النّكتة أن هذه الاستثمارات معفاة من الضرائب، بما في ذلك الضريبة العقارية (ومنذ عام، أصدر وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلّحة قراراً بإعفاء 574 منشأة جديدة، من بينها عشرات النوادي والفنادق والمنتجعات والمسارح ودور السينما والسوبرماركت والعمارات والشقق والفيلات..). وبالطبع فأغلب العاملين في مصانع ومصالح الجيش، العسكرية والمدنية على السواء، هم من المجندين، فلا يخضعون لقوانين العمل لجهة الأجور والحقوق.. وكان قد سمح قانونياً للجيش المصري، ومنذ عام 1979، بالاحتفاظ بحسابات مصرفية تجارية خاصة به. كما أن ميزانيته مستقلة تماماً.
تغلْغُل الجيش المصري في الاقتصاد معروف منذ عقود. وترافقت الحالة مع امتيازات كبيرة متلاحقة، ينالها كل الضباط (وإنْ وفق تراتبيتهم بالطبع)، وترافقت كذلك مع تأمينهم بعد الخدمة، التي قُصِّرت مددها فينصرَفون إلى التقاعد باكراً، ويوضعون حينذاك على رأس المنشآت المدنية، الخاصة والعامة، وفي مجالس إدارتها. كانت تلك هي الآليات المستخدمة لتحييد الجيش عن "المغامرات" السياسية (على غرار ظواهر "الضباط الأحرار")، ولإيجاد جسم متماسك عبر الانتفاع والمصلحة، ومنفصل عن الشروط الاجتماعية لسائر الناس.
لكن التغوّل الحالي، المتعاظم، يترافق مع الابتذال والانكشاف الهزلي.. الله يستر!