وحده الموت مزدهر في اليمن في هذه الأيام. ومَن نجا من الموت ولم يقتل في إحدى الغارات اليومية المكثفة لطيران تحالف "عاصفة الحزم" على العديد من المدن، وبخاصة العاصمة صنعاء وعمران وحجة وصعدة، فقد يُقتل جراء القصف المدفعي الذي تتعرّض له، بشكل شبه يومي، مدينتا تعز وعدن، وسط اليمن وجنوبه، من قبل الحوثيين والتحالف المحلي اللذين وثبا على السلطة مطلع العام الجاري. وبين هذا وذاك، وبين الموت
القمر كوكب غادر بالمواقيت، فيعجز الشهر عن تثبيت التطابق مع اسمه الذي طالما استخدم للتأكيد على تقارب الخيارات وتوحدها، حين جرت وتجري طلبات الاستجارة الخائبة من الرمضاء بالنار. يسعى إليه أناس من ذوي البصر الفلكي الحاد، وهم بالكاد يرون الأرض المحروقة التي يقفون فوقها وجراح أهلها الحازمين حقائبهم، وقد عزموا الترحل في الأرض الواسعة، علهم يحظون بمن يتحنن عليهم بملعقة من الكرامة ومثيلتها من الحرية
هي حسناء خضراء العينين تلبس ثوباً خِيط من السندس وأوراق الريحان والزيتون. هكذا ترتسم تونس في خيال الأدباء والشعراء والفنانين. جلهم اعتبروها آيةً من آيات الخصب والنماء وتغنوا بنضارتها عبر العصور. ففيما مضى، عندما كان القرطاجيون يعبدون "تانيت"، آلهة الخصب والأمومة، كانت حقول تونس وسهولها تجود بأحسن أنواع الحبوب والكروم والزيتون، حتى أن الرومان عندما أحكموا سيطرتهم على البلاد سمّوها
على مدار ثلاثة أيّام بمدينة شرم الشيخ المصرية، عقد اليونيسكو المؤتمر الاقليمي لوزراء التعليم في الدول العربية لمناقشة أوضاع التعليم في المنطقة العربية، تمهيدا لعقد المؤتمر الدولي للتعليم في أيار/مايو القادم بكوريا الجنوبية. المؤتمر العربي جاء تحت عنوان "التربية بعد عام 2015، وتحقيق جودة التعليم حتى عام 2030". جاءت الأرقام عن واقع التعليم في المنطقة العربية صادمة. ففي التقرير
تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يدين بفقه الجهاد المقترن بالتكفير والهجرة، وهو جوهر فقه اخوان المذهب الوهابي، لذلك كان حراس المذهب يجتهدون للجمع بين الراية والسيف، بين العقيدة والسلطة، بين شيخ الطريقة وشيخ العشيرة، بين الإمارة والاستخارة، بين الخلافة والإمامة. ومن هنا اجتمع محمد بن عبد الوهاب بمحمد بن سعود اجتماع السيف بغمده، فكان ما كان من أمر دولة آل سعود المتلحفة بعباءة
تشهد "عين صالح"، في أقصى الجنوب الجزائري، منذ 31 كانون الأول/ ديسمبر 2014 حركةً احتجاجية واسعة تطالب الشركةَ البتروغازية العمومية سوناتراك بوقف استغلال الغاز الصخري الذي شُرع فيه تجريبيا في هذه المنطقة (حوض أهنات، ولاية تامنراست). وقد حطمت هذه الحركة صورةً نمطية، الجنوبيون فيها أناسٌ "مسالمون"، يأتمرون بأمر شيوخهم، خاصةً وأن مسيراتٍ مساندة لهذه الحركة نُظمت في مدن جنوبية
يتصاعد باستمرار منذ العام 2011 مؤشر الجريمة السياسية والجنائية في اليمن، فقد وصلت العمليات الإرهابية مرحلة غير مسبوقة بل اتسعت رقعة الضحايا لتصل إلى المستشفيات (كما حدث في مستشفى الدفاع بصنعاء كانون الأول/ ديسمبر 2013) وطالبات المدارس (كما جرى لـ 16 تلميذة سقطن بتفجير انتحاري وهنّ على متن الحافلة في طريق عودتهن إلى المنازل في ديسمبر 2014 بمدينة رداع وسط اليمن). وسقط آلاف القتلى والجرحى في حروب
هنا نتحدّث عن قاعة محكمة، داخلها يقبع الخوف والرجاء، الحق والظلم، شاهدا الإثبات والنفي، المنصة والقفص.. وفي الخطوط الفاصلة بين هذه الثنائيات يصدر الحكم ويعيد تشكيل مصير انسان. المكان: معهد أمناء الشرطة بمنطقة السجون في طرة. القضية المعروفة إعلامياً بـ "معتقلي أحداث مجلس الشورى" المتهم فيها 25 من شباب الثورة في مصر من بينهم الناشط السياسي المعروف علاء عبد الفتاح. الزمان:
شاشات التلفاز في مصر انقسمت بين جانب يمارس إعلام الشعوذة والسحر والجنس، وجانب آخر ينتقد ذلك بشدة.. وبين هذا وذاك وطن تعصف به قضايا مصيرية وهامة ومواطنون يعانون بشدة. في الوقت الذي يُغيَّب فيه عدد كبير من الإعلاميين المعروفين بمواقفهم المؤيدة لثورة 25 يناير، وعلى رأسهم باسم يوسف، ويسري فودة، وريم ماجد. ريهام سعيد: المذيعة "المثيرة للجدل"
"ذاك اليوم وضعت لا شيء على الفيس، وعملت بوست، وأجاني أكثر من عشرين لايك، مع أنه أول أمس نشرت جملة مهمة، لكن لم أجد حتى لايك يتيم.. ، فوضعت لايك لنفسي". لكن صديقي الشاعر، قاطعني وكأنه بدأ قبلي بالحديث عن الموضوع ذاته. قال: "آه والله مثل ما بحكيلك" مع إنه سهرت ليلة كاملة وأنا أضع لايكات لايكات لَلِّي بسوى ولَلِّي ما بسواش.. ثم نفخ تنهيدة، وقال:" طيب يعني أنا عندي
يوم بعد يوم تعلو أصوات الجهات المعنية بحقوق الطفل وحقوق الإنسان محذرة من دفع الأطفال نحو سوق العمل مبكراً، فيما تبقى عمالة الأطفال جزءاً من الواقع المصري الذي نصادفه بصفة يومية. و "بلية" هي الكُنية الشهيرة للطفل العامل في الثقافة الشعبية المصرية، تحكي باختصار عن الصبي المسخّر لإسعاف صاحب العمل بقضاء أعماله التي تحتاج الخفة والسرعة، في ما قد تشوّش ظروف العمل على انطلاق الأطفال وخفتهم،
مرّ اليوم الأخير من العام هادئا على الصعيد الشخصي وسيئا على مستوى محيطي الذي يقلقني أكثر فأكثر. طالت أيام البرد فآلمني ظهري من طول ساعات المطالعة والكتابة. في الصباح كان لدي درس إنشاء مع تلاميذ السنة الأولى ثانوي. المطلوب كتابة نص حجاجي. شرحت الدرس بأن في النص الحجاجي أطروحة وطرفان يتجادلان وحجج تاريخية وقانونية وعلمية ونفسية وواقعية و.. في التطبيق طلبت من كل تلميذتين في طاولة كتابة حوار حول
لم يكن 2014 في العراق عاماً عادياً بالتأكيد، بل كان أشبه بفيلم أميركي طويل متخم بمشاهد القتل والدمار. محافظات البلد الغربية والشمالية ساحات قتال لم تهدأ فيها أصوات المدافع وأزيز الطائرات، وفي عمق المشهد طوفان من الأسر المهجرة التي لا تحمل سوى ما يغطي أجسادها من أسمال لا تقيها حر الصيف أو برد الشتاء القارس وأمطاره. نسوة وأطفال هائمون في الصحراء أو الجبال خشية سقوط صاروخ عليهم، بينما يَحْني
هنالك اتفاق ان نجاح تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالسيطرة على الموصل كان مفاجأة كبيرة، بل إن سهولة تحقق هذه السيطرة كانت مفاجأة للتنظيم نفسه. وأن خليطاً من التخطيط والصدفة هو ما يّسر تلك العملية. وجود الصدفة يجب ان لا يغيب حقيقة ان التنظيمات الجهادية تركن الى مستوى من التخطيط الإستراتيجي، والإعداد التكتيكي الذي يمكن في ضوئه فهم ما حصل في العراق وسوريا في الشهور الأخيرة. لقد أخضعت هذه
لم يتم تنفيذ معظم قرارات مؤتمر الحوار الوطني، لاسيما تلك التي لا ترتبط بصياغة الدستور الجديد، فلم يصدر قانون العدالة الانتقالية، ولم تشكل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، ولا تشكلت لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت عام 2011، ولم يصدر قانون استرداد الأموال والأراضي العامة والخاصة المنهوبة بسبب سوء استخدام السلطة، ولم يتم إلغاء العقود الاحتكارية في مجال استغلال
بعد انتظارٍ دامَ أكثر من أربعين عاماً، منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا المجال، أصبحتْ للمجاري المائية الدولية أخيراً اتفاقية تحكم استخداماتها وحمايتها وإدارتها، فانتفتْ عنها صفة أنها المورد الطبيعي الرئيسي الوحيد الذي لا تحكمه اتفاقية دولية، ويعتمد على القانون الدولي العرفي. وقد اكتمل في 19 أيار/مايو 2014 العدد المطلوب من وثائق التصديق والقبول والموافقة على الاتفاقية والبالغ خمسة
يتجادل الزمان والمكان على دورهما في التاريخ. إن اتسعت رقعة الأحداث الجغرافيّة، يُصبح المكان فضفاضاً بينما يثبّت الزمان بصمته يوماً وعاماً وقرناً. بالمقابل، كلّما مرّ الزمان بعواصفه على وجه مكانٍ واحدٍ، يشحذ هذا المكان مكانته في قلب التاريخ. القضيّة الفلسطينيّة ملأى بصورٍ حادّة للأماكن، حيث ان بيروت أو غزّة ليستا اسمين لمدينتين بقدر ما هما عنوانان لفصولٍ في كتاب تاريخ فلسطين. ولا يُفترض
على الأرض بقايا تبن وفحم وقرون بعد أن اكتسح الريف المدينة في عيد الأضحى. لذا أشاهد الغروب من فوق العمارة حيث غابة من الصحون المقعرة. صحون تقدم يوميا وجبات الصور للمتفرجين الجالسين أمام الشاشة الصغيرة. تنقلهم الصحون إلى عوالم أخرى. ويعودون للشاشة الوطنية في رمضان. ولخدمتهم جيدا، فتحت مغلفات طلبات العروض الخاصة بالدراما الرمضانية 2015 مبكرا (في أيلول/ سبتمبر 2014). فالفلاحون
يوم الثلاثاء الماضي في 19 من الشهر الجاري، تظاهرت السفينة التجارية الإسرائيلية "زيم" بمغادرة ميناء اوكلاند وخليج سان فرنسيسكو، بعدما عجزت عن تفريغ حمولتها بشروط عادية. اتجهت الى المخرج وتجاوزته واختفت عن الأنظار بعدما كانت لم تقترب أصلا من الرصيف، وبقيت في عمق
فى الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة مراسم تجليس تواضروس الثاني البابا الجديد للكنيسة الأرثوذكسية. وقد طرحت أسئلة كثيرة منذ إعلان اسم البابا الجديد الذي يحمل الرقم 118، يتعلق أهمها بمستقبل العلاقة بين الكنيسة والدولة، وما إذا كانت الكنيسة سوف تستمر في لعب دور سياسي مثلما كانت تفعل في عهد البابا شنودة الثالث. فالبابا الجديد، الذي كان يشغل منصب