"على الأحياء تعلّم التعايش مع الماضي ومع الموت، وأن يتعلّموا أبجديّة الحديث مع أشباح الموتى، لكن ليس بالنيابة عنهم أو باسمهم، هذا إن كانوا يرغبون في الوصول إلى ما يقترب من العدالة في المستقبل المستحيل". "أطياف ماركس"، جاك دريدا ثمّة انطباع متّفق عليه ضمنيّاً بتمحور مهمّة المصورين الفوتوغرافيين حول توثيق عالم زائل. فالصور التي نراها
لديَّ ذكريات قوية عن العلم الفلسطيني تعود إلى عهد الطفولة. خلال الانتفاضة الأولى، كانت أمّي تدفعنا لأن نرسم المثلث الأحمر والخطوط المتوازية، الأسود والأبيض والأخضر، على ورق المسوَّدة. وما إن تنتهي الرسوم حتى تخبّئها تحت أسرّتنا وتحذّرنا قائلةً: "هنا لن يستطيع الجنود أن يعثروا عليها، إذا رأوها أخذوكم". ذلك كان فَرْضُ الرسم المنتظم بعد الظهر من كلّ يوم: ارسموا، افرحوا، خبّئوا، واحفظوا
مطلع تموز/ يوليو الجاري، اندلعت اشتباكات في بلدات عدة في وادي المزاب الواقع في ولاية غرداية الصحراوية، على بعد 700 كيلومتر جنوبي العاصمة الجزائرية. تسبب شبان مجهزّون بأسلحة بيضاء، وكذلك بقنابل المولوتوف والأسلحة النارية، باشتباكات عنيفة بين المزابيين (أو بني مزاب) والشعانبة (أو الشعامبة). وفي حصيلة أيام العنف الثلاثة، سُجل سقوط 23 قتيلاً وعشرات الجرحى واحتراق العديد من المحال والمنازل.
العديد من الأوساط السياسية والحقوقية في تونس أصبحت قلقة مما وصفته بتراجع منظومة مكتسبات المرأة في تونس خاصة مع تفشي ظاهرة تعدد الزوجات والزواج العرفي بعد صعود الإسلاميين إلى الحكم. وتعود أسباب تفشي الظاهرة في نظرنا إلى سببين، الأول يتعلق بطبيعة القانون التونسي والثاني مرتبط ببداية مظاهر ما يمكن أن نسميه مع كثير من التنسيب "أسلمة المجتمع"، مع إمكانية تداخل العاملين
هناك أحداث موسمية تفرض نفسها على اهتمام الموريتانيين، منها البكالوريا، لما تمثله تلك الشهادة الوطنية للطلاب وللشباب الطامح للولوج للعالم الجامعي. وهذه السنة بلغ عدد المرشحين للشهادة 41982 طالباً، تمثل الفتيات نسبة 45.35 في المئة منهم. وقد تميزت السنوات الأخيرة بتدني نسب النجاح في الامتحان، التي بلغت في العام الماضي 10 في المئة فقط من الممتحنين في الدورة الأولى. الجدل
تدَّعي خطابات البنك الدولي وكذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حرصهما على الدفع باتجاه تنمية القطاع الخاص وعلى دوره الأبرز في العملية، وذلك من خلال فرض السياسات التي تتلاءم والسوق الحرة والقوانين والتشريعات اللازمة من أجل ذلك. إلَّا أنَّ ما هو حاصل، غَير ذلك تماماً. يعدُّ الجيش المصري من أبرز الفاعلين المؤثرين في الاقتصاد المصري والمالكين فيه، وهو موقع في تنامٍ مستمر منذ عقود.
عام مضى على خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل لطلاب الكلية الحربية الذي أعلن فيه تنازله عن نصف مرتبه ونصف ميراثه العائلي لمصلحة الاقتصاد المصري في سياق إعلانه رفض تمرير مشروع الموازنة العامة وقتها، المقدم من الحكومة، مطالبا بالمزيد من تخفيض العجز في الموازنة. لم يكن "تبرع" الرئيس وقتها الا تعبيرا عن خطاب الرجل الاجتماعي الذي رددته من خلفه حكومة ابراهيم محلب، وهو خطاب مفاده
لم يحدث هذا من قبل. فإلى السنة الهجرية الماضية، كان هلال رمضان في اليمن سياسياً بامتياز، وظل يبزغ من الديوان الملكي والمحكمة العليا في المملكة العربية السعودية، وظلت اليمن تصوم تبعاً للرياض حتى في ظل رؤيته بوضوح في سمائنا في مساء يوم سابق للإعلان الملكي السعودي أو تعذر رؤيته في مساء هذا الإعلان. السنة الماضية أنصتت السلطة الانتقالية في صنعاء لهيئة دار الإفتاء الشرعية اليمنية
نشر داعش يوم 13 حزيران /يونيو 2014 وثيقة مكتوبا عليها "وثيقة المدينة"، تتكون من 16 مادة، أوضح فيها طبيعة نظام الحكم الذي يريده. وهذه ليست مجرد ورقة، بل هي الحقيقة التي رأيناها والتي طبَّقَها داعش بكل حذافيرها. في عبارة من المادة 16 في الوثيقة، كتب داعش "أيها الناس، انكم قد جربتم الانظمة العلمانية كلها، ومرت عليكم الحقبة الملكية، فالجمهورية، فالبعثية، فالصفوية (حكومات ما بعد
دأب الأخ عبد الإله بنكيران على تحدي الرفاق المغاربة بالقول إن "من كانوا يحلمون بالثورة والجمهورية في المغرب انتهوا"، وذلك بفضل حزب العدالة والتنمية الذي فاز بالانتخابات في عز الربيع العربي ـ الأمازيغي. والدليل لدى بنكيران هو أن الشباب المحتج غادر الشارع. ومن علامات نهاية الاتجاه الثوري قول الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد "الديموقراطية ممكنة في المغرب ما لم يتآمر
يُسيطر الخوف اليوم على جميع العراقيين من المصير الذي يتهدّدهم بعد مرور عام على احتلال مدينة الموصل، ما ألغى الحوار بشأن الأخطاء المتراكمة التي أدّت إلى وصول البلاد إلى الحال التي هي عليه. وتبدو أكثر الآراء انهزامية هي تلك التي تعتمد على نظرية "المؤامرة" في تبرير اجتياح تنظيم "داعش" لثلث مساحة البلاد وما خلّفه من خراب، فضلاً عن إعادة إنتاج السلطة ذاتها. وتحاول هذه
تباينت ردود الفعل على إعلان منح توكل كرمان جائزة نوبل للسلام في 2011، تثميناً لدورها القيادي "في النضال من أجل حقوق المرأة، ومن أجل الديمقراطية والسلام في اليمن". بعض الاعتراضات العربية ركزت على "شبهات" تحيط بالجائزة نفسها وبعددٍ من الفائزين بها من أمثال كيسنجر ومناحيم بيغين ورابين، علاوة على السادات وعرفات، وهما العربيان الوحيدان اللذان حصلا عليها قبل توكل كرمان. وركزت
في أسبوع واحد من شهر أيار/مايو المنصرم ذاع، على شبكات التواصل الاجتماعي خبران يخصان الكلاب في مصر. الأول عن كلبة نجح بعض نشطاء حقوق الحيوان في الحصول لها على هجرة إلى أميركا عند عائلة مضيفة، بعد أن فقدت جِراءَها بطريقة وحشية متعمَّدة في أحد شوارع مدينة الإسكندرية. والثاني عن افتتاح سيدة أعمال أول منتجع ترفيهي للكلاب الأليفة على مساحة 10 أفدنة، في موقع لم يحدد بدقة. وأرفق بالخبر بعض الصور
في كل زيارة لي للأهل، يسألونني إذا ما كان العيش في هذه البلاد أفضل من الخارج، وأرد "هنا أفضل بكثير". تجولت في بلاد الغرب منذ سن الثامنة عشرة، لم أترك مكانا في الغرب لم أزر مدنه وشوارعها الأنيقة والنظيفة، دخلت متاحفها وكنائسها التي تكدست بها التماثيل الذهبية. أطنان من الذهب ساحت لتصنع نقوشها وزخرفاتها. أبدا لم يلتهب وجداني لمرأى الآثار المصرية فيها، أو الأقنعة الأفريقية
بينما امتدت الطوابير الطويلة على مداخل ميدان التحرير لساعات، راسمة بالمنتظرين في صفوفها الحد الفاصل بين عالمين، لتقودهم بعد إجراءات التفتيش إلى عالم الثماني عشرة يوم الطوباوي، كانت صفوف من المعتصمين داخل الميدان تستقبل القادمين الجدد بأهزوجة "أهلاً أهلاً بالثوار.. أهلاً أهلاً بالأحرار" على الإيقاع المنضبط لدقات الأواني المعدنية وتصفيق الأيدي التي صلّبها برد كانون الثاني/ يناير
اعتاد المصريون الصحو على أنباء تفجيرات إرهابية، لكن في صبيحة يوم الأحد 6 تموز/يوليو استيقظوا على انفجار من نوع آخر: قرار برفع الدعم عن أسعار الوقود بنسب مختلفة، وذلك كخطوة أولى لسلسلة من الإجراءات التقشفية التي تعتزم الحكومة المصرية اتّخاذها لتخفيض العجز في الموازنة. أثار القرار ردود فعل غاضبة لا سيّما لدى البسطاء من المصريين الذين اعتبروه يحابي الأغنياء. فمثلاً زيادة سعر البنزين من عيار
بين صفين من العمارات، يجلس عشرات الشيوخ على قطع كارتون، يلعبون الورق والشطرنج البلدي، يتجادلون عن تكاليف المعيشة بصوت منخفض وفي السياسة بصوت مرتفع، لا يستخدمون مصطلحات سياسية لكن لديهم معجم فلاحي عميق يفي بالغرض. يجلسون في ظل لافتة كبيرة تروّج لمشروع سكني بصور رومانسية، تتجول حولهم كلاب ضالة متمدّنة صامتة لا تعضّ.يغادرون مساكنهم مبكراً كالعادة كل يوم نحو هذا الفضاء المسمّى حديقة
الشعب الذي لا يروي/ لا يتمكن من أن يروي ويكتب قصته مجدداً ومجدداً، هو شعب لا وجود له. فماذا يعرف العالم اليوم مثلاً عن إبادة الشعوب الأصلية للقارتين الأميركيتين، وهي اشنع الجرائم. شعوب ابيدت بالكامل، ولم يبق أحدٌ ليروي ما حدث. ثم إن أغلب من تبقوا لم يملكوا لغة مكتوبة يسجلوا فيها قصصهم، فذابوا هم وقصصهم في الإسبانية والبرتغالية والإنكليزية. وبطبيعة الحال، لم يكتب الرجل الأبيض قصتهم، بل فكر