تنتج الألتراس خطابات تجعل منها حركة غير معزولة عن القضايا الشعبية، السياسية والمطلبية. وعدا الأهازيج، وأشهرها "في بلادي ظلموني" التي تدين السلطة، فهي دافعت عن مطالب الحراكات الجهوية التي مسّت أطراف المغرب المنسي. كما دافعت عن قضية الأساتذة المتعاقدين. هذه البنية منظّمة على مستوى الشكل والانتماء، لكنها غير مهيكلة مؤسساتياً، ما يجعلها عصية على الاحتواء من قبل السلطة الأمنية والسياسية.
اقترن اسم "الأهلي" طوال تاريخه بكونه فاعلاً وطنياً: رفض المشاركة في مسابقات "الاتحاد المختلط" التي كانت تدار بواسطة الأجانب. وخرج مشجعوه في تظاهرات شعبية عقب كل انتصار لناديهم على فريق بريطاني. كما كان أعضاء "الأهلي" في طليعة الفدائيين في حرب فلسطين 1948، وتحولت ملاعبه في حرب السويس 1956 وحرب 1967 إلى مراكز تدريب أفراد المقاومة الشعبية.
كيف أصبح مشروع حكم غير ديمقراطي من جهة القيم والمبادئ والممارسات مشروعاً مقبولأ شعبياً في بلد لا يزال يعيش مخاضاً ثورياً؟ هل يمكن وهل تستطيع الأقلية الديمقراطية، واليسارية تخصيصاً، أن تعيد بناء إستراتيجية فعلها - على الأقل في الوقت الحاضر - على قبولها بوضعها الأقلي بل على اعتباره شرط البقاء الممكن للفعل والتغيير الديمقراطي الراديكالي؟