الموسيقى والغناء عالميان شاملان، متجاوزان لحدود اللغات المحكية بحيث يمكن "فهمهما" والتفاعل معهما من القلب والشعور، ولكنهما في الوقت نفسه محملان بهويات محددة، قوية ومتعددة. والمؤكد أنه لا يوجد زمان أو مكان خال منهما. وهما جزء أصيل من وجدان شعوب المنطقة العربية، ويتميزان هنا ــ وكما في كل مكان على الأرجح ــ بالغنى والتنوع الهائلين.
وقد اهتم السفير العربي ــ وهو غير مختص ولا يملك أي إدعاء في الشأن ــ برصد زاوية متناهية الصغر من الموضوع، تلك التي تخص الصلة بين الموسيقى والغناء من جهة وبين الوضع السياسي بمعناه العام من جهة ثانية.. ليس في وقت الحروب فحسب بل في ما تقوله التغييرات التي تلحق بهما أو يعبران عنها في كل مراحل الانتقالات، بحيث هما فعلاً سجل خاص لها.