سوريا: ما اللحظة الآن؟

نهلة الشهال | 05-12-2012

هناك علامات لا تخطئها العين، ولعل السلطة السورية لن تنكرها: لم تتم السيطرة على الانتفاضة، ولن تتم بالقوة. فات وقت ذلك واحتماله. بل لم تتوقف الانتفاضة عن الامتداد في الزمان والمكان. وهذا ليس من فعل «عصابات». حتى السلطة نفسها تخلّت عن التعبير، وقررت ان تُلصق الأمر برمّته بـ«كتائب النصرة»، أو أي اسم يمكن أن يوحي بإسلام جهادي على طريقة القاعدة. السلطة تتجاهل أن سوريا ليست

مواضيع
ليبيا وأزمة المواصلات

هل يمكن في القرن الحادي والعشرين أن تكون هناك دولة تمتد على رقعة شاسعة ما بين الساحل والصحراء وتطفو على حقول نفط من الدرجة الأولى، وألاّ توجد فيها شبكة مواصلات تربط أطرافها المترامية، مترو، قطار، أو محطات ووكالات باصات عامة. تملك ليبيا استثمارات خارجية بعائدات تكتسح حسابات دول كثيرة في العالم. ولكن وخلال حكم القذافي لأربعة عقود، لم يحظ المواطن بخدمات توازي هذه الثروة. في العام 2011 ــ


في انتظار النفط الإيراني العائد إلى الأسواق

تميز الاجتماع الأخير لمنظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا مطلع الشهر الفائت بظاهرة لافتة، وهي احتشاد الصحافيين حول وزير النفط الإيراني بيجان زانجانة، الذي يبدو انه تقاسم اهتمام وسائل الإعلام مع وصيفه السعودي المهندس علي النعيمي، ولسبب وجيه. فمع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، الذي سعى الطرفان الى إبرامه نهاية حزيران ثم مددوا مدة التفاوض لأيام، يتصاعد


ملامح من استعادة الدينامية الوطنية العراقية

يتنامى مؤخرا اعتقاد بان صعودا لما يمكن تسميته "السيستانية" قد بدأ. ومع أن عوامل متشابكة ما تزال تحول دون تشكل ملامح الظاهرة الجديدة، إلا أن الأدلة عليها لم تعد قليلة. والمؤكد أن مرجعية النجف، واستنادا لذاكرتها التاريخية، قررت ــ راغبة او مضطرة ــ عدم تضييع فرصة استعادة دورها القيادي على المستوى الوطني، في حقبة ما بعد الحداثة ونهاية مرحلة الوطنية الحزبية والإيديولوجية التي استمرت


ولاء وتقبيل اليد في المغرب

الاحتفال عفوياً بعيد العرشإنه العيد. يقف فتية الحي على أهبتهم، شأنهم شأن أولاد آخرين من القرية، بانتظار «افتتاح الحفل»! بدوري، ارتديتُ ثيابي الجديدة. وعلى الجهة اليسرى من قندورتي (العباءة المغاربية)، علّقت صورة صغيرة بيضاوية الشكل لا زلتُ أذكرها حتى اليوم: كانت صورة للملك.إنه عيد العرش. لقد جلبنا عشية العيد سعف النخيل من الحقول، ورحنا نشيّد جناحاً ليكون بمثابة


فضيحة "ريح السَمُوم السعودية"

في بداية آذار/مارس من العام الماضي، بثت الإذاعة الرسمية السويدية تحقيقاً كشف عن صفقة تمت في نيسان/أبريل 2005 في إطار اتفاقية تعاون عسكرية بين وزارتي الدفاع في السعودية والسويدية، لبناء مصنع لإنتاج وصيانة الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، وبناء مخازن محصنة تحت الأرض لتخزين المتفجرات ووقود الصواريخ. وتبين سريعاً فيما بعد أن تلك الصفقة تشكل جزءاً من مشروع "السَمُوم"، ويشمل أيضا تزويد السعودية


العنف في العراق يتسلّل إلى داخل الأسرة

تراجع الاوضاع الامنية في العراق ألقى بظلاله على الحياة الاجتماعية، فانعكست تأثيراته على الحالة النفسية للعديد من المواطنين، ودخل العنف الاطار الاسري فسجلت مراكز الشرطة في العاصمة جرائم قتل داخل الاسرة، اكثرها بشاعة تلك التي حصلت في منطقة «المعامل» بأطراف بغداد، ارتكبها شاب بإطلاق النار على افراد اسرته واحدا بعد الآخر فقتل زوجته وابنه الرضيع، واخاه وزوجة أخيه، الذين كانوا ينامون على


الكويت: مقاطعة برتقالية تنزع شرعية مجلس "الصوت الواحد"

يبدو حال المشهد السياسي الكويتي للبعض غريب، لماذا؟ لسبب «الانقسام بين حكومة تطالب الشعب بالمشاركة في الانتخابات ومعارضة ترفض المشاركة» على ما يقول الأكاديمي والوزير السابق سعد بن طفلة العجمي. وللوهلة الأولى، تبدو المسألة فعلاً غريبة، فشعوب الخليج والمنطقة العربية تسعى منذ عقود للحصول على حقوق سياسية سبق وحصل عليها الكويتيين منذ إقرار دستورهم عام 1962 وبدء الحياة التشريعية. بيد أن


الحركة المثلية في فلسطين ومقارعة الخطاب الإسرائيلي

هل تصدّقون وجود مثليين فلسطينيين ومثليات فلسطينيّات خارج الأفلام الأوروبيّة والإسرائيلية التي لا تكفّ عن مضغ القصة السطحية ذاتها حول فلسطيني مثلي الجنس يعشق مثلي إسرائيلي، فيهربان من غابة «الهوموفوبيا» (رهاب المثليين) العربيّة إلى مملكة التحرر في تل أبيب؟ مثابرة حثيثة يقودها مثليّون ومثليّات من فلسطين ضد الاستخدام الغربي والصهيوني لقضايا التحرر الجنسيّ والاجتماعي من أجل تكريس العداء


الإخوان والسلفيون فــي مصر ... عناق أم افتراق؟

هناك وهم سيطر على أذهان كثير من المتعجلين والمنافسين والمغرضين، بأن الحركة الإسلامية، دعوية كانت أم مسيسة، هي نسيج واحد، أو كتلة واحدة صماء، لا فرق بين أجزائها ولا أشتاتها.ولكن العلاقة بين الإخوان والسلفيين في مصر بحاجة ماسة إلى المراقبة الدائمة، حتى نشهد تبدلاتها، عناقا وفراقا، مع توالي الأحداث والوقائع، وتغير المصالح، لا سيما في ظل عملية السيولة السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير.<br


انـتـهـاء زمــــن اتـفـاقـيـة الـبـحــيـــرات المُــــــرَّة؟

تميزت الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة بين باراك أوباما وميت رومني بخاصية أساسية لم تشهدها المنافسات المماثلة لأكثر من أربعة عقود من الزمان. فقد جرى تركيز المقترحات في ما يخص قضية الطاقة على كيفية استخدام الموارد المتوفرة، لا على تلك المتناقصة التي كانت تسحب النقاش الى مسائل أكثر حساسية، مثل تحقيق استقلالية الولايات المتحدة عن النفط الأجنبي المستورد.فمنذ الحظر العربي النفطي الشهير في


دمشق الحرائق: حرب السلطة على العشوائيات

يروي زكريا تامر في»النمور في اليوم العاشر»، بأن مروضاً خبيراً جعل نمراً جائعاً، مقفوصاً بين القضبان، يصفق له إعجاباً بخطاب ألقاه عليه، ثم أجبره بالجوع على أكل العشب، وعلى حَمْده. «وفي اليوم العاشر، اختفى المروض وتلاميذه والنمر والقفص، فصار النمر مواطناً، والقفص مدينة».تشتعل الحرائق اليوم في دمشق وريفها. ويمكن من أماكن عدة مطلة عليها، متابعة أعمدة الدخان المتصاعدة من


المغرب: انتهاك حصانة الروح والجسد في النقل العمومي

تخرج أمينة في السادسة والنصف صباحا من البيت، وكل أملها أن تصادف الحافلة، وألا تكون قد مرت. تعرف أن السلطة في المغرب خصصت لكل حي حافلتين. وليس للحافلة وقت محدد، والصدفة وحدها تعمل هنا. حينها تتمكن أمينة من قطع عشر كيلومترات في نصف ساعة وتصل لعملها في الوقت. وهي تقيس المسافة بالدقائق وليس بالكيلومترات. لأنه يستحيل افتراض أن الحافلة التي تسير بسرعة ستين كيلومتراً في الساعة ستقطع المسافة في عشر


خريف اقتصاديات دول المغرب العربي

تعيش تونس والمغرب والجزائر أوضاعاً اقتصادية سِمتها العجز والتراجع مقارنةً مع الأوضاع التي كانت تعرفها قبل اندلاع الانتفاضات العربية. ففي المغرب، بلغت نسبة النموّ في النصف الأول من العام الجاري نصف النسبة التي بلغتها في 2011، أي 2.5 في المئة في مقابل 5 في المئة في العام السابق. وأحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع، الموسم الزراعي السيئ وتدني الاستهلاك، بالتالي فإنّ «الأرقام الاقتصادية في


فكرة
جثة في سجن..أو من شباك

يوم السبت الماضي، أتمّ الشاب المصري محمد سلطان يومه الـ300 في إضرابه المتواصل عن الطعام الذي فقد خلاله 70 كيلوغراماً من وزنه. وما بين الرقمين، حطّ عيد ميلاده الـ27 الأسبوع الماضي أيضاً، وهو في مكانه: السجن، وهذا عيد ميلاده الثاني وهو هناك. قصّة محمد باتت معروفة، لا جديد فيها سوى أنّ الشاب يوماً بعد آخر يقترب أكثر وأكثر من الموت. تضمحلّ مساحته في الصور التي تخرج في تواريخ مختلفة، ولم...


رسائل نسائية

اكتملت عناصر الحصار. لم تعد المرأة السعودية في مأمن من عين الرقابة، حتّى عند مغادرتها البلاد. حرص المملكة على «مواطناتها» دفعها إلى تجيير التكنولوجيا في خدمة القمع والتعسف. ليس جديداً أنّ النساء في السعودية لا مجال لهنّ للتحرّك. مقيّدات محاصرات ومقموعات. تتسلّط عليهنّ لجنة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ولو أن بعضهن يقاومنها. أمّا الحجّة الأساس فهي