بين أزقة مكة المكرمة وسككها الضيقة، ومع امتزاج ثقافات ومذاهب وطرق الحجاج والمعتمرين من كل ارجاء المعمورة، تتداخل المساجد والتكايا والزوايا والمقامات، وترتفع الأذكار بالأدعية والموالد، وترى التنوع ظاهرا في كل شيء، حتى الملابس والأزياء البيضاء والخضراء، والعمائم التي تلف الرأس بمختلف أشكالها. خصائص الحجاز منذ القرن الثاني الهجري، كانت منطقة
يُجدي بعدَ مرورِ ثلاثِ سنواتٍ على بدايةِ حراك آذار / مارس في سوريا تفحّصُ الناتج الواقعي الكلّي لهُ على الأرض، وبلا الخوضِ في إشكالاتهِ التوصيفيّة وإعادةِ بحثها. لقد كان شاقاً منذ البداية على المعارضين الذين انتموا خلال العقود الماضية إلى معتقلات السلطة، وإلى أحزابٍ محظورة وضعيفة الاستقطاب الجماهيري، إخراج معادلات تلك الثوراتِ في صيغةٍ تطابق معطيات الداخل السوري بما فيه من بنى اجتماعية -
خصخصة القطاع العام الإنتاجي في البلاد لا رجعة منها هذه المرّة. ليس في هذا التوصيف تجنٍ بعدما بيّن تقريرٌ صدر عن وزارة الصناعة السورية مطلع شهر نيسان/أبريل 2014 أن قيمة الأضرار الأولية التي لحقت بالقطاع العام الصناعي تجاوزت 155 مليار ليرة حتى بداية الشهر الثالث من العام الحالي، منها نحو 53 مليار ليرة كأضرار مباشرة، و72 مليار ليرة كأضرار غير مباشرة. التقرير وثّق تعطل 49 شركة ومعمل ومحلج من
"في احتفال ضخم حضره جمع كبير من السياسيين من مختلف الأطياف الحزبية، وحضرته المنظمات النسائية والمواطنون، تمّ تكريم وزيرة التعليم التي تركت منصبها الوزاري بعد فوز حزبها بالانتخابات للمرة الثالثة، مفضلة الاكتفاء بثماني سنوات في موقعها ذاك، ولمدة دورتين كاملتين".كان تعيين الوزيرة حدثاً هاماً، فقد جاء مواكباً للاحتفال بمرور مئتي عام على إنشاء "ديوان المدارس" في 1837، وكاستجابة لمطالبات
ينقسم القراء إلى نوعين: قراء نفعيون يتعاملون مع المادة المعرفية من أجل الامتحانات التي تؤدي إلى تحضير الدروس والنجاح أو الترقي في الامتحانات بشتى أنواعها، وهم أغلبية نسبية، وقراء آخرون يقرؤون من أجل المعرفة والبحث والاطلاع وارتياد آفاق التكوين الذاتي بكل أشكاله وهم قلة. وهنا يجب عدم الحديث طبعا، عمن لا يقرؤون إلا الوثائق الخاصة بعملهم، كبعض الموظفين في القطاعين الخاص والعام، والذين لا يمكن
وكأن الرجال يأتون من آخر الأرض ليموتوا في أرباضها أو يُقتلوا في محابسها، يحملهم الناجون من أهلها على راحاتهم ويطوفون بهم في مرابعها وبساتينها وعلى ضفاف نهرها، يزينون وداعهم الختامي بجدائل من آس إنطاكية، ويرشقون برق عبورهم بخلاصات عطرية من ماء البنفسج الجليل.لم تزدْهم الأديان الإبراهيمية التي توطنت عقائدها فيهم، وتعايشت في وجدانهم، إلا رسوخاً في قناعاتهم العميقة التي تُوجب احترام
ممنوع، وكفى. لا يمكنك أن تناقش، يُمنع عليك حتى أن تبدي رأيك بالموضوع. تُعمّم ثقافةٌ من الممنوع في أرجاء المملكة، تضع خلف قضبانها كلّ ما لا يناسب الأفكار والقيم والمنظور الشامل الذي تتبناه اليد المسيطرة. لا يستطيع أيّ كان منعها، فهي صاحب السلطة، والمخوّلة تحديد ما يمكن للرعية أن تقرأه أو تشاهده. وحدها من يستطيع الاطلاع على الأمور كاملةً دون رقابة، وحدها لا يلاحقها مقصّ الفصول والمشاهد الذي
"قد يحرقون العربة.. أو ندخل في شجار عنيف.. ليس باستطاعتنا تحديهم». بهذه الكلمات يردّ عتّال في ساحة الرصافي وسط بغداد على سؤال حول رضاه بالعمل على عربة حمل خشبيّة يستأجرها من مالك عربات كل يوم ليدور فيها بأسواق الجملة بدل أن يشتري واحدة.هذا أحد الحوارات التي ينقلها الفيلم الوثائقي «حمالو بغداد» عن الحمّالين في سوق «الشورجة»، أكبر أسواق الجملة في بغداد، حيث
الصبر والتضحية والتقشف كانت الوصايا الرئيسية في خطابين متتالين لرئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. الأول كان يتحدث لعمال غزل المحلة على خلفية إضرابهم للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور عليهم وصرف مستحقاتهم السنوية. والثاني كان يتحدث لشباب الأطباء على خلفية إضرابهم للمطالبة بزيادة مخصصات الصحة في الموازنة وتحسين أوضاع العاملين في القطاع الصحي. خطاب التقشف كان
يشكل كل من العراق والجزائر نموذجا كلاسيكيا لما يصفه علماء الاقتصاد السياسي ب«المرض الهولندي»، أو لعنة الموارد التي فاقمها سوء الأداء السياسي. وهذا يعبر عن نفسه بعدم استقرار أمني واستخدام للموارد الهيدروكاربونية من نفط وغاز لتعزيز قبضة الحكم القائم أكثر مما هو لتطوير المجتمع وفتح قنوات التقدم أمامه. الاعتماد الكامل على عائدات النفط والغاز، يؤدي إلى عدم الالتفات لتنويع القاعدة
نسبة من تقع أعمارهم بين العشرين والثلاثين بأكثر من 50 في المئة من مجموع السكان في اليمن. لكن هذه النسبة الكبيرة لا تحظى بدور يتوازى مع حجمها في الشأن العام، وداخل الأطر القيادية للأحزاب السياسية خاصة، حيث لم يزل الشباب والنساء لدى هذه الأحزاب مجرد أصوات انتخابية تُحشد موسميا لأداء المهمة ثم العودة إلى سباتها حتى تستدعيها القيادات التاريخية للقيام بالدور نفسه في الموسم الانتخابي التالي.<br
كان منطقياً جداً بالنسبة لرجل الشارع في إسرائيل، ومعه النخبة الفكرية، أن يفوز الإخوان المسلمون برئاسة مصر. ما لم يكن منطقياً أن يثور المصريون ضد الإخوان المسلمين.قبل حوالي عشر سنوات، تم نشر حوار مع المؤرخ بني موريس في صحيفة هآرتس، عبر فيه عن خوفه أن تقوم في القاهرة ثورة إسلامية تبدأ في إرسال الصواريخ النووية ضد إسرائيل. هذا هو التاريخ الذي يحبه مفكرو الخط الرسمي للدولة: إن انتهى
تهدف الثورة، أي ثورة، الى دفع السلطة الحاكمة للدخول في علاقات مباشرة مع الجموع، على النحو الذي يمكِّن الثوار من قلب منطق القوة وكيفية ترتيبها، فتتم تعرية ممارسات السلطة، ونزع فتيل الشرعية عنها، ومنعها من الاختفاء وراء علاقات غير مباشرة، أو خلف شبكات متوارية ملساء الوجه. تستدرج الثورة السلطة لكشف وجهها العنيف الذي تلجأ إليه عندما تشعر بالتهديد المطلق على بقائها، أي حين تفقد ميكانزمات