النصر مُلكية عامة

نهلة الشهال | 14-08-2013

ما أحلى تلك المجابهة، رغم دمارها المهول على بلد صغير كلبنان، تقاطعت ظروف لتجعله ينوب عن كل الأمة، ورغم آلاف الأرواح المبذولة، وهي كثيرة في بلد صغير كلبنان. فالعدو كان واضحاً. والوفود العربية ـــ والعالمية ـــ التي تتابعت، جاءت لتعلن التضامن. يساريون وقوميون وإسلاميون وليبراليون، غالباً ما وفدوا معاً، فاللحظة تحمل على التسامي. وهي تدفع الى تغليب المشترك على الخلافات «الصغيرة».

مواضيع
سيدي مومن الجديد الخواء الثقافي ومخاطره على الشبيبة

هذا شارع وسط عشرات العمارات المتجهمة في حي سيدي مومن الجديد الذي ظهر بجانب سيدي مومن القديم. ومنه خرج إرهابيو السادس عشر من أيار/مايو 2003. تهب ريح باردة في هذه الظهيرة الشتوية. خمس شبان يقفون حول عمود كهربائي. أنهوا كل المواضيع التي تكلموا فيها. فجأة وقفت سيارة نزلت منها شابة أنيقة ودخلت المصبغة مسرعة (اسمها المصبنة في المغرب). صرخ شاب "أصحاب الدراهم جننونا". تدرك الشابة أنها تحت


المغرب الكبير واحداً

في مشهد غير مسبوق، ينتظر أبناء الدولة المغاربية ما ستسفر عنه محاكمة القرن، كما يحلو لنا تسميتها، بعد أن أظهرت التسجيلات المعلن عنها كيف استخف ساسة اليمين المتطرف بمصالح البلاد والعباد خلال توليهم السلطة طيلة العقد الماضي. وتظهر شاشات التلفزيون المواكبة للحدث كيف أن قادة الحزب الحاكم آثروا الثراء الفاحش على مستقبل البلاد. وفيما لا يزال موضوع زواج المال بالسياسة يؤثر سلباً على مبدأ فصل السلطات،


اليمن خلفيات قرار إلغاء الهيئة

في تاريخ العرب حروب داخلية امتد بعضها لأربعين عاماً، أشهرها حرب داحس والغبراء، وحرب البسوس. اليوم يحق للعرب أن يفخروا بصفحة جديدة، تمثل بداية لتاريخ يسوده السلام والوئام الاجتماعي، حيث أصدر الرئيس اليمني في مطلع الشهر الجاري (أذار/مارس 2054) قراراً جمهورياً بحل الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية، وأيلولة أموالها للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات. يأتي هذا القرار استجابة


استعادة أحداث في يوم عادي

استيقظت مبكرا اليوم 26 آذار/مارس 2054. كانت السماء صافية ورائقة، بينما كانت هذه الفترة تتميز في شبابي بما كان يسمى السحابة السوداء بسبب التلوث الكثيف. جلست سعيدا للصحف بعدما تجولت على القنوات الفضائية. وعنّ لي هذا الصباح أن أرصد أحداث بعض الأشهر الماضية وربطها بالأخبار المبهجة التي بدأتُ بها يومي. فقد تكونت لديّ عادة المقارنة بالحقب التاريخية الخالية. وهذا موقف من عبَر التاريخ. فقد كان


بيدوفيليا وسياسة في المغرب

 استقبل الملك محمد السادس في تموز/ يوليو 2013 ملك اسبانيا خوان كارلوس. كانت مراسيم الاستقبال غاية في الحفاوة بغرض تأكيد تجاوز كل الخلافات الثنائية منذ سيطرت القوات الإسبانية على جزيرة ليلى في 2002. فمذاك العلاقة بين الجارين متوترة. تبعد الجزيرة مئتي متر من الشواطئ المغربية. الحق واضح لكن القوة اغتصبته. وقد أدى وصول اليمين للحكم في إسبانيا إلى برودة في العلاقات بين رؤساء الحكومات. لذا


فصل من الحرب: انهيار الليرة السورية

سقطت قيمة الليرة السورية في الآونة الأخيرة بشكل كبير وسريع ومفاجئ. كيف تم ذلك؟ قد يجيب الاقتصاديون، وهم محقون، ان هذا يحصل عادة نتيجة المضاربة، والحرب الدائرة، وأخطاء البنك المركزي... إلا ان هذه التفسيرات لا تكفي، ولا تبرر الانتقال من الضعف التدريجي لليرة السورية الى انهيارها الحالي، وما سيلي مما يمكن توقعه. فما مقدار البرمجة والتخطيط، أو الحرب من نوع أخرى الدائرة على هذا الصعيد؟<br


غاب الملك! هل تمزحون؟

الله كلي القدرة، يسمو على عرشه بعيداً في السماوات، ولا يجرؤ مؤمن أبداً على التذمر أو على التساؤل حول غيابه/حضوره. على العكس من ذلك، فإنّ طبيعته غير المادية هي ما يصنع وجوده الكلّي، إذ يفترض به أنه يتحكم بكل شيء، ويدير كل الأمور، ويسيطر عليها.العلاقة مع الملكتجدر العودة إلى صورة الله تلك، وإلى العلاقة الحميمة التي يرعاها مع المؤمنين به، بهدف طرح السؤال المناسب حول


رؤوس الأنظمة العربية: الواحد والكَثْرة

هل تُفضي الانتفاضات العربية التي انطلقت عام 2011 إلى ما نشدته من حرية وكرامة وعدل؟ ما الذي يجعل مسيراتها بمثل هذا التعثّر والألم؟ لماذا سقطت أنظمة وتأبى أخرى أن تسقط ولو دكّت البلد أجمعين؟ ما الذي يجعل أنظمةً قروسطية وضواري إمبريالية تبدو نصيرة للثورات؟ كيف يُقْبَل أن تكون «القاعدة» وشبيهاتها أجزاء من الثورات؟ ما هؤلاء الثوار الذين يطلقون إعلانات قتلٍ طائفية وعنصرية ويكتريهم كلّ


سوريون وحلم الهروب

لم تعد سفارات الدول الأوروبية تتسع لجموع الشباب السوريين الذين دفعتهم الظروف المأساوية الحالية نحو الهروب، والأمل بحياة جديدة في الغرب. أصبح مألوفا في لبنان مشهد طوابير الشباب الواقف على أبواب سفارات ألمانيا والنروج والسويد وإسبانيا، إضافة إلى كندا وأميركا، وبين ذراع كل واحد كومة من الأوراق. ولكثافة الوافدين، قامت بعض السفارات بنقل ملفات السوريين من لبنان إلى سفاراتها في عمان، مثل النروج


دور الجيش المصري في «30 يونيو»

أنتجت الثورة المصرية حتى الآن أربع موجات ثورية، عميقة ومركبة ومتناقضة كثيراً في ظاهرها وفي بنية فاعليها. فالموجة الثورية الأولى رفعت شعار «الجيش والشعب يد واحدة». وعلى النقيض منها، نادت الموجة الثورية الثانية المتمثلة في معركة محمد محمود، بإسقاط حكم العسكر. ثم جاءت الثالثة (يناير 2012 في ذكرى محمد محمود وبعدها مروراً بالإعلان الدستوري) لتزحف على مراكز السلطة التي لم تتغير، مبدية


في الكارثة المعمارية وضياع التراث: نماذج من اليمن

بينما تُواصل مدن الخليج القاحلة شراء مشاريع «الثقافة» والتطوير المدني، بما فيها رموز العمارة العالمية (من أعمال نورمن فوستر ورام كولهاس)، مروراً بعدد كبير من المعماريين النجوميين (Starchitects) والأقل شهرة أيضاً، يتابع أفراد (تجار) المؤسسات الخاصة والحكومية في الدول العربية (عبر شركائهم العقاريين أو الممولين والمقاولين) بيع وشراء الأراضي، وهدم معالم المدن المعمارية (الثقافية


يـومـيّـــات المقـاومــــة والـتـمــرُّد

أطلق موقع «جدلية» صفحة جديدة بعنوان DARS" Daily Acts of Resistance and Subversion"وهذا نص البيان: هدف الصفحة توثيق «السلوك اليومي المقاوم والمتمرّد» (subversion في اللغة العربية هي الفعل «المخرِّب» او «المحوِّر»، بمعنى التغيير) في المجتمعات العربية المعاصرة، وما وراءها. وستُخصَّص هذه الصفحة لرصد جميع أفعال المقاومة


الكويت بـيــن المشيخة والإمارة الدستورية

قد يختصر المشهد السياسي في الكويت وفق التالي: العملية الديموقراطية آخذة في التآكل والتراجع، وفاقدة أصلا مقومات كثيرة، رغم وجود دستور. وهذه هي الاسباب:سلطة الحكم مشيخيةتسيطر عقلية المشيخة على المسار الديموقراطي من خلال:1 ـ توسيع سلطات الأمير ومنع مس ذاته حتى ولو بأقل النقد. والكويت من أكثر الدول اعتقالا للمغردين، وأغلبهم بسبب «مس الذات الأميرية».


فكرة
حين يأكل الريع نفسه

تغييرات بنيوية كثيرة طرأت على مفهوم الريع والأنظمة الريعية ومعايير تصنيفها، لكنّ تعريف التوظيف كأداة لتعزيز زبائنية السلطة واستقرارها وشراء ولاء الرعايا، ظلّ ثابتاً في جميع تعريفات الريع. وقد استقرّ التعاطي من هذا المنظور مع خلق الوظائف في القطاع العام داخل دول مجلس التعاون الخليجي. ومع انطلاق الانتفاضات العربية عام 2011، بدا أن سلطات دول مجلس التعاون قرأت جيداً خطر ملامسة تلك الحركات


بحر من ذاك؟ (عوديد باليتي -أ ب)

بمناسبة عيد الفطر، منّت السلطات الاسرائيلية على "عشرات آلاف" الفلسطينيين من الضفة الغربية بالدخول بأذونات خاصة الى تل أبيب والاستمتاع بالبحر، للمرة الأولى في حياة بعضهم. هنا البهجة... القصيرة.