إسرائيل مرجعنا!

قرار الأونسكو بشأن المسجد الأقصى، الصادر منذ حوالي أسبوعين، مناسبة جيدة لتفحّص الطريقة الإسرائيلية في التعامل مع كل شيء. ولكنه أيضاً، مناسبة لرصد كيفية استعادة منطق الخطاب الإسرائيلي والترويج له من قبل.. الجميع: أصدقاء إسرائيل وأعدائها ومنتقديها، في مجالات السياسة كما الإعلام
2016-11-02

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
عند الحائط الغربي للأقصى (2013) / تصوير: عمار عوض - فلسطين

قرار الأونسكو بشأن المسجد الأقصى، الصادر منذ حوالي أسبوعين، مناسبة جيدة لتفحّص الطريقة الإسرائيلية في التعامل مع كل شيء. ولكنه أيضاً، مناسبة لرصد كيفية استعادة منطق الخطاب الإسرائيلي والترويج له من قبل.. الجميع: أصدقاء إسرائيل وأعدائها ومنتقديها، في مجالات السياسة كما الإعلام.
تعتمد إسرائيل دوماً استراتيجيا تقوم على إزاحة تامة للموضوع المطروح من مكانه، وتوصيفه على هواها، وخوض محاجات خارج الصدد. هناك بداية تهمة "معاداة السامية" التي تُلصقها بأيّ شيء يزعجها مهما كانت طبيعته.. ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، ولا تلك الصفة التي تحولت من فزّاعة إلى تهريج.
قرار الأونسكو يُدين حرمان المسلمين من الوصول للأقصى والصلاة فيه وتخريب بعض أجزائه ومصادرة أحياء ملاصقة له وتغيير معالمها بعد طرد سكّانها (كحال تلّة باب المغاربة)، ويطلب العودة إلى الوضعية السابقة وفق ما هو متوافَق عليه بشأنها، ويسمي إسرائيل هنا سلطة احتلال.. هذا كلّ ما قاله! وهذا بعدما أكّد أهمية المكان للأديان السماوية الثلاثة. بديهيات.
فتجادل إسرائيل بأن القرار أنكر قداسة المكان عند اليهود، ونفى أيّ صلة لهم به (كنَفي انتماء سور الصين إلى الصين، يقول نتنياهو!). وهو، وسائر الساسة وكل الصحف مهما كان اتّجاهها، وكل التنظيمات بما فيها تلك التي تصنّف نفسها "يسارية"، يركبون أعلى خيولهم، تهديداً ووعيداً. وتعلِّق إسرائيل تعاونها مع المنظمة الدولية، مثلما انسحبت الولايات المتحدة قبلها منها حين قبلت بعضوية فلسطين فيها!
وتمشي الصحف العالمية وراء الشائعة بلا وجل، ويستنكر بعضها "القرار الغريب"، ولا يتناول أحد بالمناسبة جوهر القرار: احتلال القدس وإلحاقها ( وهي تدابير ما لم يعترف بها رسمياً أحد في العالم)، وحرمان الفلسطينيين من حقهم بممارسة العبادة في الأقصى (فهم غالباً ممنوعون من الوصول إليه أصلاً)، وإدراك فداحة ما لحق بهذا المعلم الذي ينتمي إلى تراث الإنسانية العالمي من تخريب وتحوير.
ومع أن نصّ القرار علني وواضح، تستعيد مواقع وصحف عربية، وكذلك دبلوماسيون عرب، الخطاب الإسرائيلي، فيهنّئون أنفسهم على القرار الذي "اعتبر المسجد الأقصى إرثاً إسلامياً خالصاً ولا علاقة لليهود به". أمّا أين ذلك، فعلمه في الغيب.
قد يكون "السر" هو في الحاجة لتسجيل انتصارات (سهلة) ومنجزات في زمن عزّ فيه ذلك في المنطقة. وقد يكون الكسل عن التدقيق.. وقد يكون: اعتماد إسرائيل وكلام أصحابها مرجعاً في فهم الأشياء!

مقالات من فلسطين

لا تكفي الإدانة!

2025-01-10

لم يلحظ أهل غزّة أي فرقٍ بين أوّل سنتهم ومنتصفها وآخرها، وبدايةِ سواها. كل يومٌ هو فرصة إسرائيلية جديدة للتفنن في قهر الناس وذبحهم، على مرأى العالم (المحتفِل!). الإدانات قاصرة....

"أفلامنا": "فعل مقاومة ضروري"

2025-01-02

سنة جديدة، همومٌ قديمة، نضالٌ لا ينتهي، وواجبٌ دائم للاستمرار، على عكس رغبة الوحش. نهدي أنفسنا وقراءنا هذه الأفلام، ونضمّ صوتنا إلى "أفلامنا" في تقديمهم لبرنامج "فعل مقاومة ضروري": "نأمل...

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...