اكتشاف أكبر مقبرة رومانية في غزة

2023-08-11

شارك
صبيتان فلسطينيتان من مجموعة المنقّبين والباحثين في الموقع الأثري المكتَشف في غزة (محمد سالم - رويترز)
إعداد وتحرير: صباح جلّول

غزة واحدة من أقدم المدن في العالم. فما إن يبذل الواحد مجهوداً يتجاوز النظر إليها كساحة حرب وحصار فحسب، يتكشّف له ثراءُ أرض ضاربة في التاريخ ومشبعة بآثاره بشكل مدهش. فقد مرّ في غزة حكم الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والعثمانيين، أتوا وذهبوا وبقيت آثارهم، والمدينة على البحر.

وقد وصلت سلسلة الاكتشافات الأثرية في غزة إلى اكتشاف "غير مسبوق"، كما وصفه مدير الخدمات الأثرية المحلية في غزة جمال أبو ريدة، بإيجاد ناووسين نادرين مصنوعَين من مادة الرصاص و125 قبراً وتابوتاً على الأقل في مقبرة هائلة من العصر الروماني.

أول ناووس رصاصي تم اكتشافه في غزة وقد زخرف بزخارف نباتية من ورق الدوالي والأعناب

اكتشف الموقع الأثري في حزيران / يونيو 2023 إثر عثور عامل على أحجار غريبة الشكل على موقع ورشةٍ مصرية كانت تساهم بإعادة البناء في القطاع بعد العدوان الإسرائيلي على غزة. وقد بدأ مؤخراً العمل في المكان لاستخراج مئات وربما آلاف القطع المهمة منه. يُتوقع أنّ المقبرة تعود للقرن الأول أو الثاني الميلادي، ويمتد موقعها مترامي الأطراف على مساحة تزيد عن 4000 متر مربع. واللافت أن معظم الهياكل والآثار في الموقع محفوظة بشكل جيد جداً، حيث يندر أن تكتشَف مقبرة رومانية على هذا القدر من السلامة، لم تتعرض للمسّ أو السرقة على مدى أكثر من 2000 عام. هذا مع العلم أن أكثر من 20 مقبرة رومانية اكتُشفت في أوقات مختلفة في غزة، إلا أن هذه أكبرها وأكثرها قيمةً.

الناووس الثاني وقد وجدت عليه نقوش تشبه الدلافين

يُرجّح الباحثون أن المقبرة تحوي هياكل لبعض كبار المسؤولين والأرستقراطيين الرومان نظراً لاحتواء بعض الهياكل على عملات معدنية وُضعت في أفواههم، ما كان يُعتقد أنه يسهّل عليهم رحلتهم ما بعد الموت، ونظراً للمواد والتصاميم التي صنعت عليها نواويسهم. فأحد الناووسين الرصاصيين مزين بنقوش من العنب وورق الدوالي أما الآخر فمحفور بنقوش تشبه الدلافين.

وتتكون البعثتان اللتان تعملان على الموقع من مجموعات بحثية وأخرى إغاثية فرنسية، ففي ظل الإطباق الخانق على غزة، تعاني المدينة من نقص في الأدوات والقدرات والتقنيات يجعل من الصعب التصدّي محلياً بشكل كامل لعمليات التنقيب. وعلى الرغم من ذلك، يعمل نحو 30 شابة وشاباً من المتخرجين حديثاً من الجامعة الإسلامية في غزة وجامعة فلسطين في التنقيب على الموقع الأثري الذي يوفر فرصة للشباب المتخصص للعمل الميداني وتطوير قدراتهم والبقاء على تماس مع تراث منطقتهم التي يعرفونها أكثر من سواهم بالتأكيد. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 300 موقع أثري تنتشر في طول غزة وعرضها، وهي بحاجة ماسة إلى إمكانات وتمويل للتنقيب فيها والحفاظ على آثارها من الاندثار ونقل وحماية بعض قطعها الهامة أو المهددة إلى مراكز خاصة ومتاحف. 

مقالات من العالم العربي

تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض

2024-05-02

إنها نهاية العالم الذي لا ينتهي أبداً: حطام جديد يتراكم دائماً فوق رؤوس الفلسطينيين. التدمير مكوّن رئيسي في تجربة الحياة الفلسطينية لأن جوهر المشروع الصهيوني هو تدمير فلسطين. لكن هذه...