أثار المشروع التشريعي غضب المعترِضين عليه، بعد أن وصل بوتيرة سريعة إلى مرحلة المصادقة عليه من قبل مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، في جلسة "سوريالية" مساء يوم 5 شباط/ فبراير الفائت، حيث غاب عن جلسة التصويت 291 نائباً، ووافق عليه 84 نائباً، فيما عارضه 20 نائباً.
هناك ما يمكن تنفيذه في الحال: إنشاء متحف إلكتروني لتخليد الإبادة ضد غزة، حيث يسهل جمع كافة الصور والفيديوهات والشهادات حول الجرائم الإسرائيلية، والحصول على حقوق عرضها، سواء تلك المملوكة لأفراد عاديين، أو صحافيين. فلن يرفض أحد المشاركة في عمل بهذا النبل والشجاعة، بجانب الاستفادة من تقنيات العرض الافتراضية التفاعلية الجذابة، وفي الوقت نفسه الهرب من المنع الجغرافي والسياسي والتكلفة.
كتب الفلسطينيون على أيدي أطفالهم أسماءهم، لئلا تضيع جثثهم، ويتعرّفون إليها بعد قصفهم، وهو ما فاتنا. كان علينا كتابة أسمائنا على عظامنا، فشمس آب جفّفتْ دماء أهلي في الجبل، وتحلَّلت أجساد القتلى. كان علينا كتابة أسمائنا على عظامنا، كي يتعرّفوا إليها في المقابر الجماعية، ولا تدفن المؤسسات الرسمية عظامهم بعد سنوات، بطريقةٍ عشوائية، وغير قانونية.
تشهد المؤسسات التقليدية للمجتمع التونسي، تهاوياً متسارعاً منذ ثمانينيات القرن الماضي، أي منذ تشابك الاقتصاد المحلي مع اقتصاد السوق المعولَم، الذي فرض مطالبات تتعلق بتغيير دور المدرسة، من مؤسسة توكَل إليها مهمة الاندماج الاجتماعي، وتمرير قيم إيديولوجيا دولة الاستقلال، إلى "ساحة" لصراعات تعكس إعادة توزيع غير متكافئ للموارد والسلطة داخل المجتمع. وهكذا فالعنف صار أحد التعبيرات عن أزمة عميقة، يتقاطع عندها الشعور بفقدان المعنى، مع غياب آليات التوجيه والضبط الاجتماعي،...
أنظار العالم بأسره ترنو إلى القمة القادمة في القاهرة، وإلى قفّاز التحدي القاطر سماً واحتقاراً، الملقى عند أقدامها.
في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والسنوات الأولى من القرن العشرين، ترك عدد كبير من الرحالة والحجاج السْلاف نصوصاً عن "الديار النابلسية"، مليئة بالملحوظات الاجتماعية والمشاهدات، وكتباً ومذكرات، إلى جانب رسائل ومخطوطات لم يُكتب لها أن تُطبع، تحتفظ بها الأرشيفات الروسية في "سان بطرسبورغ" و"موسكو". ولم يُقدَّر لها أن تصل إلى القارئ العربي، مثلما وصلت الوثائق المكتوبة بلغة المستعمرين الإنكليز والفرنسيين.
يمثل نظام "البكالوريا" الجديد، المزمع تطبيقه في مصر ابتداءً من العام الدراسي 2025-2026، محاولة لإعادة هيكلة التعليم الثانوي، فيتيح للطلاب فرصاً لتحسين نتائجهم عبر إعادة الامتحانات بمعدل أربع محاولات في الصف الثاني الثانوي، ومحاولتين في الصف الثالث، مع احتساب أعلى الدرجات، ويفرض رسوماً مالية على كل محاولة إضافية لتحسين المجموع، باستثناء الأولى المجانية. وتصل هذه الرسوم إلى 500 جنيه مصري لكل محاولة، وقد تؤدي إلى إقصاء الطلاب من الأسر محدودة...
حجم الركام في "غزة" تجاوز 42 مليون طن، وهو ما يعادل 14 ضعف الكمية، التي خلفتها الحروب السابقة على القطاع، حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2023. كما أن إزالة هذه الأنقاض وحدها قد تستغرق 14 عاماً، بتكلفة تقدر بـ 1.2 مليار دولار. وفي ظل هذا الدمار الهائل، يواجه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني في "غزة" أزمة سكنية حادة، ومن المتوقع أن تستمر عملية إعادة بناء المنازل المدمرة حتى عام 2040 على...
جرت مساومات في مجلس النواب، علانية، وفي الخفاء أيضاً، اتخذت طابعاً طائفياً بحتاً، بين ما يسمى بالكتل الشيعية والكتل السنية والكردية. ساومت الأحزاب الدينية الشيعية كلاً من الكتل السنية والكردية للحصول على أصوات نوابها، لدعم مشروع تعديل "قانون الأحوال الشخصية"، مقابل إقرار "قانون العفو العام"، الذي ترغب فيه الكتل السنيّة. أما الكتل الكردية، فتصويتها كان مقابل إلغاء قوانين "مجلس قيادة الثورة"، في "حزب البعث" المنحل، والتي نصّت على مصادرة أراضٍ...
كيف علينا أن نفهم أهداف الحرب الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية؟ هل هناك أفق لوقف إطلاق نار محتمل هناك أيضاً؟ أوّل الاستنتاجات القاسية هو أنه على الفلسطينيين أن يتوقعوا أن تكون أهداف الحرب والعمليات الإسرائيلية الجديدة في "الضفة الغربية" متّسقة مع أهداف واستراتيجيات حركة الاستيطان وخطة "سموتريتش"، كما مع "عقيدة جباليا" الجديدة التي تُنظِّر للتدمير المدني الكامل. من الواضح أن إسرائيل لم تعد ترى الاحتواء غير المتكافئ كاستراتيجية مستدامة، سواء...
كانت الخطة ابتداء، أن تنفرد "قوات الدعم السريع" بحكم "دارفور"، التي تساقطت مدنها في أيديهم كما حبات العقد، الى أن بلغ التهديد مدينة "الفاشر"، فدخلت الحركات المسلحة طرفاً رئيسياً في الحرب، بعد إعلانها فك الحياد ومواجهة تلك القوات. وفعلياً قاومت "الفاشر" هذه الخطة ولا تزال. ويبدو الآن، وبعد هزائم "قوات الدعم السريع" في "الخرطوم" و"الجزيرة" وانسحابها منهما، أن هناك محاولة لاعادة احياء تلك الخطة مجدداً.
حانت لحظةُ العودة. طوفانٌ هائل من الناس مضى في طريقه، فور الإعلان عن انسحاب القوات الإسرائيلية. وبعد حوالي نصف ساعة، كان أوّلُ العائدين يدخل إلى مدينة غزّة. نام عشرات الآلاف على "تبة النويري"، وهي تلة صغيرة فاصلة بين "مُخيم النصيرات" و"المحافظة الوسطى" من جهة، وبين "وادي غزّة" من الجهة الأخرى، حيث قرّر الجيش الإسرائيلي أن هُناك ينفصلُ الزمان والمكان. ينفصلُ الزمان إلى اثنين، زمانُ الراحة والخير والهدوء، وزمانُ الموت والدمار...
في الحرب الأخيرة، تلقى "حي الرمل"، قلب صور النابض، موجات القصف، بعدما ارتكب العدو مجزرتين خارجه راح ضحيتهما مدنيون. لم يكتف العدو بذلك، بل ظلل الحيّ كله بمربع أحمر. العدو، كما الأهالي، يعرفون أن لا "عناصر لحزب الله"، ولا "منشآت"، ولا "وسائل قتالية" في الحيّ، كما ادّعى الناطق باسمه في بيان التهجير.. هدفه كان محصوراً ببث الرعب، في أهل المدينة والنازحين من قرى الحدود، وتفريغها من السكان. لذلك لم يحدد...
هناك ما بين 15 إلى 20 حزب تحت التأسيس، من بينهم أحزاب تشكّلت عقب "ثورة يناير"، ولم تستطع توفيق أوضاعها، لكن فيها الكثير من الطاقات الشبابية الواعية، كـ"حزب العيش والحرية"... فإذا ما سُمِح لـ"حزب الجبهة الوطنية" الجديد بحرية ممارسة النشاط السياسي، فعلى الدولة منح امتيازات مماثلة لكل الأحزاب. ولا شك أن كثيراً من التيارات المعارِضة في مصر قد ترضى بهامش من الحرية القابل للزيادة، كبديل لحالة القمع التام الضبابية، فهل...
هذه شهادة عن تلك الأيام المجيدة والبعيدة من كانون الثاني/ يناير 2011، عندما ثارت "دمنهور" مع أخواتها من مدن "مصر" فى وجه الظلم والفساد. ولأن الأحداث كانت كثيرة ومتشعبة، فسوف أتحدث عما شهدته بنفسي، أو أكملت نقصه بشهادات الرفاق الموثوقين، ومن أكثر من مصدر..
إحدى العوائق الأساسية أمام تشريع "قانون الحماية البيئية" أو خفض البصمة الكربونية، هو أن هذا التشريع سيصطدم برغبة النظام السياسي المُلحة في زيادة الإنتاج النفطي، من أجل تدفق المزيد من الأموال لتمويل الموازنة العمومية، وتوسعة شبكة زبائنية الدولة والجماعات السياسية لتهدئة الاضطرابات عبر توفير مزيد من الوظائف الريعية، وفي الوقت نفسه، يفسح المجال واسعاً أمام الجماعات السياسية والمسلحة للانخراط في الفساد مع ضمان الإفلات من العقاب.
سيكون الرثاءُ عاماً. سيرثي الناس في الشوارع والبيوت، وفي كلّ مكان، ناسهم الشُهداء. سترثي المنازل أهلها، والأنقاض مفقوديها، والشوارع ذكرياتها.
يتجه المشرِّع إلى فرض عقوبات مشددة من دون النظر إلى طبيعة المهنة، ومن دون الرجوع إلى أهلها. فهناك أخطاء واردة، تحدث لأسباب خارجة عن إرادة الطبيب، وهناك أخطاء جسيمة. ولكن المشرِّع لم يراعِ تلك الفروق، وأصر على أن تكون جميعها جنائية. أما رد الفعل العكسي، الذي قد يتخذه الأطباء، فهو التوقف عن اتخاذ تدابير طبية ترتبط بوضع الحالة وطبيعتها، وذلك لحماية أنفسهم، بدلاً من اعتبار مصلحة المرضى. وهو ما يهدد...
يقول "رجب عوض"، الأب الروحي لكل المشروعات التى استطاعت القرية تنفيذها، أنهم فخورون بما حققوه لقريتهم في فترة وجيزة. فقبل ذلك، كانت أغلب بيوت القرية مبنية من خامات هشة وضعيفة، ومغطاه بقش الأرز وأكياس المُشمَّع، وكانت عرضة لتسرب مياه الأمطار ومهاجمة الفئران والثعابين. وكان الوضع الاقتصادي لأغلب السكان متدهوراً إلى الحد الذي لا يكفي لشراء الضرورات الواجبة. أما الآن، فقد تم القضاء على البطالة بالكامل.
وُجه الانتقاد إلى وضع أمر حل الأحزاب بيد "وزارة الداخلية"، وليس "القضاء" في المقترح الجديد، والمطالبة بإحالة أمر حل الأحزاب إلى "القضاء"، حيث يضمن ذلك نوعاً من عدم توظيف الحكومة لهذه الصلاحية في صراعها السياسي مع منافسيها، ويُمكِّن من تطبيق أسلم للقانون.
المزيد