جلس الناس مع بعضهم وقرروا أنهم في مركب واحد. هناك أحد احتمالين: إما أن يتوقفوا عن التفاهات وينتبهوا للبلد التي تضيع، أو لا يتوقفوا عنها في انتظار ضياع البلد. وقرروا ألا يتوقفوا عنها وأن ينتظروا ضياع البلد.حدث هذا في عام 2020. بفندق فيرمونت بالقاهرة. أحد ممثلي قوى المعارضة كان عنيفاً، صرخ: إلى متى سنلعب بينما تضيع البلد. فقال له رئيس الوزراء، حتى تضيع البلد. وهكذا تمت إخراس حجة
الشاشات تمتلئ بأحاديث عن السيد الجديد وهيبة الدولة التي بعثت من الرماد لتهزم شبح الثورة اليافع بخنجر الحكمة وسيف السيادة وأوهام الاستقرار والأمن والأمان. قنابل تنفجر في قلب العاصمة وأخرى في المحافظات الكبرى كالإسماعيلية والدقهلية، الأمن يغلق شوارع رئيسية في أكثر مناطق العاصمة حيوية وازدحاماً. وزارة الداخلية تضع أسواراً فوق الأسوار وجدراناً فوق الجدران، حتى صارت حركة قواتها في محيطها شبه معدومة.
تزامَن تولّي حكومة «الكفاءات المستقلّة» المنبثقة عن الحوار الوطني في تونس بالإعلان عن تدفّق قروض جديدة. لعب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتراجع التصنيف السيادي لتونس دوراً هامّا في تصاعد الضغوط على الترويكا الحاكمة بقيادة حركة النهضة الإسلاميّة التي خشيت من «أسلمة الفشل»، ما يعني تحميل الإسلام السياسي مسؤولية سوء إدارة البلاد وتردّي الوضع الاقتصادي. لكن، بغض
هل الإنفاق على التعليم في الجزائر يعني أن البلاد تحلِّق عاليا في سماء المعرفة؟ لا للأسف. لا شك في أن جيوش التلاميذ والطلبة الجرارة تُحسن القراءة والكتابة، لكن مؤهلاتهم الحقيقية بالتأكيد أبعد من أن تتناسب وأسماء الشهادات الفخمة التي حُمِّلوا إياها.
بعد ثلاثة أشهر من التأمل في اختلالات المدرسة المغربية، قرر وزير التعليم العمومي - والذي جيء به من التعليم الخصوصي إلى حكومة بنكيران الثانية في تشرين الأول/أكتوبر 2013 - أن جوهر المشكل يقع في التقويم. والدليل هو أن نصف التلاميذ المغاربة يجدون صعوبة في القراءة حسب تقرير لليونسكو. ومع ذلك تبلغ نسبة النجاح تسعين في المئة في المستوى الابتدائي. لذلك كشف الوزير عن موقع إلكتروني إسمه
مثّلت العشيرة، كمؤسسة اجتماعية، طوال التاريخ السياسي العراقي الحديث نقطة استقطاب مهمة للسياسيين من خلال نفوذها الذي يصعد أو يهبط وفق معيار عكسي مع صعود أو هبوط تقاليد المدَنية في بنية الدولة والمجتمع.شهدت الدولة العراقية الحديثة، منذ تأسيسها في مطلع عشرينيات القرن الماضي، صفقات معلنة وأخرى خفية مع العشائر، فقدم بعضها بموجب هذه الصفقات موقفاً حيادياً من «معارك الاستقلال»،
حدث ذلك في الأوّل من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2000. قرى ومدن الأراضي المحتلّة العام 1948، من دون استثناء، التحقت بالضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، ناقلة العاصفة إلى العمق الإسرائيليّ. صاعقةً عنيفة. بعد أسبوع من الاشتباكات التي أدت الى استشهاد 13 شاباً، هدأت الأمور: قيادات الأحزاب السياسيّة الفلسطينية في إسرائيل، رؤساء المجالس في القرى والمدن العربيّة في الداخل، ضبطوا الأوضاع بعد انسحاب
بعد 15 يوما على غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تم نقله إلى مستشفى باريسي إثر تعرّضه لجلطة دماغية "صغيرة"، تعب الجزائريون من متابعة أنباء مرض رئيسهم. انخفض بشكل ملحوظ اهتمامهم بالوضع الصحي لبوتفليقة. والصحف الجزائرية، المفترض بها تنوير الجزائريين بالشروح والمعلومات التي لم تصل إليهم يوماً، راحت تتثاقل حيال الشأن. وقد اعادت الصحف نشر الشائعات الاكثر جنوناً، وحرّكت الفكرة القائلة بأنّ
يتعامل السياسيون مع العولمة كأنها حتمية منْزلة، بل وكأنها دليل رقي وحضارة. العولمة ليست إرادة إلهية ولم تكن يوماً من الأيام حتمية. ونشوؤها بمفهومها الحديث لا يتعدى عمره الـ40 عاماً. والولايات المتحدة الأميركية هي التي صنعت العولمة الليبرالية وفرضتها على العالم من خلال 3 محطات أساسية. أولى محطات العولمة هي التخلي عام 1972 عن اتفاقيات «بريتون وودز» ( Bretton Woods)
تمثل قضية المياه في الجمهورية اليمنية واحدا من التحديات التنموية التي تساقطت في واجهتها الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، إلى درجة باتت تشكل هاجساً مخيفاً للدولة والمجتمع في آن، وبخاصة في ظل تنامي الطلب على المياه، الناجم عن ارتفاع وتيرة النمو الحضري علاوة على الاستخدام غير الرشيد للمياه في القطاع الزراعي، حيث عدد كبير من سكان البلاد يمتهنون الزراعة،
لا مكان للمفقود، إلا في ورقة الإعلان على صفحات الجرائد وفي الملصقات على جدارن المقاهي والحارات، أو في حيز لا يتعدى عدة سطور في صفحة الكترونية. يكبر الناس ويشيخون وهم ينتظرونه، ويبقى هو في العمر الذي غُيِّب فيه، لأن الزمن، زمنه، توقف في تلك اللحظة. الحزن لا يغادر قلوب الأمهات، ولا من زادٍ يخفف بؤس العائلات المنتظرة إلا بصيص أمل قد يتسرب من خبرٍ هنا أو هناك. لا أشد قسوة...