حانت لحظةُ العودة. طوفانٌ هائل من الناس مضى في طريقه، فور الإعلان عن انسحاب القوات الإسرائيلية. وبعد حوالي نصف ساعة، كان أوّلُ العائدين يدخل إلى مدينة غزّة. نام عشرات الآلاف على "تبة النويري"، وهي تلة صغيرة فاصلة بين "مُخيم النصيرات" و"المحافظة الوسطى" من جهة، وبين "وادي غزّة" من الجهة الأخرى، حيث قرّر الجيش الإسرائيلي أن هُناك ينفصلُ الزمان والمكان. ينفصلُ الزمان إلى اثنين، زمانُ الراحة والخير والهدوء، وزمانُ الموت والدمار...
في الحرب الأخيرة، تلقى "حي الرمل"، قلب صور النابض، موجات القصف، بعدما ارتكب العدو مجزرتين خارجه راح ضحيتهما مدنيون. لم يكتف العدو بذلك، بل ظلل الحيّ كله بمربع أحمر. العدو، كما الأهالي، يعرفون أن لا "عناصر لحزب الله"، ولا "منشآت"، ولا "وسائل قتالية" في الحيّ، كما ادّعى الناطق باسمه في بيان التهجير.. هدفه كان محصوراً ببث الرعب، في أهل المدينة والنازحين من قرى الحدود، وتفريغها من السكان. لذلك لم يحدد...
هناك ما بين 15 إلى 20 حزب تحت التأسيس، من بينهم أحزاب تشكّلت عقب "ثورة يناير"، ولم تستطع توفيق أوضاعها، لكن فيها الكثير من الطاقات الشبابية الواعية، كـ"حزب العيش والحرية"... فإذا ما سُمِح لـ"حزب الجبهة الوطنية" الجديد بحرية ممارسة النشاط السياسي، فعلى الدولة منح امتيازات مماثلة لكل الأحزاب. ولا شك أن كثيراً من التيارات المعارِضة في مصر قد ترضى بهامش من الحرية القابل للزيادة، كبديل لحالة القمع التام الضبابية، فهل...
هذه شهادة عن تلك الأيام المجيدة والبعيدة من كانون الثاني/ يناير 2011، عندما ثارت "دمنهور" مع أخواتها من مدن "مصر" فى وجه الظلم والفساد. ولأن الأحداث كانت كثيرة ومتشعبة، فسوف أتحدث عما شهدته بنفسي، أو أكملت نقصه بشهادات الرفاق الموثوقين، ومن أكثر من مصدر..
إحدى العوائق الأساسية أمام تشريع "قانون الحماية البيئية" أو خفض البصمة الكربونية، هو أن هذا التشريع سيصطدم برغبة النظام السياسي المُلحة في زيادة الإنتاج النفطي، من أجل تدفق المزيد من الأموال لتمويل الموازنة العمومية، وتوسعة شبكة زبائنية الدولة والجماعات السياسية لتهدئة الاضطرابات عبر توفير مزيد من الوظائف الريعية، وفي الوقت نفسه، يفسح المجال واسعاً أمام الجماعات السياسية والمسلحة للانخراط في الفساد مع ضمان الإفلات من العقاب.
سيكون الرثاءُ عاماً. سيرثي الناس في الشوارع والبيوت، وفي كلّ مكان، ناسهم الشُهداء. سترثي المنازل أهلها، والأنقاض مفقوديها، والشوارع ذكرياتها.
يتجه المشرِّع إلى فرض عقوبات مشددة من دون النظر إلى طبيعة المهنة، ومن دون الرجوع إلى أهلها. فهناك أخطاء واردة، تحدث لأسباب خارجة عن إرادة الطبيب، وهناك أخطاء جسيمة. ولكن المشرِّع لم يراعِ تلك الفروق، وأصر على أن تكون جميعها جنائية. أما رد الفعل العكسي، الذي قد يتخذه الأطباء، فهو التوقف عن اتخاذ تدابير طبية ترتبط بوضع الحالة وطبيعتها، وذلك لحماية أنفسهم، بدلاً من اعتبار مصلحة المرضى. وهو ما يهدد...
يقول "رجب عوض"، الأب الروحي لكل المشروعات التى استطاعت القرية تنفيذها، أنهم فخورون بما حققوه لقريتهم في فترة وجيزة. فقبل ذلك، كانت أغلب بيوت القرية مبنية من خامات هشة وضعيفة، ومغطاه بقش الأرز وأكياس المُشمَّع، وكانت عرضة لتسرب مياه الأمطار ومهاجمة الفئران والثعابين. وكان الوضع الاقتصادي لأغلب السكان متدهوراً إلى الحد الذي لا يكفي لشراء الضرورات الواجبة. أما الآن، فقد تم القضاء على البطالة بالكامل.
وُجه الانتقاد إلى وضع أمر حل الأحزاب بيد "وزارة الداخلية"، وليس "القضاء" في المقترح الجديد، والمطالبة بإحالة أمر حل الأحزاب إلى "القضاء"، حيث يضمن ذلك نوعاً من عدم توظيف الحكومة لهذه الصلاحية في صراعها السياسي مع منافسيها، ويُمكِّن من تطبيق أسلم للقانون.
تَحدّث الناس وقالوا كلماتهم، الكُل يتمنّى أن يعود إلى مدينة "غزّة" أو شمالها، أن يعودوا إلى بيوتهم ولو كانت فوق الرُكام. كلماتٌ كثيرة قُلناها جميعاً، كل يوم نتحدّث بها، إلى درجة تخيّلت فيها أنّ الناس نسيت الحرب، ولم تعُد تتمنّى نهايتها، بقدر حاجتها إلى نهاية مأساة النزوح الكارثيّة، التي فكّكت المجتمع، وقتلت أرواح الناس وهم أحياء.
عامٌ مُريع انقضى... وعامٌ آت نتمنى أن يصون آمال أبناء وبنات مجتمعاتنا، في الحرية والعدالة والحقوق كافة، وفي التحرر من الاستعمار الاسرائيلي، ومن السلطات الطاغية، المستبدة، والنهّابة. أملٌ لم يقوَ على سحقه كل ذلك الاجرام المتعدِّد، على الرغم من المظهر المنهَك للناس... أملٌ لا يلبث أن يُبرعم ويُزهُر من جديد. تمسكوا بالأمل، فهو سلاحنا الأمضى!
في عام 2021، أطلقت "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"، وقُدِّمت كنقطة تحوّل في تعامل الدولة مع ملف الحريات، واعتبرها الرئيس "السيسي" خطوة جادة نحو النهوض بأوضاع حقوق الإنسان. وفي المقابل، أظهرت الوقائع على الأرض عكس ذلك، إذ تُظهِر الممارسة أن كثيراً من القوانين، وإن كانت تُعلِن عن نية الإصلاح، إلا أنها تظل غطاءً لإجراءات أمنية وقمعية تمس جوهر الحقوق الإنسانية، وتبقى قاصرة عن مواجهة الواقع المعقد.
المشروع برمته هو من تخطيط الأوروبيين، وهم من سينفذون أغلب مراحله ويحددون أولوياته، أي أن تونس والدول المشابِهة لن تكون صاحبة القرار ولن تتحكم في الدفة. كما أن حجم الاستثمارات الضخمة، وربط الإنتاج بالتصدير بشكل شبه كلي، قد يتسبب في خسائر كبيرة جداً للبلاد في حال تعثر المشروع و/أو تغيّرت الأولويات الأوروبية في مجال الطاقة.
يهدف هذا النص، والـ"بودكاست" المصاحِب له، إلى دراسة مدينة "مونستر" في ولاية "شمال الراين – وستفاليا" كحالة ألمانية خاصة، حيث تطورت سريعاً العديد من مجموعات التضامن مع فلسطين، وفعّل الناشطون حركتهم في أعقاب الإبادة الجماعية المروعة في غزة التي ترتكبها إسرائيل منذ ما يزيد عن عام. إنها محاولة لفهم ما شهدته هذه المجموعات، التي تعمل على خلفية بيئة اجتماعية غير مرحِّبة، من تحوّلات للوسائل القمعية التي مارستها وتمارسها الدولة، والشرطة،...
لا يقبل الدين الإيزيدي الراغبين في الانتماء إليه، الذين لم يولدوا لأبوَين إيزيديين. وهو بذلك، كديانة، ليست تبشيرية، ولا نبي أو رسول للإيزيديين، وهذا ما يجعل علاقتهم مباشِرة مع خالقهم، من دون الحاجة إلى وسيط.
انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في الفوضى المدمِّرة التي تعصف بعشرات البلدان حول العالم، هو ما يدفع سكان هذا البلد أو ذاك تلقائياً إلى استشراف موقعهم في جحيم "ترمب" المُنتظَر على أعتاب الربيع القادم. وبالنسبة لليمن، فقد يقامر "ترمب" بدفع البلد إلى جولة جديدة من الحرب. وما لم تدعم السعودية والإمارات اندفاعه هذا، فمن المرجّح أن تفرمله المؤسسات الأمريكية نفسها.
هناك إصرار متزايد في أوساط أطفال وشباب جيل النكبة الفلسطينية الجديدة على حقهم في التعليم، وتشكيل مستقبلهم بأيديهم من جديد، على الرغم من الظروف القاسية عليهم. إلا أن ذلك، بالمقابل، يثير عدداً من التساؤلات عن دور "مصر"، وأين تكمن "قوتها الناعمة"، فيما تتحول يوماً بعد يوم إلى سياسة "ادفع بالدولار كي تحيا"، أو تتعلم، أو تستخرج إقامة حتى لو كنت نازحاً من حرب، فتصير "مصر" بذلك مركزاً طارداً.
يحصد السودانيون الآن سياسات "التمليش"(تحفيز الميليشيات)، وفق نموذج "قوات الدعم السريع"، الذي أورد البلاد إلى الهلاك. هذا الوضع الشائك، يثير المخاوف من مصير هذه المجموعات، بل ومصير البلاد ككل.
تحوّل القانون رقم (73) لسنة 2021، الذي يتيح فصل الموظفين المتعاطين للمخدرات، إلى أداة لملاحقة العمال والنشطاء النقابيين العماليين، والنشطاء السياسيين والصحافيين. وعلى الرغم من اعتراض النقابات والجهات الحقوقية على تطبيق هذا القانون، استمر تنفيذه، ما أدى إلى فصل الآلاف من العمال، الذين نظّم بعضهم وقفات احتجاجية أمام "نقابة الصحافيين".
تسوِّق السلطات هذا المشروع على أنه خطوة إصلاحية لمعالجة الثغرات القائمة في نظام العدالة الجنائية. إلا أن مراقبي حقوق الإنسان يرون فيه تهديداً مباشراً للحريات العامة، وتكريساً لممارسات الاعتقال التعسفي. فبدلاً من توفير الضمانات اللازمة لحماية حقوق المتهَمين، يمنح المشروع سلطات واسعة لأجهزة الأمن والنيابة.
المزيد