العبارة كتبها شابان فرنسيان على جدار نهر السين عندما انبلج الفجر وكفّ القتل. وقد عزز ما رأياه في تلك الليلة مواقفهما طيلة حياتهما فيما بعد، فانخرطا في نضال بلا هوادة الى جانب المضطهَدين. انهما جان ميشيل مانسيون وجان ماري بينوش.
والتقط خلسة صورة الغرافيتي تلك، التي كانت الشرطة تحرسها بغاية محوها وإزالتها – وهو ما حصل بالفعل - مصور جريدة "الاومانيتية" جان تيكسيه. ولكن الجريدة لم تنشرها إلا بعد سنوات. وهي صارت رمزاً قوياً للاشارة، ليس الى الحدث فحسب، بل الى مجمل الموقف.
في 17 تشرين الاول/اكتوبر 1961، تظاهر عشرات الآلاف من الجزائريين سلمياً في باريس ضدّ حظر التجول العنصري الذي فرضته الحكومة الفرنسية آنذاك على "الأشخاص المنحدرين من شمال إفريقيا أو مسلمي فرنسا الجزائريين".
وصف عدد من المؤخرين ذلك اليوم بكونه "أعنف قمع لمظاهرة في أوروبا الغربية في التاريخ المعاصر". فرنسا لم تعترف لسنوات بتلك المجزرة، بل أحاطتها بالتكتم الإعلامي والمراوغة. وعلى الرغم من اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقبله فرنسوا هولاند، بوقوع "قمع شديد" في ذلك اليوم، في "ماضي فرنسا الاستعماري"، إلا أن فرنسا لم تعتذر قطّ عن تلك المجزرة ولم تعتبرها جريمة دولة.
في يوم الذكرى الستين للجريمة، نظّمت مجموعات حقوق الإنسان والمجموعات المناهضة للعنصرية والجمعيات الجزائرية مسيرة تكريمية في باريس، ودعت السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بمسؤولية فرنسا عن المآسي والأهوال المتعلقة بحرب استقلال الجزائر. كما دعا المشاركون السلطات إلى فتح أرشيفات إراقة الدماء في العاصمة الفرنسية في ذلك اليوم المشؤوم...