الإضراب وسيلة الحقوق في مناجم موريتانيا

كسب عمال مناجم الذهب الرهان، وأرغم إضرابهم الذي استمر لأقل من أسبوع، شركة "تازيازت موريتانيا" (الواقعة على بعد مئتي كلم شمال نواكشوط) على الرضوخ لمطالبهم، وهي حقوق ظلت إدارة الشركة تماطلهم بخصوصها لأشهر عدة. تراجعت الشركة ووقعت اتفاقاً مع مندوبي العمال الذين قرروا التوقف على العمل قبل أيام احتجاجاً على فرض العمل بالساعات الإضافية. وينص الاتفاق على تسوية قضية
2015-02-18

المختار ولد محمد

صحافي من موريتانيا


شارك
| en
مختبر منجم شركة تازيازت للذهب في موريتانيا (من الانترنت)

كسب عمال مناجم الذهب الرهان، وأرغم إضرابهم الذي استمر لأقل من أسبوع، شركة "تازيازت موريتانيا" (الواقعة على بعد مئتي كلم شمال نواكشوط) على الرضوخ لمطالبهم، وهي حقوق ظلت إدارة الشركة تماطلهم بخصوصها لأشهر عدة.
تراجعت الشركة ووقعت اتفاقاً مع مندوبي العمال الذين قرروا التوقف على العمل قبل أيام احتجاجاً على فرض العمل بالساعات الإضافية. وينص الاتفاق على تسوية قضية "الإكرامية" التي تقدّمها الشركة للعمال، ووثيقة البنك التي أوقفتها والتي تتيح لهم الاستفادة من قروض لدى البنوك التي تحال إليها أجورهم، ورفع مستوى رواتب المهندسين الموريتانيين التي لا تتجاوز في الغالب ألفي دولار في حين يتقاضى المهندسون الاستراليون والبريطانيون والمصريون في الشركة أضعافها.
لكن نجاح عمال الذهب لم يشمل عمال الحديد الذين يواصلون الإضراب وسط ترهيب ووعيد من إدارة الشركة التي طردت عشرات العمال.. وعلى الرغم من ذلك، فآلاف عمال شركة الحديد مصممون على استعادة حقوقهم الذين أكدوا في ردهم على قرار الفصل تمسكهم بالإضراب.
وباتت مدينة ازويرات في أقصى الشمال، وهي العاصمة المنجمية لموريتانيا حيث يتم استخراج الحديد، على موعد مع مسيرات يومية مطالبة بإقالة مدير "شركة حديد موريتانيا" الذي يحمله العمال مسؤولية تفاقم أوضاعهم وكتب المتظاهرون على لافتاتهم عبارة واحدة، وهي "ارحل".
وتفاقم الوضع بعد نزاع علني بين الشركة ومحافظ المدينة الذي اعتبر أن للعمال الحق في الإضراب كشكل قانوني متحضر، من دون المساس بالمصالح العامة، وهو ما اعتبره مدير شركة الحديد دعماً للعمال.
وقد خرجت المعارضة عن صمتها بعد قرار مدير الشركة بطرد عشرات العمال، وقالت إن موريتانيا تعيش على وقع "حركة احتجاجية غير مسبوقة، تعددت جبهاتها واختلفت عناوين الفاعلين فيها".
بالمقابل هددت شركة حديد موريتانيا بطرد آلاف العمال في حالة مواصلة الإضراب. لكن العمال يواصلون اعتصاماتهم مستفيدين من وجود حملات انتخابية، ومحوّلين مدينة ازويرات، من مدينة عمالية هادئة يطبعها الروتين الى مكان يعيش أمسيات كرنفالية تختلط فيها الثقافة بالسياسة. الشعر سيد الموقف في بلد "يتنفس الشعر" ويوظفه في شتى معاركه. ولا تغيب فلسطين عن تلك الأمسيات وعن ذكرها في مداخلات العمال!
ويتوقع ان تتدخل السلطات لحلحلة الأمور بعد ان تفاقمت، مؤكدين ان شركة حديد موريتانيا لا يمكنها ان تبقى مشلولة وهي التي يعول عليها كثيراً في موازنة البلاد.
وهذا مقطع يردده المضربون، وهو جزء من أشعار لموظفين قدماء في الشركة: "هم طيّبون لأنهم لم يمسوا القصر الثمين، طلبوا الزيادة في الأجور وراحة المتعبين..".

 

 

للكاتب نفسه