ينكسر يوم صيام طويل بين طلقتين، من جبهتين مختلفتين، من ضدّين لا يتفقان. تجيء ساعة الإفطار حذرة، متخفّيةً بين أكثر من مدفع، يجتمع المقاتلون من هنا أو من هناك حول مآدب رمضان، كلٌّ في مكانه، فتستحي الأسلحة من اقتناص حياة عابرة من أمامها، يتعلّق برميلٌ متفجر في سقف طائرة فلا يسقط فوق ريف حلب الشمالي أو فوق ريف أدلب، يسكتُ البارود. رمضان هذا العام ليس كَمِثل سابقيه، نراقبه في هلاله...
تُطل الدعاية، كمضمون خطابي، من تلفزيونات النظام والمعارضة مطهّمة بالخطاب السياسي للقوى المتنازعة على الأرض، متجنّبة الاقتراب من خطابٍ جامع للسوريين، متحيّنة فرص التبرير الذاتي، طاعنةً بمصداقية خطاب الآخر، مكرّسةً خلال السنوات الأربع الماضية مشروعَين، واستقطابَين. فالمضمون الإعلامي ظلّ حبيس النص الإيديولوجي للخطاب السياسي متودّداً من مناصريه، منغلقاً على سواهم، لاهياً عن مغبّة مواصلة إنتاج
يكاد يكنّ متخفيات وهن يمضين الهوينى، في «عز الظهر»، لينقبن في أكوام محلات الثياب المستعملة، الموزعة في أسواق متاخمة للمدينة القديمة، ليشترين لأولادهن كسوة من الألبسة المبهجة، يقفلن بها على أجسادهم، التي باتت تزداد طولاً وعرضاً.يعدن متوجات بعرق يسيل من أعالي رؤوسهن، وينضح من جباههن، ليدخلن الحمامات، كناية عن ذاك الحيز الضيق الذي تتوضع في زاويته التواليت وفي زاوية مقابلة غسالة
أوقفت السلطات الإسرائيلية عند معبر "جسر الشيخ حسين" مساء البارحة السبت في 12 نيسان/ابريل، الباحث الفلسطيني الأستاذ مجد كيال أثناء عودته إلى حيفا من زيارة الى لبنان، حيث دعته صحيفة السفير الى المشاركة في ندوة بحثية حول "مستقبل المنطقة العربية"، ثم في ورشة كتابية لملحق "السفير العربي" الذي يكتب فيه بانتظام. والأستاذ كيال يعمل كباحث في مركز "عدالة"( المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية
القرار الصادر من وزارة الأوقاف المصرية في 26 كانون الثاني/يناير 2014 بتوحيد خطبة الجمعة في جميع مساجد مصر لم يكن وليد لحظته، وإنما كان نتيجة لتراكم الأحداث والمعطيات السياسية المختلفة منذ "30 يونيو". بدأت ملامح القرار مع تصريحات محافظ بورسعيد في اجتماعه مع الأئمة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، والتي أشار خلالها أن "من لم يتّبع التعليمات سيلقى أشد الصفعات على وجهه"، ما يشير إلى أن قرار الوزارة
يعاني الصيادون الموريتانيون من تردي اوضاعهم بشكل كبير في بلد يمتلك واحدا من أكبر الاحتياطات العربية من الثروة السمكية.في نواذيبو شمال البلاد، وهي العاصمة الاقتصادية لموريتانيا، حمل الصيادون بشدة على السلطات، مطالبين بالتدخل لوضع حد لندرة الاسماك.أصوات الصيادين التقليديين فى نواذيبو ارتفعت خلال الأيام الماضية جراء ندرة "الأخطبوط" وسط مطالب بجعله احتكاراً على الصيد التقليدي، ومنع بواخر الصيد
تعد صناعة السينما المصرية أهم وأكبر صناعات السينما في العالم العربي، وهي تحجز لنفسها مكاناً عالمياً. لكن هناك من يرى أن صناعة السينما المصرية الآن في تدهور. من هؤلاء صانعو أفلام شبان يعانون الأمرّين في صناعة أفلامهم، التي يسميها البعض مستقلة، بينما يتحفظون هم على هذه التسمية. أفلام نسمع عنها دائما في الأخبار لحصولها على جوائز مهرجانات دولية، في حين لا نرى لها ملصقا واحدا على صالة عرض سينمائية
الحفاظ على وضع يتيح النفوذ والتأثير في منطقة الخليج ثابتة من الثوابت التاريخية في الإستراتيجية الأميركية. وسواء تعلق الأمر بظروف احتواء القوة الكبرى الأخرى خلال فترة الحرب الباردة، أو بالظرف الحالي الذي يتطلب استباق نفوذ الفاعلين الصاعدين، أو عودة الروس، فقد سعت الولايات المتحدة دوماً للحد من عوامل «منع الوصول» (anti- access بحسب التعبير المستخدم في البنتاغون، والذي عمل مركز RAND عليه
حين يولد الإنسان بين حربين طاحنتين، ويكبر في حصار يأكل الزرع والضرع، وفجأة تنشب حرب أخرى، فلا بد أن يكون مخضباً بالألم والحزن. تتحوّل حياته إلى رحى تطحن الأزمات. هكذا أنا وجيلي، الذي يشكل نحو 40 في المئة من سكّان العراق. ولدنا ونحن مطاحن لكل الحوادث التي حصلت وتحصل في بلاد الرافدين. سيبدو الحديث من نافذة الشاهد على الأحداث الجسيمة المتوالية أكثر منطقياً من التنظير
لم يكن متوقعاً أن تفوز قطر باستضافة مونديال 2022. فلقد كانت تواجه أربعة بلدان كروية ذات خبرة مشهودة في تنظيم المنافسات الرياضية العالمية هي كوريا الجنوبية واليابان واستراليا والولايات المتحدة الأميركية. ومنذ ذلك الوقت، لم تتوقف الانتقادات للقرار والتشكيك في أهلية قطر. ويمكن تجميع تلك الانتقادات في ثلاث سلات: 1- أشارت إلى ضعف البنى التحتية الرياضية في قطر وقلة خبرتها في تنظيم فعالية بهذا الحجم،
تتخذ الأزمة في قمة النظام الجزائري منحنى خطيراً باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، التي سيُنظم دورها الأول يوم 17 نيسان/أبريل المقبل، ودنوّ اليوم الذي سيتوجب فيه على الرئيس المنتخب اتخاذُ أو تزكية قراراتٍ «عضوية» مهمّة (أي متعلقة بمؤسسات الدولة وبنيتها والمبادئ التي تحكمها). الصراعُ بين الفريق محمد الأمين مدين، المدعو توفيق، الذي يُسيّر منذ 23 سنة البوليسَ السياسي (دائرة الاستعلامات
العراق «ديموقراطي» فقط بدلالة صناديق الاقتراع. سوى ذلك علينا أن نتعرف على ممارسة هي من غير عالم الديموقراطية ونظامها، إلا انها تصر بالقوة على الانتساب اليها. فاستفحال الفساد والنهب والمحسوبية، وفقدان الأمن والخدمات، وشلل الاقتصاد وتوقفه، وفضائح سوء استخدام السلطة وتسيّد الميليشيات، أو تهميش مكونات من المجتمع العراقي وتجاهل مطالبها، يجب ألا تصل، مهما تعاظمت، الى حد التشكيك بجدوى
يخالون قبعات الصوف بمنزلة خُوّذات تحمي رؤوسهم من رصاص القناصين، وشظايا البراميل، وأدعية أولادهم دروعأ واقية من مباغتات النار.لم تعد الطرقات طويلة كما كانت قبل بضع سنوات، تنهك الساقين والقدمين، وتدفع نحو استراحات قصيرة على مقاعد خشبية، يستردون خلالها بلاغة الذكريات الآفلة. يتوجب أن يستعدوا الآن لكل المحطات المتناثرة، كأن يهيئوا قطعة نقود معدنية، وهم يهرولون على الأرصفة المنخورة، قبل أن يتمهلوا
لم تولد المملكة بنيةً متعصبة. كانت كأي دولة، جنيناً سقط من رحم تزاوج ديني سياسي. الأخير قاد عملية توحيد القبائل بينما الأول جمع قلوب الناس في وعاءٍ واحد. لم يبدأ الأمر تشدُّداً في أمور الشريعة، ومحاسبة على مظاهر لا تعدو كونها تطوراً طبيعياً لأطوار المجتمع.في السبعينيات، كانت دور السينما منتشرة في مناطق مختلفة من أرجاء المملكة. في الطائف وجدة وغيرها من المدن، وكانت النساء أكثر تفلتاً من قيود
لا تمتلك جماعة الإخوان المسلمين قدرة على «التخيل». وهي تجري مدفوعة كعربة طائشة نحو نهاية فكرتها، وتحولها إلى سلطة غاشمة متجبرة وغبية. لم تقدم الجماعة للحياة على مدار تاريخها مفكراً بارعاً أو أديباً مبهراً، بل كانت دوماً طاردة لأمثال هؤلاء. فهم إن التحقوا بها في شبابهم الغض معتقدين أنها لن تقف أمام طاقتهم الإبداعية وقدراتهم الفردية، سرعان ما يهجرونها حين يجدون أنها جدار أصم يقف
صفقت ناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة طويلاً للإنجاز التاريخي الذي حققته نساء الاردن خلال انتخابات مجلس النواب السابع عشر التي جرت في 23 كانون الثاني/ يناير 2013، حين تمكَّنت يومها من حجز ثلاثة مقاعد تنافسياً تحت قبة المجلس. بهذا الإنجاز، سجلت النساء حضوراً غير مسبوق في تاريخ المجالس النيابية في المملكة الذكورية، حين بلغن الرقم ثمانية عشر، الرقم الذي أتمه وصول خمس عشرة سيدة الى المجلس
لطالما حلمتُ، أنا التي عشقت التاريخ ودرسته في جامعة دمشق، أن أقوم بجولة في مدن بلدي الكثيرة والموغلة في القدم. وحَلَبُ واحدة من تلك المدن، رغم أنه لم يتسنَ لي كثيراً زيارتها إلا في طفولتي. ولكني رسمت صورتها من خلال ما قرأته في كتب الأقدمين ومما وصفها به الرحالة والشعراء والمؤرخون والعاشقون. حلب هي عبق الزيت والزعتر الحلبي وأول ما يباغت ذاكرتي كلما عدت لسنين طفولتي الأولى وتذوقت طعم
السعودية هي الجنة بالنسبة للصائمين شهر رمضان. يحل عليها ضيفاً خفيفاً لا يقف في طريقه حرٌّ لاهب ولا ساعات نهارٍ طويلة. تنقلب الحياة فيها فيصبح أذان الفجر إشعاراً لنومةٍ هنيئة قد تطول حتّى الظهر. حركة الناس تنشط ليلاً لتعمّ الشوارع والأسواق زحمة سيارات وبشر. يُمنع في السعودية بتاتاً المجاهرة بالإفطار حتّى على غير المسلمين من الأجانب، جريمةٌ قد تعرّض مرتكبها لعقوبة تصل لحد الطرد من البلاد. تنحصر