جاءت أفعاله في ملء الفراغ الذي
انصبّت مفاوضات الصخيرات في المغرب، التي تُعد الجولة الأخيرة ضمن المفاوضات الجارية بين القوى السياسية الليبية برعاية المبعوث الأممي السيد برناندينو ليون، على إصدار مسودة رابعة للاتفاق السياسي الذي سيُعدّ في حالة إبرامه أساساً للخروج من الأزمة الحالية. وقد كانت هناك محاولات تتوخّى التوقيع على تلك المسودة الرابعة كصيغة نهائية للاتفاق السياسي في برلين في 10 حزيران/يونيو، ضمن سياق الاجتماع المنعقد
اعتقل البوليس شابتَين في العشرين من العمر في سوق إنزكان INZGANE الشعبي منتصف حزيران/ يونيو 2015. وروى موقع إلكتروني نقلا عن شاهد عيان أن الشابتين كانتا تتسوقان فتجمهر حولهما سلفيون للتنديد بتنورتَي الفتاتَين المخلتين بالحياء رافعين شعارا ضد المنكر. فظهور سيقان الشابات مزعج، والغيرة على الدين واجبة، والتنورة حرام شرعا، والدليل هو أغنية فارس كرم الذي يؤكد أن عيون الشباب تطارد التنانير.<br
حصيلة الذاكرة والتجريب في ماهية المقاوِم الفلسطيني هي ما يمكن إطلاقه على "ما يُعرف"، معرض الفنان الفلسطيني منذر جوابرة الذي افتتح في العاصمة المغربية الرباط في غاليري "دار الفنون" والمستمر لغاية 26 تموز/ يوليو. الفنان البصري الذي ولد في مخيم العروب في بيت لحم، تناول تقاطعات ماهية المقاوم وكوفيته الفلسطينية مع مفاهيم الإرهاب، كما قارنها وربطها بزمن التحولات السياسية الحاصلة
تخوض السعودية حرباً في اليمن، على حدودها الجنوبية، بمواجهة جماعة الحوثي المرتبطة ـ ولو بشكل محدود - بإيران، وضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الحالم بالعودة إلى السلطة عبر تحالف عسكري/ جهوي أبرمه مع الحوثيين. وبعد أكثر من ثلاثة أشهر، تواجه السعودية العديد من العقبات أمام تحقيق أي انتصار، نتيجة عوامل وتحديات معقدة. لكن أكبر مشكلة تواجهها هي الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي. يحتاج
نشرت جريدة "الدفاع" الفلسطينية في عددها الصادر يوم 12 كانون الثاني/ يناير 1945 خبراً جانبياً صغيراً حمل عنوان "رفض برقية باللغة العربية"، ورد فيه أن شيخاً يدعى عيسى أبو الجبين أرسل كتاباً إلى المندوب السامي البريطاني، شاكياً دائرة البريد في يافا التي رفضت أن تقبل منه برقية باللغة العربية مرسلة إلى شخص في فلسطين، قائلاً بعدم توجب تعلم العرب العبرية بل يقضي الواجب على
زينة، ياميش، صلاة تراويح، مسلسلات درامية، فوانيس، ألعاب نارية، مسحراتي، شحاذين، أبواب مفتوحة، زيارات عائلية.. تلك البروتوكولات الرمضانية هي أهم المقتنيات المادية والمعنوية الغالية التي لم تستطع قسوة الحياة أن تسلبها للأهالي في كل أحياء وشوارع مصر. تشكي الناس ليل نهار من قلة حيلتهم وضيق حالهم تبدّل الى مهمة سامية وهي العيش 30 يوماً بطعم مختلف، محاولين قدر الإمكان إدخال الفرحة رغم الوجع الذي لا
لأغراض إنسانيّة بالضرورة، يبدو أن كمّا كبيراً من الإنتاج الفنّي الفلسطينيّ الذي يخاطب القضيّة الفلسطينيّة يستمدّ هويّته من العدالة الشعريّة. فبين الفنّانين الشباب الذين يتبنّون السخرية العالية التي تسخر ممّا يمكن تفاديه، وبين المأساة التي توثّق العواقب وتعتبر أداة فنيّة منهجيّة كلاسيكيّة، يبرز جيل فنّي جديد يهرّب التزامه السياسيّ عبر القنوات نفسها التي تستعملها السّلطات على أشكالها.<br
على أطلال معسكر «الأبطال» الذي تدرب فيه الفلسطينيون بإشراف الجيش المصري على الرماية والقتال قبل احتلال سيناء، أقيمت «الكتيبة 101» التي تشهد الآن سلخانة تعذيب وتلفيق القضايا ضد مئات الأبرياء من سكان شمال سيناء، لا فرق في ذلك بين مصري وفلسطيني!
سعياً منه للتماهي مع المستهلكين، زعم وزير الفلاحة المغربي أنه «فوجئَ بالزيَّادةِ في أسعَار الحليب» في نهاية آب 2013. من جهته انتقد وزير الحكامة في الحكومة يوجد شيء كهذا في المغرب الزيادة، واجتمع مع تجار الحليب الكبار وأحال «القرار الانفرادي للتجار» على مجلس المنافسة.انتقدت التنظيمات السياسية والنقابية الزيادات. ولم تنفع الممارسات الشفوية للوزارء في التراجع
كلُّ ما هو زائف في فكرة التدخّل الإنساني وممارستها تفجّر وتكثّف بصدد سورية. صحيحٌ أنَّ ثمّة دكتاتوراً رديئاً، (يُزعم أنّه) يستخدم الغازات السامة ضدّ شعبه. ولكن من هم الذين يعارضون نظامه؟ يبدو أنَّ كلَّ ما تبقى من مقاومة ديمقراطية علمانية قد غرق الآن إلى هذا الحدّ أو ذاك في معمعة الجماعات الإسلامية الأصولية التي تدعمها تركيا والمملكة العربية السعودية، مع وجود قوي لتنظيم القاعدة في ظلالها.<br
التنافس على السلطة هو في جوهر الحياة الاجتماعية والسياسية. ولا نقصد صعيدها العام فحسب، بل الصراع الدائم بين مجتمعات مصغرة، ما قد يأخذنا إلى متاهات متنوعة. والحديث عن السلطة المحلية يتناول صراعاً مستمراً وديناميكية معقدة، وفي الوقت نفسه هو حديث عن استراتيجيات متجددة لفك الصراعات، وعن وسائلها. والاهتمام بظاهرة السلطة المحلية نابع من أهمية السيطرة على حركيتها لضمان توازن الصراعات الاجتماعية