الاحتجاجات هي الوجه "الديمقراطي" الوحيد في العراق، لكنه الآن يُقمع بوحشية. البرلمان هو الدعامة "الشرعية" للنظام السياسي الحالي في العراق، أما قوته الحقيقية فتكمن في الجماعات المسلحة الداعمة له، والتي توجه البنادق إلى الشارع. تبدو الديمقراطية في البلاد هشة وضعيفة، ولا تمثل رأي المواطنين، بل تمثل قوة الأجنحة المتصارعة، ومَواطن الدعم الإقليمية والدولية لها.
... حين ستقف أختي الصغيرة مكاني في المستقبل، ستقول لي: "شكراً لأنكم لم تورِّثونا ما تبقى من الحرب الأهلية".
نص ثان كتب قبل الموجة الثانية الجارية حالياً وفي خضم تظاهرات مطلع الشهر. يقول: شهدت التظاهرات العراقية أكبر موجة قمع حكومي لأي احتجاج شعبي منذ احتلال بغداد في نيسان/ أبريل عام 2003. وهي خلت من جمهور الأحزاب العراقية، وضمت في ذروة أيامها آلاف الشباب العاطلين عن العمل والحالمين بالعدالة الاجتماعية.
الوضع مرعب في بغداد: عادت اليوم المظاهرات بعد تعليقها كرمى لمناسبة أربعينية الحسين التي يشارك في احيائها الملايين. الجمعة 25 تشرين الاول/اكتوبر، سقط خلال ساعات أكثر من 24 قتيل، وأكثر من 1700 جريح.. هذا نص كتب إثر مظاهرات مطلع الشهر.. وما زال راهناً.