حين دخل "داعش" إلى الموصل ظنّ الجميع أنهم جاءوا بطريقة عشوائية، وأنهم سيحتاجون وقتاً طويلاً لتأسيس وجودهم في المدينة. لكن داعش كان قد جهزّ لكل شيء، ويحمل معه "أدوات الدولة" كاملة حين دخل، وعلى دراية كبيرة بأوضاع الحكومة المحلية والإدارية، وبالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. كان لديه إرث نصّي ومعرفي كبير بأوضاع الموصل، واستناداً إلى ذلك جاءت أفعاله في ملء الفراغ الذي
نشر داعش يوم 13 حزيران /يونيو 2014 وثيقة مكتوبا عليها "وثيقة المدينة"، تتكون من 16 مادة، أوضح فيها طبيعة نظام الحكم الذي يريده. وهذه ليست مجرد ورقة، بل هي الحقيقة التي رأيناها والتي طبَّقَها داعش بكل حذافيرها. في عبارة من المادة 16 في الوثيقة، كتب داعش "أيها الناس، انكم قد جربتم الانظمة العلمانية كلها، ومرت عليكم الحقبة الملكية، فالجمهورية، فالبعثية، فالصفوية (حكومات ما بعد
تلتبس كلمة "رمضان" بمعنى العذاب فهي مشتقة من الرمضاء أي شدة الحر، فهو معاناة في وسط صحراء تحترق بلهيب الشمس، مما يصرفنا للقول بأن الصيام لم يكن منذ بداياته الأولى طقسا ممتعا، لكن هذا العذاب لم يكن له معنى إلا مع اقترانه بمبدأ الاختيار، وبهدف جليل هو الرغبة في التسامي نحو الله، وارتقاء الروح المؤمنة به حقيقة ومجازا. فالجسم يتخفف من غذائه المعتاد ليتغذى بأحاسيس روحانية
الشعر اليوم مرآة مكسورة.. بينما قيل قبلاً: "أيتها الحياة، يا أرملتي" الشِّعر عابر للزمن. سنعيد قراءة قصائد لأمرؤ القيس الآن وكأنها كُتبت في الطابق العلوي من ناطحة سحاب، بينما سيذهب الكثير من الشِّعر السطحي الذي يكتب اليوم إلى الزوال. لم يَعدِ العنف في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعد القنابل ورائحة البارود على الجبهات المفتوحة
أبت غزّة إلا أن تكون عنواناً للظرف التاريخي القائم في فلسطين. نشعر هنا كأن الأرض تتحرّك تحتنا، ويُكسر جليد الرّكود. ما يبدّل هذا العدوان عما سبقه، أن غزّة ليست المتغيّر الوحيد، وإن كانت الأصعب. ليست غزّة عنواناً لنفسها هذه المرّة، إنما طليعة نار تعمّ فلسطين بأشكالٍ متفاوتة وشدّة متباينة، وتغيير اجتماعي قبل أن يكون سياسياً، بدأ يظهر. لذلك، وغزّة هي العنوان، عليها أن تكون مدخلاً لأسئلة
في نهاية كانون أول/ ديسمبر الماضي أعلنت وزارة المالية السعودية عن ميزانيتها لعام 2014 ( 1435-1436 هجرية) التي بلغت 855 مليار ريال (228 مليار دولار). كسابقاتها، لم تتضمن أرقام الميزانية الأخيرة تفاصيل مخصصات وزارات الدفاع والداخلية والمؤسسات الأمنية الرديفة، إلا أن أغلب التقديرات تشير إلى أن المخصصات المباشرة لهذه الوزارات لن تقل عما كانت عليه في العام السابق أي ما يزيد عن ثلث
بتأهله لنهاية الموندياليتو على حساب فريق برازيلي، وهب فريق الرجاء البيضاوي المغاربة فرصة فرح نادرة. التهبت شوارع الأحياء الشعبية في الدار البيضاء. تبادل الشباب والشيوخ تهاني حارة كشفت جوعا شديدا للفرح. وخلافا للتقاليد المحلية، سُمح للنساء بالخروج بعد العاشرة ليلا لمشاهدة الشباب يحتفلون، تجولت آلاف السيارات تردد نغمة واحدة. مظاهر فرح كبير تعكس حجم الاشتياق لمثل هذه اللحظة. عبر الناس عن الفرح
إيقاع طبول الحرب المستمرَّة منذ أكثر من ثلاثة عقود في أرض الرافدين خلَّفت جيشاً من النساء الأرامل. جيش هو الأضعف في معادلة الحروب العراقية العبثيّة التي كلّما هدأت قعقعتها، نهضت عنقاؤها من رماد الضّحايا لتعلن بدء حلقة جديدة من مسلسل الحروب. وإذا كان الشّاعر العراقي محمَّد مظلوم قد خلّف أرملة هي الحياة بكاملها: «أيتها الحياة، يا أرملتي» في قصيدة كتبها على ظهرِ دبابة في ذروة
نظمت عائلات الغرقى من المهاجرين السريين إلى سواحل أوروبا، وقفة احتجاجية صاخبة وغاضبة أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة التونسية، انتهت بتفريقها من قوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع. فقد غرق مركب جديد كان يحمل 136 تونسيا، تمكنت قوات خفر السواحل الإيطالية من إنقاذ 56 شخصا منهم، ومن انتشال حوالي عشر جثث. ارتفعت نسبة الهجرة السرية في العقد الأخير، لتصل إلى الذروة بعد الثورة، حيث
كان من المفترض أن تكون واحدة من ساعات الظهر العاديّة في مدينة الناصرة، أكبر المدن الفلسطينية التي ظلّت عربيّة داخل فلسطين الـ48، حين قطع عبد الكريم أبو صالح الطريق بسيّارته على ابن عمّه، أخرجه من سيارته وانهال عليه بضربات الهراوة القاتلة. هذا المشهد الذي التقطته كاميرات الحراسة للمحلات التجارية المجاورة، حصلت عليه وسيلة إعلام إسرائيلية ونقلته وسائل إعلام فلسطينية، ومن ثَّم الشبكات الاجتماعيّة.
استخدامات الريع النفطي كما تتجلى في حالة دول الخليج، انما هي خصوصية تحيلنا الى تاريخ تلك البلدان وبنيتها. وهي تمثل اتساقا بين حالتين نجد أصلهما في واقع ما قبل النفط، حيث سيادة الريع التجاري والغزو والغلبة. وهي مع النفط قد حرِّفت، وأعيد تصفيفها بضوء المصدر المالي الجديد، ما أعطى قوة استثنائية للقبائل أو القوى المتغلبة قبل أو حوالي ظهور النفط وعوائده، فزاد من رسوخ سلطتها وإطلاق يدها ضمن واقع
في مطلع آب/ أغسطس الماضي، وبعد انقضاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لدولتي السودان وجنوب السودان للتوصل الى اتفاقات حول القضايا العالقة بينهما نتيجة الأنفصال، حدث اختراق في ملف النفط، وهو الذي كاد يودي بالبلدين ويشعل بينهما حرباً شاملة، بعدما تسبب بتوترات عنيفة وبمواجهات دموية. حدث «الاختراق» بعد ضغوط مارستها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أثر زيارة بضع ساعات قامت بها الى
منذ فوز الإسلاميين في تونس ومصر والمغرب، والقوى المناهضة لهم تشعر بالخوف، تحتج وتندد... وهو خوف يتزايد كلما استولى الإسلاميون على مواقع جديدة. من هي هذه القوى؟ تجمعها يافطة «دعاة الحداثة»، وفيها صحافيون، مثقفون، فنانون، وجمعيات.كانت هذه القوى تندد وعينها على جهة تنقذها، غير أن إزاحة الرئيس محمد مرسي للمشير طنطاوي من قيادة الجيش المصري هي النقطة التي كشفت الحقيقة. بعدها ما
تعرف السعودية أنّ عليها أن تتعلم حتى تقدر على الفكاك من ذلك النوع من التبعية التي تلزمها بها العمالة الأجنبية في البلاد. فالمملكة التي اقتصر التعليم فيها بدايةً على الكتاتيب التّي تشرح علوم القرآن وتفسّر أحكام الشريعة، وجدت نفسها لاحقاً أمام مأزقٍ لا تحسد عليه. أجانب يسيطرون على مرافق العمل في البلاد، ويتحكمون بتفاصيل سوقها، وسعوديون يعانون من بطالة ولا يجدون غير فرص عملٍ محدودة تتلاءم مع