مرت ستة شهور منذ إقامة المنطقة العازلة، ولم يزدد الوضع الأمني في شمال سيناء إلا سوءاً. تم تغيير القيادة العسكرية أكثر من مرة، ولا تزال العمليات النوعية لتنظيم "ولاية سيناء" في تصاعد. يُطرح التساؤل حول حقيقة علاقة قطاع غزة بالإرهاب في سيناء على ضوء نقطتين: أولاً، عدم صلاحية هذا الاحتمال لتفسير الهجوم الكبير على معسكر الجيش بالقرب من واحة الفرافرة في أقصى الصحراء الغربية في تموز/
ما تشهده بلدان الشمال الأفريقي من انتشار وانقسام وتشرذم للحركات التي توظف الدين الإسلامي وصل الى حد غير مسبوق. وقد أجج الخلافات داخل التنظيمات السلفية إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن قيام الخلافة الإسلامية، وإعلان البغدادي خليفة لها، ودعوة المسلمين في كل العالم إلى مبايعته والهجرة إلى دولته. والى وقت قريب، كانت تلك التنظيمات تتقاتل على الفدى التي يقدمها الأوروبيون
أوردت صحيفة سعودية خبراً عن توقيف امرأة تقود سيارة في منطقة صفوى في القطيف متوجهة فيها إلى المشفى إثر تعرضها لأزمة بسبب مرض مزمن. سمحت الشرطة للمرأة بتلقي العلاج، ومن ثمّ تمّ سوقها لإدارة المرور لاستكمال الإجراءات النظامية بحقّها، نظراً لخرقها أنظمة المملكة التي تحظر قيادة المرأة للسيارة على أراضيها. لكن الخبر ليس في قيادة المرأة للسيارة ولا دخل له بأنظمة المرور: لماذا لم تتصل المرأة
التعديلات الدستورية التي أقرها بأغلبية كاسحة الشعب المصري مؤخرا، لم تكن في الواقع موافقة تامة وتفصيلية على الكلمات والنصوص الدستورية بقدر ما كان التصويت الذى خرجت له الملايين انحيازا لموقف سياسي ينهي به المصريون هذه الحقبة من تاريخهم.بعض الإيجابياتساهم ذلك الانحياز الى موقف سياسي، علاوة على ازدياد حالة العنف في الشارع المصري، فى تقليص
صرّح راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية، الحزب الحاكم في تونس بعد الانتخابات، بأن منع الخمر سيكون تدريجياً. وبعد سنتين من حُكم النهضة، صرّح السّيد محمد بالشيخ، رئيس الغُرفة الوطنية للمشروبات الكحولية، بأن نسبة مُستهلكي الكحول في تونس ارتفعت لأكثر من 1.700.000 مُستهلك. وإنتاج الخمور ارتفع بنسبة 15 في المئة مقارنة بسنة 2011! ويوميا، صار التونسيون يستهلكون ما يُعادل 493.000 جعة و109.000
لفَّتْ الخيوط على إصبع الشاهد، ثم تركتها تتدلى على إبهامها، وأمسكت بالمكوك الممتلئ بخيط من لون آخر، وحركت يديها بشكل دائري، وكأنها بيديها تشرح قصة حب مستحيلة... فشهدتُ وردة تتكون بين أناملها. صَنعت حبلا من الأزهار الملونة، خاطتها على أطراف منديل رقيق النسيج، وضعته في علبة زجاجية، ازدانت حوافها بدانتيل زهري وأحمر.هكذا ارتاحت أمي بعد يوم مرهق. وهكذا ارتاحت كل الأمهات. لم تفلح أمي
قارب على الانتهاء عُمر الحكومة التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية للعام 2010 وتشكّلت بمخاض عسير دام نحو تسعة أشهر. وضعت هذه الحكومة العراق في أزمات عديدة، خدميّة وسياسيّة وأمنية، وخلقت صراعات، ربّما لم تشهدها البلاد من قبل، بعد أن أمسك رئيس الوزراء نوري المالكي السلطة بقبضة من حديد. كل هذا لا يبدو مهمّاً الآن، فالحكومة وفق المعطيات المتوفّرة راحلة، إلا أنها قد تخلِّف ثقافة جديدة سوف تمتد
بعد خمسة أيام من كل أسبوع، أقضيها مضطراً خارج المنزل، يتفاقم فيها خوف من قتل على الهويّة، أو موت بسيارة مفخخة، أو حفلة اطلاقات نارية هوجاء، أرجع إلى أُمي التي تستقبلني وكأني عائد للتو من جبهات القتال. تشم ملابسي بحثاً عن رائحة البارود، وتتفقد ملامحي لتطمئن على أن سحنتي لم يطلها جنون العاصمة الذي ينشر الرعب في الشوارع.منذ أشهر، بلغتُ 26 عاماً من عمري الموزع بين بغداد ودمشق. العاصمتان
تدخل الصناعة النفطية الليبية اليوم مرحلة ثالثة، بعد مرحلة البدايات والتأسيس، حين بلغ الإنتاج ذروته بضخ ثلاثة ملايين برميل يوميا في ستينات القرن الماضي، ثم المرحلة الثانية التي لازمت تولي معمر القذافي السلطة وإحكام الهيمنة عبر تأميم الصناعة النفطية. وقد تأثرت الصناعة النفطية الليبية سلبا بعلاقات النظام المتوترة مع الخارج، فعانت بسبب الحظر الاقتصادي والعقوبات وتراجُع الاستثمارات الغربية المصحوبة
هذه المادة مكتوبة بناء على ملاحظات شخصية ومشاهد يتعثر بها الكثير من الناس في صنعاء. ليست بحثاً علمياً ممنهجا، ولا تعكس حقداً على فئة معينة من الناس. ولكن إن أصر البعض إلاّ أن يفهمها كذلك، فليكن! فذلك أقل ما يمكن أن يُتخذ كموقف من فئة تدعي الحديث باسم اليمن وهي لا تعرفه. وبالتأكيد لكل شيء استثناء، إلا أن النص يتحدث بالضبط عن كل من يعتقد انه الاستثناء. في مطار صنعاء
كان لفيلم "المهاجر" للمخرج الراحل يوسف شاهين أعداء كثيرون، أبرزهم بالطبع الأزهر الذي رفض تجسيد شخصية النبي يوسف. ولكن كان هناك المثقفون العلمانيون من ذوي النزوع القومي أيضاً. تساءل هؤلاء وقتها: من هذا الإسرائيلي – النبي يوسف – الذي أتى ليعلم المصريين الزراعة؟ الحديث بالطبع عن قصة توراتية وقرآنية حدثت قبل الصراع العربي الإسرائيلي بألفي عام على الأقل. ولكن لأن العداءات
لا يوجد دليل يدعم الاتهامات التي تزعم بأن الإخوان يقتلون شبابهم للمتاجرة بدمائهم، كما لا يوجد دليل على استدعاء السلطات للسيناريو الجزائري، وعلى الزعم بأن القوات النظامية تقتل رجالها من أجل ادّعاء إرهاب وهمي. بالمقابل، فمن الواضح أن السلطة تقتل معارضيها بعنف مفرط، وأن هناك جماعات تمارس التمرد المسلح ضد القوات النظامية والإرهاب ضد المدنيين. فالحديث هنا ليس عن تلفيق الإرهاب أو صناعته، بل
مصر الآن تصنع الوهم، تحاول تصدير صورة الوطن الذي يحتوي الجميع ولا يفرق بين أحد بسبب اختلاف في المكانة الاجتماعية أو الموقف السياسي من السلطة. مصر بلد متحضرة ورائعة وديموقراطية فقط في الإعلانات، أما الواقع فمختلف تماماً.الوهم الأول: مصر للجميع"لا لمحطة المترو الجديدة.. لا لتدمير حيّ الزمالك"، هذا عنوان ملصق وضعه أهالي حيّ مترف في القاهرة،
هناك شيء مفزع في الألم الإنساني. ليس فقط شكله ومداه وما تتقنه الحروب من دون غيرها في صناعته، وإنما أيضاً قابليته بأن يُطمس ويُهمش ويُبدّل مهما كانت فظاعته. حُوِّل الألم لظاهرة «علمية» تُقاس وتحسب وتحلل. في القدس، التي لم تبق دولة غربية إلا ونصبت لها مؤسسة إغاثية فيها، يذرع موظفون دؤوبون المدينة طولاً وعرضاً، يحمل كل منهم دفتره وقلمه لتسجيل أعداد البيوت المهدومة والاعتقالات
لم تنتهك شهادة على مر تاريخ التعليم المصري مثلما انتهكت البكالوريا أو "الثانوية العامة". فعلى مدار الأربعين عاما الماضية، لا يكاد يجلس وزير تعليم على مقعده إلا ويكون تعديل نظام البكالوريا أول تصريحاته وآخر انجازاته أيضا فى الوزارة. وما يلبث أن يغادر موقعه حتى يأتي من يليه ليغير هو أيضا من نظام البكالوريا، حتى تجاوز عدد التعديلات التسعة، والعاشر في الطريق الآن طبقا لتصريحات أخيرة لوزارة
تستهويني كثيراً الجلسات الطويلة مع والدي، خاصة تلك التي تستمر حتى الفجر. نحكي كثيراً عن الناس والحياة، نرمم ذاكرة بعضنا حول حدث ما، نصدر بعض الأحكام حول تلك القصص الإنسانية التي لم نتناولها من قبل، يمد كل منا الآخر بجديد محيطه، ونتبادل النكات والخطط الحازمة، تلك التي تجعلنا نحس وكأننا على وشك السيطرة على العالم.سواء في القرية او المدينة ، نظل نتحدث حتى بعد ان ينام جميع من في البيت،
يمكن رصد ثلاث فئات كان، وما زال لديها طموح واسع للبحث عن "السيد" واستعادة هيبة الدولة، أو خلق دولة جديدة ليحل فيها وعلى رأسها هذا السيد. فالفلول والإخوان وبعض القوميين هم في محاولة حثيثة لخلق سيد. والمقصود بالسيد هنا هو هذا الشخص القادر على فرض الاستثناء، القادر على صنع قطيعة وعمل حدث متجاوز للتاريخ، القادر على الحسم فيما يتعلق بالموت والحياة. وعلى الرغم من أن ثورة 25 يناير 2011 هى...