ألقت بي الصدفة في أحد الشوارع التي تراكض على "زفته" البالي جنود بكامل معداتهم القتالية، وراء أطفال أسلموا أجسادهم للريح وركضوا في أزقة تحدّها بيوت متلاصقة ببعضها البعض، تدعمها ألواح صفيح أحيانا أو جدران إسمنتية مصبوغة بشعارات عن الحرية وعصافير الجنة. ثلاث نساء ركضن وراء أحد الجنود، وهنّ يصرخن ويمددن أيديهن إلى السماء. تعلق بثوب إحداهن طفل يزعق خائفاً، فالتفتت نحوه والتقطته
"التوك توك" في مصر "ظاهرة اجتماعية". وهو ظهر تدريجيًا في مناطق مختلفة منذ عام 2007 وتوسًّع مع الوقت ليصبح وسيلة مواصلات هامة يعتمد عليها عدد كبير من المصريين. البدايات والتقنين عربة صغيرة ذات ثلاث عجلات، تتسع بالكاد لثلاثة أفراد، بدأت في الظهور عندما اقترحت الحكومة بقيادة الحزب الوطني، الحاكم وقتها، استيراده من أجل حل
لم يمر أسبوعان على عودتي من مدينة مقديشو العاصمة، حتى تقاطرت الأنباء الصادمة عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف وزارة التربية والتعليم العالي والثقافة وسط العاصمة. صورة قائد قوة الأمن التي كانت تحرس المبنى، في نعوة على موقع للتواصل الاجتماعي، أعادتني لابتسامته واعتذاره منّا لأن رجاله مضطرون لأداء واجبهم الأمني في التفتيش والتدقيق قبل مقابلة الوزيرة. انقبض قلبي والتهبت عيناي بدمعة لم أستطع ذرفها
"قوة مصر فى وحدة شعبها، هذه الوحدة التي حاول تفتيتها مجرم تل العمارنة (إخناتون) بتمزيق الشعب إلى فرق ومذاهب، لولا حورمحب قائد الجيش الذي أنقذ البلاد من فتن رجال الدين". العبارة تعود الى مقال لباحث في المصريات كرس كتاباته كلها تقريبا لبيان مدى رقي الحضارة المصرية القديمة. وهو يشير بوضوح إلى مقارنة قرر هو إقامتها بين تلك الحادثة التاريخية ووقائع الإطاحة بمحمد مرسي الرئيس المعزول
عادت مجدداً الى المشهد السياسي الموريتاني أحاديث الحوار بين النظام والمعارضة، بعد فترة طويلة من الشد والجذب وتصعيد الخطاب من الجهتين. حدث ذلك بعد أن رمى الرئيس الموريتاني حجاراً في المياه الراكدة، وأعلن في بداية السنة الجديدة عن استعداده الدخول في حوار مع أحزاب المعارضة الموريتانية ورغبته به من أجل "مصالح البلد العليا". وكانت تلك الأحزاب قد دأبت في السنوات الماضية على الخروج للمطالبة
هناك شيء غير مفهوم في أغلب فيديوهات داعش: الضحايا لا يبدو عليهم علامات الهلع ولا حتى الفزع من الموت. فالطيار الأردني اتسم بثبات نال عليه إعجاب الجميع حتى صار بطلاً متوجاً على صفحات التواصل الاجتماعي وتكرر ذلك أيضاً مع الأقباط المصريين، بالرغم من أن طرق القتل هنا تتميز بعنفها المرعب، وتسبقها استعراضات فنية وعسكرية. الترويع هو منهج أصيل في كل ما يقوم به داعش. وهو رسالة بحد ذاته عند هذا...
سقطَ الحاجز بلا دماء، إذ لم تحدث معركة حين هدم مجموعةٌ من الشيوخ في شهر كانون الثاني الحاجز الأمني عند المدخل الغربي لمدينة السويداء (100 كيلومتر جنوب دمشق). بعد مرور أسبوع، أقام عناصر من الجيش النظامي خيمتين مكان الحاجز المهدّم ومكثوا فيهما كإجراء رمزي يقي السلطة من فقدان ماء وجهها. الحدث ليس عفوياً بما يكفي لتجاهل التقاطه. كما فعل الهدم لم ترافقه ثورة، ولا هي استمرت إلى ما بعده. فتلك
كسب عمال مناجم الذهب الرهان، وأرغم إضرابهم الذي استمر لأقل من أسبوع، شركة "تازيازت موريتانيا" (الواقعة على بعد مئتي كلم شمال نواكشوط) على الرضوخ لمطالبهم، وهي حقوق ظلت إدارة الشركة تماطلهم بخصوصها لأشهر عدة. تراجعت الشركة ووقعت اتفاقاً مع مندوبي العمال الذين قرروا التوقف على العمل قبل أيام احتجاجاً على فرض العمل بالساعات الإضافية. وينص الاتفاق على تسوية قضية
لا يمكنك أن تذبح شعباً دفعةً واحدة، لكن يمكنك تقسيم المهمة إلى أجزاء متتالية.
سيبقى العنف في المدرسة ما بقي في المجتمع، فلن توجد مدرسة السلم في مجتمع العنف!
نموذج الاستعمار الإسرائيلي منهكٌ أكثر من غيره. هو لا يكتفي بقمع المجتمع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلّة عام 1948، لكنّه يستنزفه أيضاً من خلال إشراكه بالعمليّة السياسيّة "الديموقراطيّة" لإدارة شؤون قمعه. أحد الأمثلة على ذلك يتكرر ظهوره منذ النكبة بمعدّل مرّة كل سنتين: تسقُط حكومةُ إسرائيليّة، يحددون الموعد وتبدأ المعركة الانتخابيّة، ثم ينضمّ إلى الواقعة الفلسطينيّون في إسرائيل، الذين
بتفضيل عملي يستند إلى وهن قدراته الجسدية وأمراضه المزمنة التي لم تبارحه، وبانحياز مضمر للحرية، قرر اختزال مسار الطريق الطويلة الذي يلتف بقوس يبدأ من شرق مدينة حماة ليصل إلى أطراف البادية، ويتجه نحو بلدة "خناصر". الطريق باتت تستنزف عشر ساعات مضنية، غير مضمونة الوصول الآمن. الطريق أحادية، حفرة عميقة بآثار بيّنة لألغام تزرعها الكتائب المقاتلة ليلاً، يقطعها خمسة وثلاثون حاجزاً عسكرياً
في أسبوع واحد، مطلع شباط الحالي، استقبلت العاصمة الأميركية اثنين من كبار القيادات السودانية: وزير الخارجية، علي كرتي، ومساعد الرئيس والرجل الأول في "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور إبراهيم غندور. وبما أن الإدارات الأميركية المتعاقبة تعتمد سياسة محاصرة النظام السوداني وتقييد حركة مسؤوليه، لدرجة رفض إعطاء تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل
في حوالي الواحدة بعد الظهر من يوم 9 كانون الثاني/ يناير 2014، و بعد لحظات احتبست فيها الأنفاس، اهتزت أرجاء المجلس الوطني التأسيسي بهتافات النصر وهتفت حناجر أغلب النواب التونسيين وممثلي المجتمع المدني في شرفة القاعة بالنشيد الوطني. كانت كل العيون التي أدمع بعضها فرحا متجهة نحو الشاشتين اللتين ٱرتسمت عليهما نتائج التصويت النهائي على الفصل الذي يكرس حقوق المرأة. 24 نائبا متحفظا و 43
اختُزل الفساد الذي عرفته تونس طوال حكم بن علي في سطوة العائلات المتنفّذة المحيطة بالرئيس، واعتقد كثيرون أنّ دولة الفساد ستنتهي بنهاية تلك الطغمة الحاكمة. كان لهذا الاختزال دور هام في شخصنة الظاهرة، وفي انتشار نظرة تبسيطية تحصر تناول الفساد في إطار مقاربة أخلاقية وقانونية تؤدّي بالضرورة إلى تجاهل ارتباطه الوثيق بالاقتصاد السياسي للسلطة، وآليات عمل الدولة التي أعادت إنتاجه خلال الفترة
أصبح من المؤكد ان رئيس جنوب السودان سيلفا كير لن يحضر حفل إعادة تصدير أول شحنة من بترول بلاده عبر ميناء بشائر السوداني، عندما تكتمل الترتيبات خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد انقطاع عن الأسواق العالمية اثر قرار حكومته وقف انتاج النفط في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي. ولكن، هل أن هناك حفلا اصلا أو أي تصدير؟ اليوم، تتسابق القطيعة المتجددة والتسوية على قاعدة المصالح. <br